حكومة سلمان بن حمد: هل هذه توجهات إصلاحية؟
2023-01-27 - 11:55 ص
مرآة البحرين (خاص): لم يكن ما قام به وزير التربية الجديد محمد مبارك جمعة، أمراً مفاجئاً، هو عبر عن آرائه المتطرفة وطائفيته المقيتة على مدى 10 أعوام مضت، عبر مقالاته الأسبوعية في صحيفة أخبار الخليج، ومداخلاته التلفزيونية عبر الفضائيات الناطقة بالعربية للتعليق على الشأن العام.
لم يخف جمعة في يوم من الأيام تطرفه، ولم يتوقف يوماً عن كتابة المقالات المستفزة، وكان منذ أول يوم في تعيينه وزيراً للتربية، مشروع تأزيم، واستفزاز لشريحة واسعة من أبناء هذا الوطن.
لكن يبدو أن ولي العهد كان له رأي آخر، ولربما قرر توزيره بعد قراءته لعموده المنشور في صحيفة أخبار الخليج قبل 4 أعوام والذي دعا فيه إلى تعيين الناس على أساس ولائهم لا خبرتهم في المناصب الحكومية.
لكن كيف لتعيين جمعة أن يخدم صورة الإصلاحي التي طالما حرص ولي العهد على رسمها في مخيلة المواطنين، معارضين قبل موالين؟
الإجابة تبدأ بعد أشهر من أكبر تعديل وزاري حصل في العقدين الماضيين، والذي استبعد فيه سلمان بن حمد كل الوجوه القديمة، غير المحسوبة عليه، وأقدم على تعيين حكومة منسجمة، تسير وفق تصوره لكيفية إدارة البلد.
بعد أقل من شهر على التعديل الوزاري، قام وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة بسلسلة من الإجراءات بحق الطائفة الشيعية، بدأت بمنع المواطنين من مغادرة البلاد لزيارة المراقد المقدسة في كل من إيران والعراق، وصولاً إلى موسم عاشوراء الذي قام فيه بإيقاف رادود خليجي من القراءة، وأعلن أيضاً عن رفضه لاستقبال أي من شيعة المنطقة من الراغبين في إحياء عاشوراء في البحرين.
كل هذه الإجراءات التي استنكرها كبار علماء الشيعة وفي مقدمتهم السيد عبدالله الغريفي، لم تحرك ساكناً في ولي العهد يومها، ولا يبدو أنه في وارد تحريك أي ساكن في ما يتعلق باستفزازات وزير التربية التي بدأت ولا يتوقع لها أن تتوقف.
إن طريقة التعاطي غير المكترثة التي أصبح يتعامل بها ولي العهد في السنوات الأخيرة، أمر لافت حقاً، ويبدو أنها ناجمة من ثقة كبيرة ودعم أكبر حصل عليه من السعودية والإمارات تحديداً، وهو ما ولد شعوراً لديه بعدم الحاجة لاستمالة هذا أو تهدئة ذاك.
لكن ما يجب أن يعرفه ويدركه ملك المستقبل هو أن المشوار أمامه طويل، وأن جلوسه على كرسي رئاسة الوزراء يعني التعاطي مع الشأن اليومي للمواطنين، وهو مختلف تماماً عن الجلوس على كرسي الحكم الأول. إن تجاهله وعدم اكتراثه لمعاناة نصف المجتمع سيولد لدى هذه الفئة شعوراً بالعداء تجاه الشخص الذي سيكون ملك المستقبل، فهل هذا الذي يريده حقاً؟