الملك يبشرنا بالنفط ومكامِن الغاز مجددا... والخير بـ "المركب الجاي"
2022-12-14 - 6:05 ص
مرآة البحرين (خاص): هذه هي اللعبة، يا سادة يا كرام، كل أربع سنين يُعلن الملك اكتشاف حقل وهم جديد، حقل نفط صخري، حقول غاز طبيعي، مناجم ذهب وفضّة، وربما نترقب في الأربع القادمة اكتشاف حقل يورانيوم. هكذا كل أربع سنين يمكنك أن تُبشّر الناس بالمنّ والسلوى، ثم تُقدّم لهم برنامجا حكوميا فضفاضا، وطنطنات وطنية، ثم موازنة متقشّفة تعرضها على أربعين برلمانيا، أنت صمّمت لعبة اختيارهم، وإن شئت قل مجازا انتخابهم، ستمرّ الموازنة، وبعدها قل للجميع مع السلامة نلقاكم بعد أربع سنين، أما الآن يمكنكم التحدث بما تشاؤون لأربع سنين قادمة.
هكذا جاءت كلمة الملك أمس خلال افتتاح دور الانعقاد الأول لبرلمان 2022، بشّرت الناس بالخير القادم من مكامن الغاز الطبيعي الذي أعلن ابنه ناصر عن اكتشافه، وفي منعطف آخر من الكلمة قدّم الملك كلامًا إنشائيًا عن تعزيز معيشة المواطنين، وختمها بالقول إنه يجب توجيه الدعم المالي لمستحقيه، وهذه هي اللافتة البرّاقة التي تعتمدها الحكومة في المس بمكتسبات وحقوق المواطنين الفقراء والمحتاجين والمتقاعدين. ورغم خروج عدد من الوجوه المعروفة بالتطبيل للسلطة لمدح هذه الفقرة من الخطاب، إلا أن هذا التلميع بقضه وقضيضه، لم ينشر التفاؤل في الشارع البحريني أبدا.
يمكن للبحرينين تذكّر البشرى التي زفّها لهم الملك قبل أربع سنين، كانت أيضا خلال في افتتاحه عمل برلمان 2018، كان الملك يبشّر الناس بالنفط الصخري، وها هي السنوات قد مرّّت والجميع يعرف أن وزير النفط قد تم طرده من الخدمة بعدما ثبت أن عشرات الملايين التي صرفتها الدولة على الاستكشاف ذهبت هباءً وكذِبًا على الشعب، وبات البلد بحاجة لجزرة جديدة يَطمع الناس بها، فكان اكتشاف مكامن الغاز الطبيعي من قبل ناصر بن حمد هذه المرّة، وتبشير الْمَلك للمواطنين بكل خير، هذه هي اللعبة، وكل اكتشاف وأنتم بخير.
واستكمالا لمشهد الافتتاح وهيمنة الملك وديوانه على خيوط اللعبة كلها، فاز أحمد المسلّم نجل القبيلة المطلوب بقاؤها في البحرين، لتهدئة فوبيا الهجرة إلى قطر، فاز برئاسة «برلمان 2022» حاصدًا 34 صوتًا، مقابل 6 أصوات لرجل الأعمال محمد المعرفي، بينما بدا نجيب الكواري مسكينًا ومطيعًا لحد الضحك، حيث إنه لم يحصل على أي صوت، فمن فرط الخوف لم يصوّت الرجلُ حتى لنفسه.
فاز أحمد المسلم بعد إن تم إسقاطه بـ "الباراشوت" من الديوان الملكي على كرسي الرئاسة، وهو الرجل الآتي من خلفية تجارية- عسكرية، وهو لا يعترف بالآليات الديمقراطية ولا بالمجلس النيابي، فقد تحدث سابقا في إحدى الخيم الانتخابية عن ضرورة العودة إلى حياة الأجداد عبر الطلب من الشيوخ لحل الأزمات وإعطاء العطايا.
أما منصب النائب الأول، فذهب لابن التيار التقدمي عبدالنبي سلمان، الذي حصد هذا الكرسي باعتباره شيعيا، وقد التزم سلمان بعرف الديوان الملكي في تحديد طائفة كرسيّ الرئاسة ونائبيها الأول والثاني في كل من مجلسي النواب والشورى. وفاز بمنصب النائب الثاني في مجلس النواب أحمد قراطة.
أما رئيس مجلس الشورى المعيّن علي صالح الصالح فألقى كلمة في حفل الافتتاح مليئة بعبارات التمجيد والولاء لشخص الملك، والمضحك أنه في النهاية قال إنَّه سيواصل "مسيرة العطاء والإنجازات وتحقيق تطلعات المواطنين"، لكن، أليس الصالح نفسه الذي سخر من المواطنين الفقراء ولم يحترمهم "فقير ويشتري سيارة!". لم ينسَ فقراء البحرين بعد هذه الإهانة.