التعليق السياسي: عن القسوة التي تقتلنا كل يوم، الشاب حسين خليل شهيدها
2024-03-27 - 9:43 ص
مرآة البحرين (خاص): مساء يوم 24 مارس 2024، امتلأت هواتف البحرينيين برسائل نصية بعثتها شركات الاتصالات المختلفة، كلها وصلت باسم ناصر بن حمد آل خليفة، يهنىء فيها بيوم الشباب قائلا"يحق لنا الفخر بكم، فأنتم جيل الشغف والإبداع" بعد ساعات من هذه الرسائل وصل خبر استشهاد الشاب حسين خليل الرمرام (32 عاما) في سجن جوّ المركزي.
وقبل استشهاد حسين خليل، كانت النيابة العامة قد قررت سجن المناضل إبراهيم شريف سبعة أيام على ذمة التحقيق، وذلك بعدما غضب عليه النجل الأكبر للملك، ولي العهد رئيس الوزراء سلمان بن حمد، فقد مسّ شريف بالبقرة المقدسة للحكومة "شركة مكلارين للسيارات" التي نزفت من موازنة الشعب وقوته 213 مليون دينار في عام واحد فقط.
وبعد استلام جثمان الشهيد حسين خليل، انطلق المواطنون المفجوعة قلوبهم من هول المُصاب، يهتفون بغضب ضد الملك، الذي غضب هو الآخر.
لذا لم يطلع صباح اليوم التالي، إلا وأنباء حصار السجناء السياسيين بأعداد هائلة من القوات، وسط تحليق طائرات هليكوبتر فوق السجن، ويصدر جلاد العائلة الحاكمة المفوّض راشد بن عبدالله آل خليفة، قراراته القراقوشية، بمنع وجبة السحور عن السجناء الصائمين، وقطع الماء عن دورات المياه، ومنع الأودية عن كل المرضى حتى المصابين بالسكّر والضغط.
هذا هو الملك الذي قال قبل أسابيع وخلال شهر الصيام، أثناء لقائه بوفد من أهالي العاصمة، إن "المملكة مستمرة في تبني البرامج وتوظيف كافة أجهزتها لخدمة المواطن الذي هو الهدف والغاية لجميع الخطط والاستراتيجيات وهو محور التنمية والركيزة الأساسية لتحقيق التقدم والرقي".
وهذه هي حال البلاد والعباد في المنامة وما والاها، من أرض كانت تسمّى أوال، هذا حالها مع العائلة الحاكمة.
عائلة آل خليفة، التي تقسو ولا ترحم، وتؤمن بالقتل والتعذيب، وتعيش يقينا بأحقيتها بكراهية أهل البحرين واستصغارهم وإذلالهم، ويقينا أكبر بأن ما فوق الأرض، وما تحتها، برّها وبحرها، ماءها وهواءها، كله ملك لها وحدها، وهي من تقرر مصائر الناس، من يعيش فقيرا معدما منهم، ومن يعيش غنيا مرفّها.
فلا قيمة لديهم لشهادة نجاح أكاديمي، ولا قيمة عندهم ولا استحقاقٍ لاجتهاد مجتهد في السوق.
كل الأمر لها وحدها، تظلم أو ترحم.
حكم مستبدّ عبوس كالح، يسوس البلاد بالحديد والنار والفتن.
الحقيقة الوحيدة التي يصدقها المواطنون عن جانب الحكم، هو تربيته لأجهزةٍ أمنية متوحشة يديرها جلاد فوضته العائلة الحاكمة بالتعامل مع المعترضين على استئثارها بالسلطة.
فأين هو المواطن محور التنمية الذي يتحدث عنه الملك، وأين هم الشباب الذين يتحدث ناصر بن حمد عن شغفهم وإبداعهم، وأين هي سعة الصدر وحسن الاستماع والاعتراف بوجود الأخطاء من أي شخص يتسلّم منصب رئيس الحكومة في أي بلاد؟ لا شيء أبدا.
لقد أصبح يوم 25 مارس يومًا للشهيد حسين خليل، الشاب البحريني الجميل المظلوم التي تركته أفسد الحكومات وأسوأها يموت دون علاجٍ في سجن ضيّق مقيت.