هذا التعدي أصلٌ في سوالفكم
2022-08-25 - 8:16 ص
مرآة البحرين (خاص): «هذا التعدي أصل في سوالفكم... والأصل لو بان قالوا يبطل العجبا»، أحد الأبيات الشعرية التي كتبها الراحل الكبير غازي الحداد في الرد على المشككين في أصول سكان البحرين الأصليين.
وما قاله صالح محمد الشاووش، أو نقله، يؤكد أن المجالس المغلقة هي مدارس التحريض على السكان الأصليين، وهي الأصل في جميع الممارسات الطائفية التي تمارسها الأجهزة الحكومية ضد أبناء الطائفة الشيعية.
فلا ينطبق ذلك على مجموعة الواتس أب التي بث فيها الشاووش قيحه فحسب، إنما هي مجالس «المعزبية الكبار» التي يتربى فيها كل شاووش على هذا الخطاب، الذي يجرد طائفة واسعة من الناس من وطنيتها بكليشيهات سخيفة.
لذلك فإنه لا أحد ينتظر أن تحرك النيابة العامة ساكنا تجاه الشاووش أو غيره لأنها نفسها تتبنى خطابا مشابها ضد الطائفة الشيعية عبرت عنه في مرافعتها بحق أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان، كما يتبنى ذلك مؤسسات آخرى مثل الجيش والشرطة.
رئيس رابطة الصحافة البحرينية عادل مرزوق كتب يقول «ما قاله صالح محمد الشاووش ليس مستغرباً. هذا ليس بلاغاً، وليس المطلوب من النيابة العامة أن تتخذ أي اجراءً بحقه، هي فقط مناسبة جديدة للتأكيد على أن سياسة مملكة التعايش والمواطنة المتساوية وحفظ كرامة المواطنين في البحرين لا تشمل مواطنيها من الشيعة».
وعلى الرغم من أن تعليقات الشاووش أثارت الكثير من ردود الأفعال الغاضبة من قبل معلقين من الطائفة الشيعية، إلا أن الصمت خيّم على الحكومة ومواليها الذين يتبنون خطابا مشابها في تجريد الشيعة من وطنيتهم.
المغرد الدكتور علي استهجن الصمت الذي يلف المحرق حيال مثل هذا الخطاب، قائلا «المحرق الغالية مدينة المحبة والوحدة والتسامح والتكاتف (على حد تعبيره) فأين رجالها الأوفياء من الرد ولو بكلمة نصح وتوجيه لصالح محمد الشاووش على اتهاماته الباطلة وتشويه سمعة المكون الشيعي في هذا البلد العريق».
لم يتلق الدكتور ردا على دعوته التي وجهها لـ «رجال المحرق الأوفياء»، لكن الشاووش نفسه رد ليبرر كلماته.
الشاووش قال إنه «ليس لديه عداوة وياهم (الطائفة الشيعية) وحتى جاري منهم».
لم يقدم الرجل أي اعتذار ولم يظهر أي نوع من الندم على المسج الذي تضمن التعريض بشرف ووطنية الغالبية، بل قال إنه فقط قام بإعادة إرساله مع صورة وصلته على منصة المراسلات القصيرة واتس اب.
فما قدر أنك تجاور شيعيا أو تدخن مع آخر إذا كنت تتبنى خطابا بذيئا تجاه الطائفة الشيعية، ولا تعتذر عنه بل تحاول تمريره عبر جيرة لا أنت اخترتها ولا جارك اختارها.
أصبحت إهانة المواطنين الشيعة وازدراء معتقداتهم ومن ثم الزعم بامتلاك صداقات معهم أو "ربعة" هي حيلة كل طائفي شتام للتخلص من مأزقه بعد افتضاح أمره. هي الموضة اليوم لمن يتم ضبطه في محكمة الرأي العام التي هي الوسيلة الوحيدة المتبقية لردع هذا الخطاب العنصري نظرا لتواطؤ محاكم الدولة: لدي أصدقاء شيعة.
فيما تتم جرجرة المواطنين الشيعة وعلمائهم إلى المحاكم والسجون على "ريتويت" يريد صالح محمد الشاووش أن ينعم بامتياز "الفوروارد" لتبرئة نفسه. مع أن حسابه في "انستغرام" شاهد على العديد العديد من التدوينات التي تطعن في معتقدات المواطنين الشيعة والتي تكشف عن شاووش "مشوش" فعلا.
في الحقيقة كانت هذه مصادفة كشف ما قاله الشاووش في دوائر يفترض أن تكون مغلقة، لكن كم من شاووش يتبنى هذا الخطاب لم يتم الكشف عن مراسلاته حتى الآن، وكم شاووشا في مجالس العائلة الحاكمة والدوائر الحكومية يتبنى ماقال «شاعر الحب».