بوكشمة: الحمير خلقت لتركبوها لا تنتخبوها
بوكشمة: الحمير خلقت لتركبوها لا تنتخبوها
بوكشمة - 2022-08-03 - 7:21 ص
انتشر في البحرين مؤخرا مسج وبوستر فيها صوره حمير مع عباره "الحمير خلقت لتركبوها لا لتنتخبوها" وهذه ليست أول مرة وإنما ظهرت قبل الانتخابات الأخيرة في 2018م، وبتجرد وبعيداً عن الشتيمة أعتقد إن هذا ظلم للحمير إذ إن الحمير كانت منذ الأزل دائما شريكة فاعلة للمواطن البحريني إذ كانت وسيلتهم الاقتصادية منذ عقود فقد ارتبطت بكل المهن الشعبية.
يجيب بوكشمة على سؤال المليون: لماذا ظلمنا الحمير بهذه المقارنة؟ وليبرهن على خطأ المقارنة يذكر الآتي:
أولاً: الحمار طلباته بسيطة وبالتالي تكلفته لا تتجاوز قليل من البرسيم (الجت) والعلف في حين أن عضو النواب العادي يستلم شهريا 4750 دينارا والنائب الثاني 5250 دينارا والنائب الأول 6250 دينارا، في حين يصل راتب الرئيس إلى 7400 دينار مع علاوة هاتف، عدا مصاريف جيب للسفر وعلاوة تمثيل وسيارة سعرها 26000 دينار وتتضاعف للرؤساء. وعلى ذمة النائب حمد الكوهجي فإن رئيس الشورى يستلم 15000 دينار (لا نعرف من أين أتي بهذا المبلغ ولكن لم يعلق عليه أحد واكتفت رئيسته بالحذف من المضبطة مستشهدة بسلفها (إذا بليتم فاستتروا).
ثانياً: الحمار وبعد الخدمة الطويلة والشاقة عندما يكبر يحصل على قوت يومه فقط في حين أن النائب يستلم بعد 4 سنوات على راتب تقاعدي قدره 40% ويتضاعف إلى 80% لدورتين انتخابيتين فقط.
ثالثاً: الحمار يكون وفياً لصاحبه ويخدمه ولكن النائب ما أن يصل على اكتاف الشعب حتى يتنكر لمن أوصلوه ويتحول إلى موالي حكومي حاله حال أي موظف حكومي يجامل مسئوليه ويصفق لهم أي يتحول إلى قوطي يقرقع بدون أي فائدة ولا يخدم إلا مصالحه هو وأهله.
رابعاً: القرآن وصف صوت الحمار بإنه أنكر الأصوات ولكن الحمار ينهق من أجل غرض وحاجة مثل التواصل والتعبير عن الألم والاعتراض، ولكن النواب يصارخون لأجل الصراخ فقط وكما يقال " جعجعه بدون طحين " فلا أصواتهم أوقفت سرقة المال العام ولا الفساد ولا المحسوبية ولم يستطيعوا مساءلة حتى فراش وزير لذا أصواتهم أقبح من أصوات الحمير.
خامساً: الحمار لا يعض اليد التي تؤكله وترعاه في حين النائب يعض كل الأيادي التي رفعته وأوصلته للمجلس ونشلته من الفقر إلى الغنى تعال شوفوا بعض النواب عندما انتقلوا من المجهول للمعلوم ومن العوز إلى الفائض كيف تغيروا وتكبروا وتجبروا.
سادسا: الحمير ذكيه فهي تعرف خط سيرها وتتعرف على صاحبها في حين أن النائب تنتهي دورته وهو لا يعرف كيف يستخدم (نقطة نظام) وبعضهم يكمل دورتين ولا يعرف ما هي أدواته الدستورية ولا يفرق بين الاقتراح برغبة والاستجواب وكما قال مترشح طباخ "النواب لا يفرقون بين سلطة الأكل وسلطة الشعب".
سابعاً: الحمير لا تسبب أي ضرر للمواطن البحريني في حين أن النواب هم سبب الغم والهم والقهر وكل الأمراض وخاصة الضغط والجلطات من مواقفهم المخزية وجبنهم.
ثامناً: الحمير ارتبطت بذاكرتنا الشعبية بالأدب فجميعنا نتذكر حمار جحا المسلي والحكيم أحيانا وكتابي توفيق الحكيم (حماري) و (أنا وحماري) وكيف الأديب أنطقهما بالحكمة والموعظة وحتى تراثنا الشعبي كان للحمار نصيب في الحكايات والشعر الشعبي. أما أغلب النواب فلا نصيب لهم في الثقافة الأدب فبعضهم لم يقرأ غير كتب المدرسة والجامعة.
تاسعاً: حتى في التسلية للحمير نصيب، ففي يوم الجمعة يجرى سباق للحمير في بر سار يحضره المواطنون ونتذكر (ولد المغرور) و(الجنرال) أما النواب فهم السبب في اختفاء كل بسمه من شفاهنا من مواقفهم المشينة من ضياع حقوق الشعب ومستقبل أبنائه.
عاشراً: الحمير مشهورة بالصبر وهذه الصفة الوحيدة التي تفوق فيها النواب البحرينيين على الحمير! فالنواب مشهورون بالصبر على ظلم الحكومة للشعب والتجاوزات والخروقات والسرقات والتجاوزات المالية والإدارية ورغم استلامهم تقارير ديوان الرقابة وفيها صفحات من المخالفات إلا أنهم لم يستطيعوا استجواب حتى فراش أي وزير .
الخلاصة إن بوكٍشمة يرفض تشبيه النواب بالحمير وإذا لا بد من التشبيه فالحمير هي التي تتعنى وتذهب لصناديق الاقتراع وهي تعرف إن من يصل سينقلب ضدها ولن يكون سوى قوطي للقرقعة ليس إلا، فهؤلاء المواطنون مثل من يطز عينه بيده وبعدين يشكوا العمى. فلا خير يرتجى من المجلس ولا من يصل للمجلس.