رحلة الموت بدأت 2017 في سجون الأمن الوطني (شاهد على تعذيب الشهيد حسين خليل)
2024-03-28 - 8:05 ص
مرآة البحرين (خاص): من الاعتقال والتعذيب إلى الإهمال الطبي، رحلة معاناة حملت الشهيد حسين خليل حتى الموت، كان عدم الحصول على الإسعافات الأولية اللازمة آخر فصولها.
لقد كان أول فصول تلك المعاناة، باعتقال الشهيد خليل من منزلهم بالدراز على أيدي قوات خاصة 27 مايو 2017، بتهمة إيواء مطاردين من أبناء منطقته.
ويقول أحد المعتقلين مع الشهيد «بدأت معرفتي بالشهيد 29 مايو 2017، كان ذلك في مبنى خاص بجهاز الأمن الوطني داخل سجن جو، حيث كنا نتعرض للاستجواب في قضايا مختلفة».
وأضاف المعتقل «تفرعت عن هذه التهمة نكاية به العديد من التهم الباطلة وكان من بينها تهم مثل حيازة الأسلحة، والتدرب على استخدامها، وذلك بدون وجود أدلة حقيقية على هذه التهم».
ويعتقد أن كل التهم الثانية التي تم توجيهها إلى الشهيد حسين كانت مجرد عقابا له بسبب موقفه المعارض وإيواء محتجين.
ويضيف المعتقل «لقد رافقته خلال فترة التوقيف على ذمة التحقيق التي امتدت أكثر من شهر في الأمن الوطني (...) لقد تعب كثيرا من التعذيب والضرب المبرح الذي تعرض له، حتى اضطر للإقرار بكل ما كتبه وأراده الأمن».
ويتابع «انتقل ملف الشهيد للمحكمة محملا بتهم خطيرة أقر بارتكابها (رحمه الله) تحت التعذيب الشديد، لذلك كان الحكم الذي صدر بحقه سياسيا وقاسيا جدا، إذ قضت المحكمة بسجنه 15 عاما».
ويضيف «التقيت به بعد ذلك في سجن الحوض الجاف، عشنا معا من جديد هناك، وكانت عشرته طيبة (...) لقد كان يتبرع بغسل ملابس السجناء وترتيب مشترياتهم».
كان الشهيد حسين خليل من عائلة متواضعة، وكان يتيم الأب حين اعتقاله، وبعد سنوات من اعتقاله توفيت والدته.
وعن ظروفه الصحية يجيب المعتقل الذي رافقه في سجنه «كانت لديه أمراض جلدية، وكان يعاني الكثير بسبب مرض يؤدي لتبدل جلده، لقد تم إهمال علاجه بشكل كبير، إ لم بكن يحصل على الدواء اللازم، بسبب مماطلة إدارة السجن».
مريضا جلديا، وكان جلده يتبدّل بطريقة متعبة، وقد عانى كثيرا من الإهمال في عدم وصول الأدوية إليه، لقد تأثر بسبب التأخير والمماطلة في وصول أدويته إليه.
أذكر أنه احتاج إلى نظارات طبية، وطلب من إدارة السجن إجراء فحوصات طبية لعينه والحصول على نظارات، لكنه انتظر طويلا حتى حصل على الرعاية المطلوبة، يضيف زميله في الزنزانة.
وكان الشهيد حسين قد اشتكى قبل حوالي 22 يوما من وفاته من الاهمال الطبي، واطلق نداءً لنقله للمستشفى العسكري لإجراء فحوصات طبية، بعد تدهور صحته، إلا أن إدارة السجن لم تستجب له.
وقال الشهيد في ندائه المسجل «منذ 2022 أعاني من الفتاق (Hernia) ولهذا اليوم لم يأتوا لي، قالوا لي إن لديّ موعد أشعة ولم أحصل على ذلك».
وتابع «يدي مجبّسة ما يزيد على الشهر وتتعفن في مكانها ولا يأتون لاستبدالها، كاحلاي أيضا يؤلماني كلاهما، لا يراجعوني ولا يحضرون لي الأدوية».
لقد أطلق الشهيد حسين خليل نداءات عدة قبل رحيله ولم يستجب له أحد، وهو ليس المعتقل الوحيد الذي يعاني من الأهمال الطبي، فجميع المعتقلين المرضى يشعرون أنهم يموتون ببطئ.
تسببت مماطلة إدارة سجن جو في توفير العلاج اللازم للمعتقلين بفقدان العديد منهم حياتهم، وتراجع صحة الكثيرين منهم، وهذا ما يدفعهم اليوم لرفع صوتهم لوضع حد لهذه الجريمة الممنهجة.