من المُلام في قتلى الجيش البحريني بجيزان؟
2023-09-29 - 8:15 ص
مرآة البحرين (خاص): قبل أيام نعت قوة دفاع البحرين عدداً من منتسبيها بعد أنباء عن هجوم بطائرة مسيّرة استهدف مقر القوات البحرينية المشاركة في الحرب على اليمن. أولى الملاحظات كانت هي أن النعي قد أشار إلى اثنين من منتسبي قوة الدفاع بينما الصور أظهرت أربعة نعوش على الأقل، وهو ما فسّره البعض باستعانة البحرين بالمرتزقة في صفوف جيشها ممن لم تمنحهم الجنسية بعد.
إذا كان هذا تفصيلا صغيرا إلا أن التوقف عنده أمر مستحق! لننتقل الآن للسؤال الثاني، ماذا تفعل القوات البحرينية في أواخر العام 2023 في اليمن؟ ألم ينته الأمر؟ ألم تتقدم المفاوضات؟ ألم تسحب السعودية والإمارات معظم قواتها؟ ولماذا تستمر البحرين في إبقاء قواتها حتى الآن؟ العديد من الأسئلة.
الأمر راجع بشكل أساسي لسياسة الأسرة الحاكمة التي لم تعرف الحكمة يوماً، أي سياسة الارتهان والتبعية التي أبقتها خارج حسابات قطر بعد انتهاء المقاطعة، وخارج حسابات إيران بعد انتهاء القطيعة، والتي تبقيها حتى الآن خارج حسابات السعودية والإمارات في المفاوضات التي تدار مع حركة أنصار الله اليمنية.
لكننا لا نتحدث عن هذا كلّه، بل رأينا ضرورة التوقف عند حدث لا يقل أهمية، وهو بعض التأبينات والتعزيات المحلية التي صدرت.
من المهم التذكير هنا بأن من أعلن الحرب على الشعب اليمني هم الجيش السعودي بمعية ومساعدة جيوش الإمارات والبحرين، ومرتزقة من السودان ودول عربية أخرى وبدعم أمريكي غربي قلّ نظيره، وأن من عانى ويعاني من هذه الحرب هم الشعب اليمني.
لم يعتدِ اليمنيون على البحرين، ولا كانت مشكلاتهم الداخلية - لحظة اتخاذ قرار الحرب - تجري على أبواب المنامة. مع ذلك فقد ذهب الجيش البحريني إلى هناك. أشارت التقارير الرسمية المعلنة إلى مشاركة 15 طائرة بحرينية "إف - 16" من بين 170 طائرة كانت تشارك في الحملة منذ بدء الحرب. وكان على رأس القوة البحرينية التي ذهبت للمشاركة في الحرب الميدانية على الأرض اليمنية نجلا الملك نفسه ناصر وخالد اللذان عادا "متفشخرين" ونالا ترقية نظير مشاركتهما في قتل الشعب اليمني الفقير.
أما النتيجة فنعرفها جيداً وهي 377,000 عدد قتلى الحرب والمجاعة (إحصائيات 2021) و26,191 جريحاً (إحصائيات 2015) ونزوح 2,305,048 شخصاً (إحصائيات 2015).
هذه هي نتائج الحرب المدمرة على الشعب اليمني التي كانت البحرين أحد أضلاعها من دون أي سبب يذكر ودون استشارة الشعب.
وبعيداً عن الدخول في نوايا المعزّين، يكفي التذكير هنا بأن الجيش البحريني هو جيش يتم تعبئته عقائدياً بتكفير الطائفة الشيعية، ويمنع على أبنائها الانخراط في سلكه. وحين سنحت له الفرصة فقد فجّر رأس الشهيد أحمد فرحان، وأطلق النار على الشهيدة بهية العرادي وعلى الناس العزّل في الشوارع. هو الجيش الذي كان يسأل الناس في نقاط التفتيش "هل أنت سني أم كلب؟"، وكان يرى استباحة أموال وأعراض الشيعة أمراً طبيعياً.
إن فقدان الأرواح هو مسؤولية من أخذ بهم إلى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، امتثالاً لأوامر الرياض وأبوظبي بعد أن أصبح بلا سيادة.