2030 البلدين: ماذا فعل آل ثاني في قطر وماذا فعلت آل خليفة في البحرين؟
2022-12-19 - 8:54 ص
مرآة البحرين (العائلة القابضة): 437 كيلو متر المسافة بين البحرين وقطر، لكن الفارق بين البلدين يتسع عاما بعد عام في ظل الاختلاف في الطموح بين العائلتين الحاكمتين. عائلة تحمل رؤية لتنمية إيراداتها الخاصة وعائلة تطمح في تنويع موارد البلاد.
استثمرت عائلة آل ثاني في بلادها بغرض تنويع مصادر الدخل وأن تكون بلدا عصريا مغايرا، واستثمرت عائلة آل خليفة في مصادر الدخل الوطنية من أجل زيادة ثرواتها وأرصدتها المالية.
مثّلت استضافة كأس العالم واحدة من العوامل التي سرّعت في تنفيذ قطر لرؤيتها الخاصة في (تعزيز التنمية الحضرية التي تشمل المرافق والطرق والمناطق الصناعية واللوجستية، بالإضافة لأنظمة التعليم والرعاية الصحية).
هذه الأهداف كانت قد رصدتها قطر في خطتها الوطنية 2030 التي أطلقتها في العام 2008، أي قبل فوزها بحق استضافة كأس العالم لكرة القدم بعامين اثنين.
وتضمنت خطة 2030 التي نجحت قطر في تنفيذها كل مشاريع البنية التحتية التي شاهدها الجميع هناك، من طرق جديدة ومترو أنفاق ومطار عصري ومرافق سياحية وصناعية بالإضافة إلى المشاريع الفندقية الضخمة.
وبالفعل بنت قطر لتحقيق تطلعاتها الوطنية نظام مترو جديدا تماما بقيمة 36 مليار دولار، بالإضافة لميناء شحن حديث بكلفة سبعة مليارات دولار، وتوسعة مطارها الرئيسي بكلفة تجاوزت 15 مليار دولار.
كما شمل الإنفاق أيضا حوالي 45 مليار دولار لبناء لوسيل، وهو مشروع ضخم شمال الدوحة، يضم مناطق سكنية تتسع لمئتي ألف شخص، بالإضافة لمجمعات تجارية وأربع جزر اصطناعية، ومراكز ترفيهية وملعبا هو الأكبر في البلاد بـ80 ألف متفرج، حيث أقيمت المباراة النهائية لكأس العالم.
كما أنفقت 4.5 مليار دولار لتطوير وسط العاصمة، و3.2 مليار دولار لإنشاء مناطق اقتصادية، وهي كلها مشاريع مرصودة قبل استضافة البطولة.
في المقابل كان ملك البحرين قد صادق أكتوبر من العام 2008 (نفس الوقت الذي أعلنت فيه قطر عن رؤيتها الاستراتيجية)، على رؤية البحرين 2030 تحت عنوان (تحويل اقتصاد البحرين من الريادة إقليمياً إلى المنافسة عالمياً).
لكن، هل البحرين اليوم رائدة إقليميا حتى تنافس عالميا؟ بإمكان الملك اليوم وحكومته تجرع مرارة الفشل بتراجع البحرين إقليميا، فضلا عن غيابها عالميا، لأنه لم تكن هناك رغبة صادقة في النهوض بالبلاد، وإنما كانت طموحات العائلة تتقدم على الطموحات الوطنية.
فالخطط والأحلام الوردية يمكن كتابتها وتوزيعها في كتيب فاخر، لكن النجاح يحتاج لإرادة وطنية جامعة وتغليب مصالح البلاد العليا على المصالح العائلية.
لقد أنفقت قطر نحو 300 مليار دولار (113 مليار دينار بحريني) في بناء بنية تحتية عصرية تشمل المطارات والموانئ والطرق والقطارات السريعة، بينما راكمت آل خليفة ديونا بالمليارات على البلاد من أجل تلبية تطلعاتها العائلية.
ويكذب من يقول إن الموارد المالية للبحرين لا تسمح بكل هذا الإنفاق، لأن المليارات التي ورثها الملك عن أبيه وما خلّفه خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الراحل تكفي لبناء أكثر من هذه المشاريع الاستراتيجية، لكن العائلة تعتبر أن موارد الدولة ملكية خاصة لها.
لقد فقدت البحرين مركزها المالي والسياحي لصالح العواصم والمدن الخليجية المجاورة لأن عجلة التنمية لا تدور في البلاد بشكل يمكن له المنافسة إقليميا، وإن ما تدور هي عجلة سرقة الأراضي والبحار والاستحواذ على مداخيل النفط والغاز والألمنيوم، وحتى تتخلى العائلة الحاكمة عن جشعها ستظل البحرين البلد والمواطن تدفع فواتير باهظة الثمن من وراء سرقات العائلة القابضة.