عاشوراء 2023: انضباط وحضور حاشد ووزارة بعقيدة يزيدية
2023-07-31 - 10:03 م
مرآة البحرين (خاص): انقضت الأيام العشرة من محرم الحرام، هي 10 أيام في السنة، تظهر فيها الطائفة الشيعية التي تمثل أغلبية المواطنين، حزنها على مقتل سبط النبي، لكنها باتت في السنوات الأخيرة تواجه استهدافاً لم يسبق له مثيل من قبل السلطات ممثلة في وزارة الداخلية، وجهات حكومية أخرى.
مع قرب موسم عاشوراء، عمدت السلطات إلى استهداف مظاهر عاشوراء وإزالتها من بعض المناطق، ومع بداية الموسم، تحدث وزير الداخلية بكلمات طائفية أزكمت أنوف الحاضرين من أعضاء مجالس إدارات بعض مآتم البحرين.
لكن المواطنين الشيعة واجهوا كلماته الطائفية بحضور كثيف لم يسبق له مثيل منذ الليلة الأولى. يكفي أن تنظر إلى صور المشاركين في مراسم عزاء مأتم السنابس في الليلة الأولى، وكيف ملأوا شوارع السنابس ورددوا شعارات الإمام الحسين على بعد 4 كيلومترات فقط من مبنى وزارة الداخلية في العاصمة المنامة.
وتحدث عدد من أعضاء مجالس إدارات المآتم هذا العام، عن المآتم وكيف غصّت بالحضور، فيما اضطرت عدد من المآتم التي اعتادت على وضع الكراسي في كل مساحة المأتم، إلى إزالتها بالكامل مع الإبقاء على الكراسي في محيط المأتم فقط، لكبار السن والمرضى، وذلك لإفساح المجال لأكبر عدد ممكن من الحضور.
حضور حاشد يرافقه حذر شديد من تعاطي السلطات الرسمية مع هذه الفعالية. والأخيرة لم تخيّب ظن أحد، فقد منعت هذا العام الطبخ في المضائف "مراعاة لضوابط الأمن والسلامة"، اشتراطات يقول صاحب أحد المضائف إنها لم تكن مبررة لأن "المضائف تقام منذ أكثر من عشرين سنة، ولم تتعرض أي منها لحوادث مؤسفة، وكان يمكن للجهات المختصة أن تطلب وضع مطفأة حريق تحسباً لأي حادث قد يتعرض له أحد المضائف، لكن المنع لا يمكن تبريره، وهو يؤكد وجود استهداف بخلفية طائفية".
حادث آخر تعرض له أحد المواطنين في العاصمة المنامة، حيث اعتقل على يد منتسبي وزارة الداخلية أثناء توزيعه الماء على المعزين، لأنه كان يقول "اشرب الماء والعن يزيد"، وهي مقولة تستهدف فيما يبدو عقيدة السلطات ذات الهوى اليزيدي.
بالعودة إلى مطلع الموسم، فقد تداول مواطنون تغريدات طائفية حقيرة من سعودي مقيم في البحرين أساء فيها بشكل علني ووضيع إلى الإمام الحسين عليه السلام. صمتت الداخلية لأيام، وبعدها أصدرت بياناً قالت فيه إن الشخص المقصود متواجد خارج البحرين وقد نشر تغريدات "مسيئة لإحدى الطوائف".
هكذا رأت الداخلية سبط النبي خاصاً بـ "إحدى الطوائف"، رغم الامتعاض النادر لبعض أبناء الطائفة السنية في البحرين من هذا البيان واعتراضهم عليه، وهكذا أيضاً بررت لنفسها اعتقال من لعن قاتل الإمام الحسين، لأنه على ما يبدو رمز موضع تمجيد لديها.
لكن البحرينيين الشيعة تجاوزوا هذه الاستفزازات بمزيد من الالتزام والحضور الحاشد، وختموا الموسم بحضور كبير جداً في العاصمة المنامة، للصلاة المركزية والاستماع لخطاب ليلة العاشر الذي ألقاه العلامة الشيخ محمود العالي.
وقفت الداخلية عاجزة أمام هذا الانضباط، تبحث لها عن منفذ جديد لتعكير الأجواء وتوتيرها، ولقت ضالّتها باستدعاء العلامة العالي للتحقيق، فيما لم يعرف بعد أسباب التحقيق والتهم التي سيتم توجيهها له.
انقضى الموسم، سجل المشاركون فيه وعياً وإدراكاً بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم. كان الهدف واضحاً، استمرار الشعائر هذه بالحضور الحاشد وسحب الذرائع من سلطات باتت تتربص هذه الطائفة في كل صغيرة وكبيرة، أما السلطات فهي أثبتت مرة أخرى وضاعتها وقذارتها، وأيضاً عجزها وقلّة حيلتها عن مواجهة هذا الإصرار وهذا التحدي الذي كسبه الشعب عاماً بعد عام.