أمير حاكم ولكن لا يحكم بل أخوه: هل تتكرر ثنائية الأمير الراحل وأخيه خليفة مع ثنائية الأمير سلمان وأخيه ناصر؟ (سيناريو متوقع لملك المستقبل)
2023-03-03 - 10:57 م
مرآة البحرين (خاص): بعد أقل من ٢٤ ساعة من استقباله الرسمي من قبل أبيه، وكذلك أخيه ولي العهد وكبار أفراد العائلة، وفرحته الخاصة مع الآسيويين الذين حملوا الطبول ورقصوا له، بدأ ناصر بن حمد بفرض زعامته أكثر وأكثر.
إأنه مشروع للزعامة، يمتلك حتى الآن مناصب تتيح له التحكم في الثروة النفطية وفي عساكر البلاد وأمنها، ويحظى برضا أبيه ودعمه الكبير، وتكفي إشارته له "هذا هو البطل".
بعد فوزه بالبطولة ووصوله للبلاد على وقع استقبال رسمي فرشت له فيه السجادة الحمراء، أصدر ناصر بن حمد أمس قراراً بتعيين أيمن المؤيد رئيساً لمجلس إدارة الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن "أَسْرِي" وهي واحدة من أهم شركات البلاد على الإطلاق. قرار يعكس القدرة الفعلية الواسعة لنفوذِ ناصر وصلاحياته.
التقى ناصر بصفته رئيسا للحرس الملكي بفريق البحث والإنقاذ التابع للحرس، هذا الفريق الذي عاد للتو من تركيا بعد أن شارك في أعمال البحث والإنقاذ. ألقى ناصر كلمة ثناء بحقهم وهو واقف في منتصف شوارع أحد المعسكرات بينما كانت الكاميرات مركزة لتظهر صورته كقائد، وسط أفراد فريق البحث وهم منتشرون حوله بشكل مدروس.
الحدث الأهم كان في إحدى الصالات الضخمة الخاصة بالحرس الملكي حيث اصطفت الصفوف، من الضباط والمدربين وجنود الحرس الملكي، بعضهم يحمل ملامح أوربية واضحة، وآخرون ذوي ملامح آسيوية من باكستان تحديدا.
رغم وجود منصة ومايكرفون في أسفل الصالة، اختار ناصر أن يذهب للشرفة العليا لترتفع الرقاب وتشرئب أعناق الضباط والجنود نحوه في الأعلى. إنّه مشهد متقن الإخراج للدلالة على التفخيم وعلوّ المكانة.
ألقى ناصر خطابه كزعيم عسكري، واصفا الضباط والجنود بأنهم إخوته وإنه واحد منهم، رغم إنه اختار الارتفاع عنهم للتحدث من علوّ.
زَعَمَ في خطابه إنه أنفق نصف عمره في خدمة الملك والوطن والدين وعروبة المنطقة. لكن الحقيقة أنه أنفق نصف عمره في الترفيه فوق ظهور الخيل ودراجات مكلارين، وفي صالات التدريب الرياضي، وأيضا شراء القصائد من كتّاب الشعر النبطي.
إنّ ناصر بن حمد مشروع حُكْم لا تخطئه العين، هناك فريق من ورائه يجهّزون ويحضرون ويرسمون له الطريق نحو أرفع كرسيّ ممكن، والده من جهة، أصهاره الإماراتيون ربما، وربما تيارات قبلية من داخل المؤسسة العسكرية لها صلة نسب بناصر مثل قبيلة العجمان التي تنتمي لها والدته.
ناصر وضع خارطة طريق لطموحه وهو يشق دربه بقوة رهيبة، لذا فإن كل شيء يمكن لنا أن نتوقعه.
ناصر بعكس أخويه: خالد وعبدالله ، اللّذان أضاعا الطريق ولم يتبق لهما سوى اتّباع كل منهما لأخيه الشقيق، عبدالله يلتحق بسلمان، وخالد يلتحق بناصر.
إلى أين سيصل ناصر بطموحه الهائج؟ هل سيكون مثل خليفة بن سلمان الذي كان الرجل الأقوى في البلاد رغم كون أخوه (عيسى بن سلمان) هو الأمير آنذاك؟
من سيكون ظلا للآخر سلمان بن حمد أم ناصر بن حمد، وما الذي سيقرره الملك في حياته بشأن هذه الثنائية التي صارت من واضحات الأمور في البلاد؟
وما مصير من سيقف أمام ناصر من ذوي المناصب أو الطموح في العائلة الحاكمة؟ وهل يقدر أحد فعلا على ذلك؟