صدى صوت نتنياهو من الصخير
2024-10-07 - 7:17 م
مرآة البحرين (خاص): مرة أخرى يتخذ ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مسارا خاطئا بانحيازه إلى الكيان الصهيوني في حربه الهمجية على الشعبين الفلسطيني واللبناني، من دون النظر إلى ما يحمله ذلك من مخاطر على الأمن الوطني.
ليس هذا تجنيا على الرجل وعائلته التي تنفرد بالسيطرة على القرار السياسي في البلاد، فالدلائل كثيرة وليس آخرها استخدام القوة المفرطة لقمع المنددين بجريمة الكيان الصهيوني باغتيال قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله.
وفي سبيل ذلك قامت وزارة الداخلية الجمعة (4 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) بمنع إقامة صلاة الجمعة في جامع الصادق بالدراز قبل أن تقوم قوات مكافحة الشغب بمحاصرة المسجد والاعتداء على المصلين باستخدام قنابل الغاز والقنابل الصوتية.
وتحاول وزارة الداخلية أن تصبغ إجراءاتها العنيفة بصبغة أمنية تتعلق بـ «حفظ الأمن في ظل ما تشهده المنطقة من مخاطر»، إلا أن الموقف الرسمي من حادثة الاغتيال يكشفه السياق الأمني كاملا، وهو في حقيقته تبني مطلق للرواية الصهيونية.
ووجّهت المخابرات البحرينية تُهمة "تمجيد شخصية إرهابية" لعلماء وشخصيات مجتمعية ونشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبروا عن حزنهم لاستشهاد سيد المقاومة، ولا يعدو ذلك كونه صدى لصوت المجرم نتنياهو وتبني النظرة الصهيونية لحركات المقاومة في المنطقة.
وقد ردد حمد بن عيسى، أيضا، بشكل علني مواقف عبّر عنها نتنياهو في خطاب مصوّر وجهه للشعب الإيراني نهاية سبتمبر الماضي، إذ قال نتنياهو «لو اهتم بكم نظامكم لتوقف عن إنفاق الدولارات من أجل الحروب في الشرق الأوسط».
وأضاف نتنياهو «زعماء إيران يدعمون مغتصبي وقتلة حماس وحزب الله، لكن طغاة إيران لا يهتمون بمستقبل الشعب الإيراني، والبلاد تستحق قيادة أفضل»، على حد قوله.
وقد كان خطاب نتنياهو هذا واحدا من أهم نقاط التحول في المنطقة، إذ اعتبرته الجمهورية الإسلامية استفزازا لها، خصوصا بما حمله من رسائل تهديد وتحريض ضد السلطات الإيرانية.
وشنّت إيران هجوما واسعا بالصواريخ البالستية، الثلاثاء (1 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) على قواعد عسكرية إسرائيلية بعد يومين فقط من هذا الخطاب المستفز.
وبعد ذلك مباشرة جاء صدى صوت نتنياهو من الصخير، ومن دون مناسبة، إذ قال الملك خلال استقباله كبار أفراد عائلته وتكريم متفوقين «ونحن نرى أهوال الحروب في العديد من الدول (...) نتمنى على قياداتها أن تسأل نفسها عمَّا حققته لشعوبها».
وأضاف حمد بن عيسى خلال اللقاء الذي عُقد 2 أكتوبر 2024 «ما الذي وفّرته لهم ليتمتعوا بحياة كريمة من صحة وتعليم وسكن وعمل لائق».
وبعيدا عن وجهة النظر الإيرانية، نعيد السؤال على الملك «ما الذي حققته أنت للشعب من كل ذلك؟»، فلا أنت حظيت بموقف الشرف في الوقوف لجانب المقاومة ولا أنت حققت الرفاهية للشعب الذي يعاني من البطالة وتردي الأوضاع المعيشية في كل أنحاء الجزيرة الصغيرة.
لقد ألقت العائلة الحاكمة في البحرين بكل بيضها في سلة الكيان الصهيوني، رغم علمها بما يحمله ذلك من مغامرة خطيرة على مستقبل البلاد داخليا وخارجيا، واختارت أن تكن منذ 7 أكتوبر 2023 إلى جانب إسرائيل وبكل وقاحة، وكل أمنيات الشعب البحريني أن تقف تلك المغامرات عند الحد الذي وصلت إليه.