الشيخ الديهي: الملك وعد السيد الغريفي بالإفراج عن المعتقلين لكنه لم يفِ بعهده وهذه حقائق عودة صلاة الجمعة وجمعية التوعية

نائب أمين عام الوفاق الشيخ حسين الديهي
نائب أمين عام الوفاق الشيخ حسين الديهي

2022-09-10 - 12:55 ص

مرآة البحرين: في مقابلة شاملة مع موقع "العهد الإخباري" اللبناني، تحدّث نائب الأمين العام لجمعية "الوفاق الوطني الإسلامي" الشيخ حسين الديهي عن ملفات عديدة، متطرقا لاستفحال الأوضاع المعيشية في البحرين، مؤكدًا أن فتح هوّة في جدار الأزمة من قبل النظام يحتاج لوقف القبضة الأمنية والإفراج عن المعتقلين وإطلاق حوار جادّ وحقيقي مع الأطراف الفاعلة، وكشف معلومات عن لقاء الملك مع السيد عبدالله الغريفي.
بحسب الشيخ الديهي، لا نيّة لدى النظام للإصلاح، وهو لم يستجب لأيّ مطلب شعبي محقّ حمله العلامة السيد عبد الله الغريفي إلى الملك. التعديلات الوزارية الأخيرة مجرّد بهرجة شكلية.
وكشف الديهي معلومات عن اللقاء الأخير بين السيد الغريفي وملك البحرين، قائلاً "للأسف الشديد سماحة العلامة السيد عبد الله الغريفي حمل هموم الناس ومطالبهم ورؤية هادئة جدًا وراقية جدًا ووطنية جدًا إلى رأس النظام شخصيًا وتحدث معه بوضوح، لكنه تجاهل مطالب السيد الغريفي بالكامل، فلم يفرج عن المعتقلين كما وعده ولم يُحسّن من أوضاع البلد، ولم يستجب لأيّ مطلب من المطالب التي تقدم بها سماحة السيد الغريفي، مما يدلّل على عدم جدية هذا النظام وعدم الصدق في وعوده التي يطلقها".
أمّا  عن عودة صلاة الجمعة بعد غياب طويل فأكد أنها أتت بـ "قرار يرجع لكبار علماء البحرين حصرًا بلا منّة من النظام".
حيث أكد "بالنسبة لعودة صلاة الجمعة فيقينًا أن لا علاقة للسلطة بعودتها. عودة صلاة الجمعة قرار كبار علماء البحرين فهم وحدهم من قرر العودة لصلاة الجمعة وهم من دعوا إلى ذلك ولا دخل للسلطة في هذا القرار. السلطة لا زالت تمارس الضغط والمضايقات على المصلّين وعلى إمام الجمعة. نحن نشاهد في كل أسبوع العشرات من المركبات العسكرية تحيط بالمنطقة في رسالة تخويف للمصلّين، على الرغم من أن الصلاة هي صلاة الجمعة وليست أكثر من ذلك، ولكن هذا هو النظام البحريني الذي يتشدّق بالحريات الدينية كذبًا وزورًا وهو النظام الطائفي حتى النخاع".
وعن إعادة فتح جمعية التوعية الإسلامية قال "بالنسبة إلى جمعية التوعية هناك من اشتبه عليه الأمر ويظن أن عودة التوعية هي ضمن مبادرة من قبل النظام أو أنها تحرك من قبل السلطة تجاه الانفتاح على المجتمع، وهذا غير صحيح. جمعية التوعية صدر فيها حكم محكمة في شهر 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 ولكن نتيجة تعنت السلطة وتحكمها في السلطات تم تعطيل عودة جمعية التوعية الذي كان المفترض أن يتم قبل ثلاث سنوات. وهنا سؤال لماذا تم تعطيل افتتاح جمعية التوعية لمدة ثلاث سنوات؟".
أما الانتخابات المُقبلة فيعدّها الشيخ الديهي أداة لترسيخ الاستبداد واستمرار الفساد. ورأى إنّ لقاء الملك البحريني والأمير القطري لم يُحرّك شيئًا في قضية الأمين العام لـ"الوفاق" الشيخ علي سلمان، وفق الشيخ الديهي، والمسألة لا تحتاج في الأصل لمصالحة مع الدوحة.
موضحا أنّ "‏قضية سماحة الشيخ علي سلمان تشكل صورة فاقعة جدًا جدًا جدًا لواقع الأزمة السياسية في البحرين ولسلوك النظام السيّئ، فلو بقي الشيخ علي سلمان وحده في السجن ستبقى هذه الأزمة قائمة ومستفحلة فهو العنوان الأبرز لمظلومية شعب البحرين".
ووصف جسمُ المعارضة الشيخ الديهي بأنه "متينٌ". مشيرًا إلى تجاوب مختلف أطيافها مع نداء المرجع الكبير آية الله الشيخ عيسى قاسم، مُلمّحًا الى أخبار سارة في هذا الملف.
وأكد في هذا الصدد أن "سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم قائدٌ فذّ يمتلك من الوعي والبصيرة والخبرة ما يمكنه من رسم خارطة طريق مأمونة النتائج ومضمونة النهايات ومن الواجب علينا تلبية دعوته بلا تردّد، لأنها دعوة خير وسلام ومحبة ورغبة صادقة في تقييم أي زلل أو خطأ في عملنا كأحزاب معارضة. من جهتنا قدمنا مبادرة للتنسيق والتشاور وآخرون أيضا كانت لهم آراء ومبادرات. الأمور قيد المتابعة والاهتمام وهناك أخبار سارة في هذا الملف ونسأل الله التوفيق لتحقيق الأهداف التي أرادها آية الله الشيخ قاسم".
وعن مشروع التهويد في البحرين يستدعي على حدّ تعبير الشيخ الديهي من كلّ غيور وقفة ضدّه والذي سيؤدي الى عواقب وخيمة، مشيرًا إلى أن "موضوع الحي اليهودي خطير جدًا وهي خطوة عدائية تجاه البحرين كوطن وتجاه شعب البحرين. وما يجري يطرح أسئلةً كثيرةً جدًّا عن العلاقة بهذه الأرض والالتزام بها".
وحذر من أنّ "المدّ الصهيوني بدأ بالاتساع في المفاصل الأساسية في هيكل الوطن بتعاون الوزارات الأساسية مع الكيان الصهيوني في اتفاقيات أمنية واتفاقات عمل وتدريب وتجارة وتملك أراضٍ في مواقع حيوية في العاصمة. لو وقفنا موقف المتفرّج على هذه الممارسات المستفزة من السلطة ستتحوّل البحرين الى فلسطين ثانية، وستُغتصب أراضيها ويتحكم الصهاينة في قراراتها المصيرية، وخصوصا مع فتح المجال لتجنيس الاسرائيليين استكمالًا لمشروع التجنيس المقيت الذي يهدف لتغيير ديموغرافية البلد وإلغاء وجود مكوّن رئيسي من مكوناته. لا بدّ من وقفة جادة لرفض هذا التوغل الخطير وإيقاف هذا المدّ النجس فوق هذه الأراضي الطاهرة.