"الخارق" يستعجل دخوله لنادي العائلة الحاكمة.. لماذا؟

مرآة البحرين - 2024-12-19 - 9:13 م

بمرسوم ملكي، انضمّ ناصر بن حمد آل خليفة إلى مجلس العائلة المالكة. اعترافٌ مستعجل بصبي العائلة الذي لم يبلغ مراقي رجال الحكم بعد، لكن الخطوة ليست بالغريبة إذا ما راقبنا سيْره التصاعدي في خريطة المناصب الرسمية. 

 

من الواضح أن هناك جهدًا يُبذل من قبل بيْت الحكم لتظهير صورة ناصر بن حمد اليوم بشكل مُكثّف، إمّا من خلال ما يتسلّمه من مهمّات تباعًا، وإمّا من خلال المشاركات والنشاطات والبيانات التي يوزّعها الإعلام عنه، ويروّج لها هو بنفسه عبر صفحاته الخاصة، لكن الغيوم لم تنقشع عن دور إماراتي في تظهيره بهذه الصورة لتعزيز نفوذها وسط العائلة المالكة. 

 

ومؤخراً، برز نجل الملك المدعوم من والده، في لقاءات مع قادة عسكريين أمريكان وانجليز، وربما من خلف الكواليس مع صهاينة، كما تم تقديمه إعلامياً كمستشار للأمن القومي، وهو منصب جديد يُضاف إلى قائمة مناصبه، والأغرب أن يتصدّر الحديث في ملفات حساسة ومهمة، مثل العلاقة مع إيران والدفاع عن إسرائيل، وهو ما يثير التساؤلات عن دور أمريكي أو صهيوني لتصديره بهذه الطريقة. 

 

مع تعيينه الجديد في مجلس آل خليفة، يُصبح عدد مناصب ناصر بن حمد 22. لسنا أمام شخصية استثنائية أو أسطورية لتُدير كلّ هذه "الوظائف" العليا (إذا صحّ التعبير)، بل أمام مُعجزة من صُنع الملك، لا الخالق. 

 

لا يمكن أن يُذكر اسم ناصر بن حمد من دون أن يحضر التهكّم على طاقة خارقة لم يتلمّسها سوى والده الحاكم. الكثير والكثير من الأخبار يتداولها المواطنون في الداخل ويُدركون صحّتها لناحية حقيقة افتقاد ناصر إلى الكفاءة الفريدة التي تساعد أيّ مسؤول على إدارة عشرات الملفات المتشعّبة في الدولة، بدءًا من الشباب والرياضة والنفط والأمن القومي وصولًا إلى العسكر، فهل تبحث العائلة المالكة لولدها عن النفوذ أم عمن ينهب ثروات الدولة؟

لا أحد فعلاً يعرف ما يجري، أو من يقف وراء تصرفات الصبي المتهور، في لحظة واحدة يوجّه بتوزيع 50 ألف دينار على الإسطبلات المحلية المشاركة بكأس والده الملك للقدرة، وفي لحظة يتصدّر بيع أصول نفطية في خط أنابيب يربط أرامكو السعودية بمصفاة نفط البحرين للتكرير دون أن يعلن المبلغ أو مقدار الحصة، لكن على الأغلب، هناك من يسند ظهره ليعبث بكلّ هذه المقدّرات. 

 

ماذا عن ولي العهد؟ أين موقعه مما يحدث؟ 

سابقاً، قيل عن كواليس تظهير ناصر أنها تستهدف أخاه غير الشقيق سلمان بن حمد، باعتباره لا يحظى برضا جناح الخوالد في العائلة الحاكمة، وربما صارت المسألة اليوم أوضح من أي وقتٍ مضى، فالأخ الأصغر يُقاسم أخاه في المُلك والنفوذ والحصص، رغم بلوغ سلمان مُناه في منصب رئاسة الوزراء، بعد رحيل عمّه المُعمّر في المنصب، خليفة بن سلمان. 

 

لا أحد أيضاً يعرف ماذا تهدف خطوة ضمّ ناصر إلى مجلس العائلة، ولا إلى ماذا تُمهّد هذه الخطوة، والأرجح أنها ترتيب مسبق لفكرة تحوم في بال الملك أو بال وزير ديوانه، ربما لا تظهر في المستقبل القريب، خصوصاً مع غياب الخلفية القانونية لما يسمى بمجلس العائلة الحاكمة. 

 

"إلى آخره" هي الكلمة التي تليق بخطوة ضمّ ناصر إلى مجلس العائلة الحاكمة، فتِعدادُ مناصبه لا ينتهي ولا يبدو كذلك، ولا أحد يعلم إن كانت طموحاته تقف عند حدّ، أو طموحات أبيه، أو طموحات من يقف خلفه، والمؤكد أن الأحصنة السريعة بلا قياد، أسرع إلى نفسها بالخطر من أن تبلغ خط النهاية.