» رأي
أسرة الأدباء والكتّاب: من سلاسل الغزو إلى دوار اللؤلؤة
مقالات أخرى - 2011-05-21 - 6:39 ص
حامد علي
تشير الأزمة الأخيرة، التي لا تزال أسرة الأدباء والكتّاب تعاني تبعاتها، إلى أنّ حالة الجسم الثقافي في البحرين- وقياسًا عليه في منطقة الخليج والجزيرة العربية- تخوض مرحلةً جديدةً من مراحل تكوين المثقف المستقل، باعتباره كائنًا غير قابل لأن يصاغ من قبل الآخرين أفرادًا كانوا أو جماعات أو منظومات رسمية أو شبه رسمية، ناهيك عن السلطات الحاكمة.
فإذا كانت مراحل تكوين المثقف تلتفت- فيما سبق- إلى التأسيس لمقولات الذهاب إلى الحداثة التي ابتُنِيت في مرحلة متقدمة على الأيديولوجيات المناضلة، وهي في مجملها أيديولوجيات اليسار التاريخي؛ ومن ثَم ذهبت إلى التأكيد على أحقية المثقف/المبدع في اختيار منظوماته الفكرية/الإبداعية، وما ارتبط بها من خيارات اللغة والصورة والقيم الأخلاقية تأكيدًا على الخروج على الأسبقيّات المتداوَلة كما كان الأمر عليه في لحظة صعود التيارات الدينية.. نقول إذا كانت المراحل السابقة قد التفتت إلى تلك الجوانب مجتمعة، فإنّ "آنيّ الحدث الثقافي" اليوم- وهو لا ينفصل أبدًا عن بُعْدِه المستقبلي- هو أحوج ما يكون إلى رصد وتوثيق بالدرجة الأولى، ومن ثم إلى فحص ودراسة وتحقيق. وكل ذلك إنما يأتي بغرض معاينة الحالة الثقافية في البحرين والخليج، باعتبارها مؤشِّرًا ذا دلالة على الحالة الثقافية في عموم الوطن العربي. هذا مع تحفظ نبديه على إمكانية التعميم، إلا بقدر نبدي معه حذرنا من الوقوع في غواية المشابهة المجانية.
ستكون حالة أسرة الأدباء والكتاب البحرينية محلاًّ للمقاربة والمعاينة، بما تقدمه لنا من إمكانية رصد مادية لا تقبل التشكيك، سواء فيما يتعلق بماضيها، أو ما يتعلق بحاضرها وما يُتوقع لها في الأيام القادمة. ولربّما يحتاج النظر، في كل ذلك، إلى معاينة قد تتجاوز ما تسمح لنا به هذه العجالة.
لقد كان موقف أسرة الأدباء والكتّاب من ثورة 14 فبراير موقفًا متميّزًا ومثيرًا. أمّا كونه متميّزًا فذاك لأنه جعل الأسرة في مقدّمة مؤسسات المجتمع المدني التي عبَّرت عن تضامنها مع الحالة الشعبية المطالبة بالإصلاح والديمقراطية المؤسَّسة على الملكية الدستورية المتعارَف عليها في أرقى الديمقراطيات العالمية وأكثرها عراقة (نقول هذا بالاعتماد على ما صدر من بيانات ومواقف موثقة). علينا، هنا، أن نتذكّر أن أسرة الأدباء والكتّاب هي إحدى أقدم مؤسسات مجتمع البحرين المدني العريق (أُسِّست في عام 1969م). ويأتي تميز هذا الموقف، أيضا، من كون هذه المؤسسة قد بادرت إلى فعل تحشيدي لبقية مؤسسات المجتمع المدني، بحيث إنها أسهمت في دفع حالة الحراك المؤسسي قُدُما إلى الأمام، بما جعل الحالة الجماهيرية حالة شمولية تتجاوز ارتهانها إلى الجمعيات والفئات السياسية المختلفة. فكان للصوت الثقافي أثره في الطبقات الغائرة من هذا الحدث التاريخي الضخم.
وتتأتّى الإثارة من كون أسرة الأدباء قد خرجت من دائرة الخوف التي كانت تلقي بظلالها على ارتباطها بالمجتمعي/السياسي. علينا أن نتذكر أن أسرة الأدباء، طيلة تاريخها، حاولت- بقدر ما تستطيع- الابتعاد عن التعاطي مع الشأن السياسي المباشر، مع وجود بعض الاختراقات كما حدث مع مسألة غزو نظام صدّام البائد للكويت، وصدور العدد الخاص من مجلة "كلمات" (سلاسل الغزو)، وهو ما أدّى إلى انشقاق بين أعضاء الأسرة بقيت مفاعيله حتى اليوم. إنّ هذا الخروج الذي باشرَتْه الأسرة، كان من العنف بحيث إنه أطاح بالكثير من المسلّمات والأعراف الداخلية، من قبيل محاصرة الخلافات- التي يتضح ارتباطها بجسم الأسرة- في الداخل، وعدم السماح لها بأن تكون محلاّ للوك الألسن والمقالات الصحفية "المدعومة". وهذا ما حدث مع ما نشره الشاعر علي الشرقاوي والروائية فوزية رشيد، وبعض المحسوبين على الأسرة من قبيل أسامة الماجد، وما شهدناه في برنامج الراصد على القناة الفضائية لتلفزيون البحرين الذي استضاف الشاعرين علي عبدالله خليفة وإبراهيم بوهندي بالإضافة إلى فوزية رشيد.
وللحديث صلة،،،،
تشير الأزمة الأخيرة، التي لا تزال أسرة الأدباء والكتّاب تعاني تبعاتها، إلى أنّ حالة الجسم الثقافي في البحرين- وقياسًا عليه في منطقة الخليج والجزيرة العربية- تخوض مرحلةً جديدةً من مراحل تكوين المثقف المستقل، باعتباره كائنًا غير قابل لأن يصاغ من قبل الآخرين أفرادًا كانوا أو جماعات أو منظومات رسمية أو شبه رسمية، ناهيك عن السلطات الحاكمة.
فإذا كانت مراحل تكوين المثقف تلتفت- فيما سبق- إلى التأسيس لمقولات الذهاب إلى الحداثة التي ابتُنِيت في مرحلة متقدمة على الأيديولوجيات المناضلة، وهي في مجملها أيديولوجيات اليسار التاريخي؛ ومن ثَم ذهبت إلى التأكيد على أحقية المثقف/المبدع في اختيار منظوماته الفكرية/الإبداعية، وما ارتبط بها من خيارات اللغة والصورة والقيم الأخلاقية تأكيدًا على الخروج على الأسبقيّات المتداوَلة كما كان الأمر عليه في لحظة صعود التيارات الدينية.. نقول إذا كانت المراحل السابقة قد التفتت إلى تلك الجوانب مجتمعة، فإنّ "آنيّ الحدث الثقافي" اليوم- وهو لا ينفصل أبدًا عن بُعْدِه المستقبلي- هو أحوج ما يكون إلى رصد وتوثيق بالدرجة الأولى، ومن ثم إلى فحص ودراسة وتحقيق. وكل ذلك إنما يأتي بغرض معاينة الحالة الثقافية في البحرين والخليج، باعتبارها مؤشِّرًا ذا دلالة على الحالة الثقافية في عموم الوطن العربي. هذا مع تحفظ نبديه على إمكانية التعميم، إلا بقدر نبدي معه حذرنا من الوقوع في غواية المشابهة المجانية.
ستكون حالة أسرة الأدباء والكتاب البحرينية محلاًّ للمقاربة والمعاينة، بما تقدمه لنا من إمكانية رصد مادية لا تقبل التشكيك، سواء فيما يتعلق بماضيها، أو ما يتعلق بحاضرها وما يُتوقع لها في الأيام القادمة. ولربّما يحتاج النظر، في كل ذلك، إلى معاينة قد تتجاوز ما تسمح لنا به هذه العجالة.
لقد كان موقف أسرة الأدباء والكتّاب من ثورة 14 فبراير موقفًا متميّزًا ومثيرًا. أمّا كونه متميّزًا فذاك لأنه جعل الأسرة في مقدّمة مؤسسات المجتمع المدني التي عبَّرت عن تضامنها مع الحالة الشعبية المطالبة بالإصلاح والديمقراطية المؤسَّسة على الملكية الدستورية المتعارَف عليها في أرقى الديمقراطيات العالمية وأكثرها عراقة (نقول هذا بالاعتماد على ما صدر من بيانات ومواقف موثقة). علينا، هنا، أن نتذكّر أن أسرة الأدباء والكتّاب هي إحدى أقدم مؤسسات مجتمع البحرين المدني العريق (أُسِّست في عام 1969م). ويأتي تميز هذا الموقف، أيضا، من كون هذه المؤسسة قد بادرت إلى فعل تحشيدي لبقية مؤسسات المجتمع المدني، بحيث إنها أسهمت في دفع حالة الحراك المؤسسي قُدُما إلى الأمام، بما جعل الحالة الجماهيرية حالة شمولية تتجاوز ارتهانها إلى الجمعيات والفئات السياسية المختلفة. فكان للصوت الثقافي أثره في الطبقات الغائرة من هذا الحدث التاريخي الضخم.
وتتأتّى الإثارة من كون أسرة الأدباء قد خرجت من دائرة الخوف التي كانت تلقي بظلالها على ارتباطها بالمجتمعي/السياسي. علينا أن نتذكر أن أسرة الأدباء، طيلة تاريخها، حاولت- بقدر ما تستطيع- الابتعاد عن التعاطي مع الشأن السياسي المباشر، مع وجود بعض الاختراقات كما حدث مع مسألة غزو نظام صدّام البائد للكويت، وصدور العدد الخاص من مجلة "كلمات" (سلاسل الغزو)، وهو ما أدّى إلى انشقاق بين أعضاء الأسرة بقيت مفاعيله حتى اليوم. إنّ هذا الخروج الذي باشرَتْه الأسرة، كان من العنف بحيث إنه أطاح بالكثير من المسلّمات والأعراف الداخلية، من قبيل محاصرة الخلافات- التي يتضح ارتباطها بجسم الأسرة- في الداخل، وعدم السماح لها بأن تكون محلاّ للوك الألسن والمقالات الصحفية "المدعومة". وهذا ما حدث مع ما نشره الشاعر علي الشرقاوي والروائية فوزية رشيد، وبعض المحسوبين على الأسرة من قبيل أسامة الماجد، وما شهدناه في برنامج الراصد على القناة الفضائية لتلفزيون البحرين الذي استضاف الشاعرين علي عبدالله خليفة وإبراهيم بوهندي بالإضافة إلى فوزية رشيد.
وللحديث صلة،،،،