«سلام يا مهدي» ليست أول ولا آخر الحملات الطائفية التي تشنها الحكومة
2022-07-19 - 6:36 ص
مرآة البحرين (خاص): لم تكن الحملة على نشيد «سلام يا مهدي» وليدة اللحظة، إنما هو مسار بدأ بهدم المساجد الشيعية في العام 2011 كنوع من العقاب الجماعي؛ لتصدر الشيعة ثورة 14 فبراير التي دعت لوضع حد لاستحواذ عائلة آل خليفة على السلطة.
كانت الرسالة للطائفة الشيعية إن «ما تتمتعون به من هامش حرية دينية سيكون من بين ردود الأفعال الأمنية للحكومة». وبالفعل بدأت حملة واسعة على الفعاليات الدينية الشيعية والأوقاف الجعفرية.
صعّدت السلطات الأمنية ضد مواكب العزاء إبان فرض قانون السلامة الوطنية وهاجمت المعزين في قرى مختلفة من البحرين بالغازات والرصاص المطاطي، وأدى ذلك إلى إصابة العشرات حينها، لكنها لم تفلح في منع خروج المواكب.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فخلال مواسم عاشوراء التي أعقبت العام 2011 تم استدعاء المئات من الخطباء والرواديد والمعزين للتحقيق، وتم إصدار أحكام قضائية بحق العديد لتعرضهم ليزيد بن معاوية بصفته أحد رموز الطائفة السنية.
وامتدت تلك الإجراءات العقابية لحد إغلاق جمعية التوعية الإسلامية العام 2014، ووضع قيود على جمع الخمس وإنفاقه، وصولا لمنع إقامة الصلاة في جامع الدراز، حيث تقام أكبر صلاة جمعة للطائفة الشيعية.
واستمرت تلك السياسات بمنع بناء بعض المساجد المهدمة وتغيير مواقع أخرى، إضافة إلى رفض وزارة الإسكان تخصيص أي أراضي جديدة لبناء مساجد للطائفة الشيعية خصوصا في المناطق التي تم تخطيطها حديثا.
كما شملت السياسات الطائفية التضييق على تسجيل الأوقاف الشيعية الجديدة، ما دفع رئيس الأوقاف السابق الشيخ محسن العصفور لتوجيه خطاب للملك يشتكي فيه من سياسات وزير العدل خالد بن علي آل خليفة.
وطلب العصفور من الملك وضع حد لسياسات الوزير الذي كان يمنع تسجيل وقفيات لمآتم ومساجد جديدة، وتسجيل وقفيات لمؤسسات شيعية قائمة.
كان رد الملك بعزل رئيس الأوقاف الجعفرية بمثابة تأييد لنهج وزير العدل في حرمان الشيعة من حقوقهم في تسجيل الوقفيات، فضلا عن الرغبة في استمرار هيمنة الحكومة على القرار في الأوقاف الجعفرية.
أصدر الملك (يونيو 2019) مرسوما بتشكيل مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية برئاسة يوسف الصالح، حيث تم استخدامه من قبل الحكومة في التضييق على التجمعات الشيعية بحجة مواجهة انتشار وباء كوفيد-19.
فعلى الرغم من تسهيل إجراءات مواجهة الوباء والسماح بإقامة فعاليات ومهرجانات يحضرها عدد غير محدود، وجه الفريق الطبي لمنع إقامة فعاليات عاشوراء بحجة السيطرة على انتشار الوباء.
لكل ذلك، يمكن القول إن الحملة التي تشنها الحكومة اليوم ضد نشيد «سلام يا مهدي» هي جزء من حملة واسعة ضد معتقدات الشيعة، لن تتوقف ما دام الشيعة يطالبون بإصلاحات سياسية من شأنها إنهاء تفرد عائلة آل خليفة بالسلطة.