» رأي
قسم الطبيب
علي مطر - 2011-05-12 - 6:15 م
علي مطر
يدفع الأطباء البحرينيون اليوم ثمن التزامهم بقسمهم الطبي، وجدوا أنفسهم لأول مرة أمام امتحان قاس تجاه ضمائرهم التي أقسمت "سأمارس مهنتي بضمير ونبالة، صحة مريضي ستكون لها الاعتبار الأول ".
هل يعتذر الطبيب للقيادة السياسية، حين يعالج من يخرج عليها؟
الطبيب لا يمكن أن يعتذر لأي سلطة سياسية تهز قسمه أو تهزأ به، فقسمه فوق كل سلطة سياسية، الولاء للقسم فوق الولاء للنظام السياسي، فالقسم لا يفصّل الإنسان، والنظام السياسي يفصل الإنسان في دول وجماعات وطبقات وأحزاب وانتماءات وأكثرية وأقلية وطوائف وموالاة ومعارضة.
القسم الطبي هو وثيقة موجهة ضد كل هذه الأشكال من التقسم، قسم الطبيب نظم في إعلان جنيف عام 1948 من قبل الرابطة الطبية العالمية، ويبدو أنه جاء كرد على الاعمال الفظيعة من قبل الاطباء في ألمانيا النازية . فالأنظمة الشمولية كالنظام النازي، تقسم الإنسان على أساس عرقه، وتُخضع الأطباء إلى هذا الأساس، تستخدمهم لتحقيق تقسيمها الذي يمنح الحياة لأناس دون أناس بحسب العرق الذي يُختم وجودهم عليه.
تُمتحن السلطة السياسة ونظامها بالأطباء، ولا يُمتحن الأطباء بالسلطة السياسية ونظامها، فالطبيب بقسمه الطبي دليل على الإنسانية، وتحقق السلطة السياسية مصداقيتها الإنسانية بقدر ما يمنحهم هذا الدليل ( الطبيب ) من دلالة، من هنا فالتحقيق مع الأطباء هو دليل على افتقاد السلطة للإنسانية، ولن يجدي السلطة أن تختلق موضوعات تستر بها على تحقيقاتها البوليسية مع الأطباء تتعلق بمهمتهم الإنسانية، لجان التحيق ستكون وصمة عار في تاريخ الممارسة الطبية بالبحرين.
قسم الطبيب يمنح الإنسان الحق في الحياة على أي شكل سياسي كانت هذه الحياة، واستبداد السلطة يمنح الإنسان الحياة على شكل واحد، هو شكل الموالاة المتطابقة معه . ليس من حق أحد الحياة بكرامة، إلا من تكون كرامته مستمدة من مكارم السلطة نفسها .
هل كان الطبيب علي العكري يفحص هويات المصابين كما تفعل الآن العساكر المتمركزة في مستشفى السلمانية محيلة بين الأطباء وبين قسمهم، أتخيله حين داهمته قوات الأمن في غرفة عملياته كان متشبثا بمريضه مرددا قسمه " سامارس مهنتي بضمير ونبالة، صحة مريضي ستكون لها الاعتبار الأول ".
ألم تكن دموع الدكتورة نهاد الشيراوي ترجمة لقسمها المهني " لن ادع اعتبارات الدين أو الجنسية أو العرق أو التوجة السياسي أو المكانة الاجتماعية أو السن أو المرض أو الإعاقة أو الجنس أو أي امر آخر تتدخل بين تأدية واجبي ومريضي " أليس في اعتقالها أو توقفيها اليوم عقاباً آخر لروحها الوفية لهذا القسم، كأني بها تردد الآن في معتقلها أو توقيفها قسم الطبيب اليوناني أبقراط الذي يختمه بقوله :" وما دمت مبقياً على هذا العهد فلأستمتع بالحياة، ولأمارس مهنتي بين الناس، فان نكثت هذا الميثاق فليكن نقيض ذلك من نصيبي "
لقد كان نصيب أطبائنا ألا يستمتعوا بالحياة وأن لا يمارسوا مهنتهم بين الناس، ليس لأنهم نكثوا بميثاقهم الطبي، بل لأن السلطة نكثت ميثاقها الإنساني فنكلت بهم، عقاباً على التزامهم بميثاقهم.
هل قام الجيش بغزوته لمستشفى السلمانية لأن أطباءه كانوا يصرون على أن يجسدوا قسمهم الذي يقول " سأحافظ على أقصى احترام لحياة الإنسان في وقت العمل، ولن استخدم معرفتي الطبية في مخالفة القوانين الإنسانية حتى تحت التهديد " .
ستكون الأعمال الفظة التي قامت بها قوات الأمن والجيش ضد التزام الأطباء بقسمهم وميثاقهم، تاريخاً من تواريخ العار .
يدفع الأطباء البحرينيون اليوم ثمن التزامهم بقسمهم الطبي، وجدوا أنفسهم لأول مرة أمام امتحان قاس تجاه ضمائرهم التي أقسمت "سأمارس مهنتي بضمير ونبالة، صحة مريضي ستكون لها الاعتبار الأول ".
هل يعتذر الطبيب للقيادة السياسية، حين يعالج من يخرج عليها؟
الطبيب لا يمكن أن يعتذر لأي سلطة سياسية تهز قسمه أو تهزأ به، فقسمه فوق كل سلطة سياسية، الولاء للقسم فوق الولاء للنظام السياسي، فالقسم لا يفصّل الإنسان، والنظام السياسي يفصل الإنسان في دول وجماعات وطبقات وأحزاب وانتماءات وأكثرية وأقلية وطوائف وموالاة ومعارضة.
القسم الطبي هو وثيقة موجهة ضد كل هذه الأشكال من التقسم، قسم الطبيب نظم في إعلان جنيف عام 1948 من قبل الرابطة الطبية العالمية، ويبدو أنه جاء كرد على الاعمال الفظيعة من قبل الاطباء في ألمانيا النازية . فالأنظمة الشمولية كالنظام النازي، تقسم الإنسان على أساس عرقه، وتُخضع الأطباء إلى هذا الأساس، تستخدمهم لتحقيق تقسيمها الذي يمنح الحياة لأناس دون أناس بحسب العرق الذي يُختم وجودهم عليه.
تُمتحن السلطة السياسة ونظامها بالأطباء، ولا يُمتحن الأطباء بالسلطة السياسية ونظامها، فالطبيب بقسمه الطبي دليل على الإنسانية، وتحقق السلطة السياسية مصداقيتها الإنسانية بقدر ما يمنحهم هذا الدليل ( الطبيب ) من دلالة، من هنا فالتحقيق مع الأطباء هو دليل على افتقاد السلطة للإنسانية، ولن يجدي السلطة أن تختلق موضوعات تستر بها على تحقيقاتها البوليسية مع الأطباء تتعلق بمهمتهم الإنسانية، لجان التحيق ستكون وصمة عار في تاريخ الممارسة الطبية بالبحرين.
قسم الطبيب يمنح الإنسان الحق في الحياة على أي شكل سياسي كانت هذه الحياة، واستبداد السلطة يمنح الإنسان الحياة على شكل واحد، هو شكل الموالاة المتطابقة معه . ليس من حق أحد الحياة بكرامة، إلا من تكون كرامته مستمدة من مكارم السلطة نفسها .
هل كان الطبيب علي العكري يفحص هويات المصابين كما تفعل الآن العساكر المتمركزة في مستشفى السلمانية محيلة بين الأطباء وبين قسمهم، أتخيله حين داهمته قوات الأمن في غرفة عملياته كان متشبثا بمريضه مرددا قسمه " سامارس مهنتي بضمير ونبالة، صحة مريضي ستكون لها الاعتبار الأول ".
ألم تكن دموع الدكتورة نهاد الشيراوي ترجمة لقسمها المهني " لن ادع اعتبارات الدين أو الجنسية أو العرق أو التوجة السياسي أو المكانة الاجتماعية أو السن أو المرض أو الإعاقة أو الجنس أو أي امر آخر تتدخل بين تأدية واجبي ومريضي " أليس في اعتقالها أو توقفيها اليوم عقاباً آخر لروحها الوفية لهذا القسم، كأني بها تردد الآن في معتقلها أو توقيفها قسم الطبيب اليوناني أبقراط الذي يختمه بقوله :" وما دمت مبقياً على هذا العهد فلأستمتع بالحياة، ولأمارس مهنتي بين الناس، فان نكثت هذا الميثاق فليكن نقيض ذلك من نصيبي "
لقد كان نصيب أطبائنا ألا يستمتعوا بالحياة وأن لا يمارسوا مهنتهم بين الناس، ليس لأنهم نكثوا بميثاقهم الطبي، بل لأن السلطة نكثت ميثاقها الإنساني فنكلت بهم، عقاباً على التزامهم بميثاقهم.
هل قام الجيش بغزوته لمستشفى السلمانية لأن أطباءه كانوا يصرون على أن يجسدوا قسمهم الذي يقول " سأحافظ على أقصى احترام لحياة الإنسان في وقت العمل، ولن استخدم معرفتي الطبية في مخالفة القوانين الإنسانية حتى تحت التهديد " .
ستكون الأعمال الفظة التي قامت بها قوات الأمن والجيش ضد التزام الأطباء بقسمهم وميثاقهم، تاريخاً من تواريخ العار .