ترجمة مرآة البحرين

"لم أُطلِع أيًا من الدّول العربية مسبقًا على الصّفقة، حفاظًا على سريّتها، لكنّني كنت أشعر  أنّ الآخرين سيَخْطون خطوة مماثلة، طالما أنّ المنطقة لم تشهد أيّ تداعيات كبيرة. ما لم أعرفه هو مدى السّرعة الّتي ستحل بها هذه الفرصة.

في عصر ذلك اليوم الخاص، تلقى آفي اتصالًا من وزير المالية البحريني، الشيخ سلمان بن خليفة، الّذي طوّرت معه شراكة وصداقة كبيرتين خلال التّخطيط لورشة السلام من أجل الازدهار.

هنّأنا وأشار إلى أنّ [الخطوة] الأولى كانت كبيرة، لكن الثّانية ستُثَبّت الصفقة.  ونقل إلينا أنّه في ظلّ الظّروف المناسبة، يمكن للبحرين أن تحذو حذو [الإمارات العربية المتحدة]".

***

"سافرتُ من الإمارات العربية المتحدة إلى البحرين آملًا أن أتمكن من ضم دولة أخرى إلى اتفاقيات أبراهام.

في البحرين، وقبل أن أطرح قضيتي بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قدّمت هدية غير مُتَوقّعة: لفافة من التوراة.

قبل حوالي عام مضى، وخلال ورشة السلام من أجل الازدهار، اغتنم عدد من الإسرائيليّين الفرصة لزيارة الكنيس اليهودي في المنامة، عاصمة البحرين.

الكنيس، الّذي أُسِّس في العام 1935 ، لم يُقَدّم أي خدمات عامة لأعوام. لكن خلال القمة، زار عددٌ كافٍ من اليهود لتشكيل منيان، وهو النصاب المطلوب من الرجال اليهود البالغين لتلاوة الصلاة، الكنيس. وكانت تجربة مؤثرة للغاية بالنسبة لأولئك الّذين  شاركوا فيها. لكنّهم لاحظوا أن الكنيس يفتقر للفائف التوراة، الّتي يجب أن تُخَطّ يدويًا.

لدى سماعي ذلك، طلبتُ بنفسي كتابة نسخة من لفائف التوراة للكنيس، وأهديتها للملك، تكريمًا له: "لرؤيته، وشجاعته، وقيادته الّتي أحَلّت السلام والاحترام والتّسامح الدّيني في الشرق الأوسط".

تأثّر الملك بالقصة. وأشار إلى أنّنا كلّنا أبناء إبراهيم،  وأنّه لطالما آمن أنّه يجب أن يفهم اليهود والمسيحيين والمسلمين بعضهم البعض، ويتبادلوا الاحترام. وبذلك منحنا، ولي العهد الأمير سلمان بن حمد وآل خليفة وأنا، مباركته لإتمام اتفاقية السلام. أمضينا السّاعات العديدة التّالية نعمل معًا، مُحَدّدين أولويات ومخاوف البحرين، وتوّصلنا إلى إطار عمل نعتقد أنه سيكون مقبولًا لاتفاقية التطبيع".

•  جزء من ص 390 و396 من كتاب "Breaking History: A White House Memoir" لجاريد كوشنير، صهر الرّئيس الأمريكي السّابق دونالد ترامب ومستشاره