ولي العهد اللطيف ... خطابه يمثل من؟
2023-11-20 - 8:56 م
مرآة البحرين (خاص): (كلمة سلمان بن حمد تمثلني) وسمٌ قالت صحيفة الأيام المملوكة من مستشار ملك البحرين إنه تصدر منصة إكس خلال الأيام الماضية، مدعيةً أن كلمة ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة في افتتاح حوار المنامة بشأن الحرب على غزة حظيت بتأييد كبير.
وليس واضحا نطاق التأييد الذي تحدثت عنه الصحيفة ومناطقه، لكن الأكيد أن هذا الخطاب لا يحظى بأي شكل من أشكال التأييد ولو الجزئي في البحرين حيث غالبية الشعب البحريني يساند نظيره الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
فقد عبّرت الفعاليات البحرينية في بيانات متعددة عن موقفها الراسخ في دعم الحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكافة الوسائل، بما في ذلك المقاومة العسكرية.
وباركت الجمعيات السياسية والقيادات الدينية بمختلف اتجاهاتها عملية (طوفان الأقصى)، التي استهدفت فيها حماس (7 أكتوبر 2023) مراكز عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، وهي ذات العملية التي وصفها ولي العهد بـ «البربرية».
لقد قال الشعب البحريني كلمته الداعمة للمقاومة وحقها في تحرير الأراضي الفلسطينية، وقال ولي العهد كلمته التي أدانت المقاومة بأشد العبارات، مكررا الدعايات الغربية التي لا تحظى بقبول في الشارع البحريني.
فعن أي تأييد إذن تتحدث صحيفة الأيام، إذا كان الشعب البحريني قد قال كلمته المؤيدة للمقاومة منذ صباح 7 أكتوبر، داعما لحق المقاومة بينما ينكر سلمان بن حمد على الفلسطينيين حقهم المشروع في مقاومة الاحتلال.
لقد دان ولي العهد عملية المقاومة بأشد العبارات، حيث قال إن الهجمات «بربرية ومروعة (...) لقد كانوا عشوائيين، قتلوا النساء والأطفال والشيوخ واستهدفوا منشآت مدنية ومواقع عسكرية».
هو تكرار للدعاية الغربية التي لم تثبت حتى الآن بالأدلة والصور بأن المقاومة قتلت أطفالا ونساء خلال هجومها الذي استهدف بشكل أساسي منشآت عسكرية داخل الأراضي المحتلة.
وبينما حاول أن يظهر في صورة الرجل المنصف -الذي يدين قتل ما وصفهم بالأبرياء في كلا الجانبين- كان ولي العهد خجولا ولطيفا جدا في إدانة المجازر الهمجية التي يرتكبها الصهاينة في قطاع غزة منذ أكثر من 40 يوما.
وقال سلمان بن حمد على استحياء «الآن... إسرائيل... أدين الحملة العسكرية الجوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 11 ألف شخص في غزة، 4 آلاف و700 منهم من الأطفال».
لم يستخدم ولي العهد الأوصاف التي استخدمها في إدانة المقاومة الفلسطينية، فلم تكن مجازر إسرائيل بقصف المستشفى المعمداني وقصف المنازل وقتل النازحين «هجوما بربريا ولا مروعا».
فلا تستحق تلك المجازر أو حرمان القطاع من المياه والكهرباء والغذاء وقصف المخابز، عبارات إدانة شديدة، فالرجل لا يريد أن يُغضب أصدقاءه الإسرائيليين لذلك كان لطيفا في إدانتهم.
لا شك أن هذا الخطاب لا يستهوي إلا صِبيان المنطقة من أمثال مستشار الترفيه في السعودية، وكذلك المغامرين في أبو ظبي الذين يذهبون بعيدا في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، أما في البحرين فلا يمثل هذا الخطاب أحدا.
خطاب سلمان بن حمد يمثله ويمثل عائلته فقط، ومن قبل ذلك تطبيعه للعلاقات مع الكيان المحتل، فهي مواقف لا تعبر عن شعب البحرين الملتزم بقضاياه القومية والإسلامية، والتي تعبر عنه قواه الحية وحركته الجماهيرية فقط.