البحرين صامتة في آخر التطبيع.. متى تتخلص البحرين من "هياط" المشير؟
2023-03-25 - 12:30 م
مرآة البحرين (خاص):في وقت تخطو فيه السعودية والإمارات خطوات سريعة للتصالح مع إيران، وكذلك مع سوريا، يصمت مسؤولو البحرين عن الكلام وعن الإشارة. كعادته يفتقر النظام البحريني للمبادرة ويتشكّكُ تجاه التسويات ويكون بطيئا، لكنه الأسرع في التوتير وإشعال الخلافات.
بالعودة للتصريحات الرسمية في البحرين، فإن آخر تصريح رسمي صدر من قائد الجيش خليفة بن أحمد آل خليفة، كان في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية في شهر فبراير الماضي.
قال قائد الجيش حرفيا: «لا نثق بالنظام الإيراني لما يظهره من تهديد وإرهاب مستمر لدولنا الخليجية». بل طالب إيران بأن تتوقف عمّا زعمه من سياسات عدوانية "وزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة".
بالغ المشير حد ما يسمى شعبيا "الهياط" حين أكد أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قادرة على التعامل مع إيران بمختلف الوسائل وقال "إننا جاهزون لكل الخيارات».
كان هذا هو آخر تصريح رسمي لمسؤول بحريني فيما يخص إيران، أما الآن بعدما سارعت السعودية ومن خلفها الإمارات لانتهاج نهج التقارب والتصالح، فإن النظام في البحرين يبدو صامتاً ومترددًا في تغيير لغته وخطابه.
إيران كشفت على لسان وزير خارجيتها إنها تتحدث مع البحرين خلف الكواليس وأعربت عن استعدادها لحل الملفات العالقة بين البلدين، لكن الصمت لا زال يخيم من جهة حكومة المنامة، التي لا تقلقها الآن عبارة أكثر من عبارة "حل الملفات العالقة".
تدخل المنطقة مرحلة جديدة، ويرى محللون أن الاتفاق بين طهران والرياض أسقط مشروع جعل ايران عدوة للأمة بدلا عن إسرائيل. بينما تأخد سياسة الملك وحاشيته من الخوالد ووزير الداخلية البلاد نحو أزمات مفتوحة دون حل.
بات واضحا إن وزير الديوان خالد بن أحمد وأخيه خليفة قائد الجيش، وكذلك أمثال وزير الداخلية راشد بن عبدالله وآخرين، يعتاشون حرفيا على بقاء الأزمات لا حلها، لذلك تجد صوتهم مرتفعا عند كل منعطف يتوقع أن تدخل البلاد من خلاله إلى تهدئة وتفكير في حل الأزمات. وهذا ما فعله المشير في فبراير الماضي، فهو ليس مسؤولا صغيرا لا يعلم بمسار التهدئة المقبل، لكنه آثر أن يظهر العنجهية والتشدد.
هذا التشدد هو ما جعل مسألة حل الملفات العالقة والمفاوضات لإصلاح العلاقات مع الجارة قطر تقف دون تقدم بعد أول لقاء حدث في الرياض بين وفدي البلدين، وقد صرح الأكاديمي القطري محمد المسفر عن هذا التوقف لقناة اللؤلؤة قبل نحو أسبوع.
فإذا كانت الملفات العالقة مع الدوحة فرملت المصالحة حتى الآن، فماذا هو الحال مع الملفات الأثقل التي راكمها النظام البحريني مع إيران حتى أضحت جبلا.
هل نسمع صوت التصالح قريبا صادر من المنامة، أم سيبقى النظام أسيرا لنهج التشدد المفرط الذي الذي أخذ البلاد للتورط في كل أزمات المنطقة وهو نهج الثالوث: الملك ووزير الديوان وأخوه المشير قائد الجيش. هل سيظل الرهان على إسرائيل الغارقة في أزماتها؟ هل سيبقى النظام على نهج شراء الوقت والانتظار ريثما تشتعل مشكلة ما هنا أو خلاف هناك؟