كل عام وأنتم بخير: أمهات قتلهّن الظلم والقهر على أبنائهن في سجون البحرين
2022-03-21 - 11:27 م
مرآة البحرين (خاص): تحلّ مناسبة الاحتفال بعيد الأمّ كل عام في (21 مارس)، تحتفل العوائل وتوزّع الهدايا ويلمع الذهب في أيدي الأمهات، بينما العديد من أمهات السجناء السياسيين في البحرين قد رحلن بأحزانهن وقهرهنّ على أبنائهن الماكثين في زنازين سجنيّ جوّ والحوض الجاف.
الكثيرات منهن صمدن، لكن المرض والألم النفسي الممض هزم أجساد أخريات.
وهكذا بين صامدة وراحلة يعيش الأبناء قلق الفقد، وتعيش الأمهات قلق الرحيل قبل لقاء الأحبة.
أمهات كثيرات، لعل آخرهن أم المعتقل السياسي حسن مكي الذي فقدها في أكتوبر 2021، ليفجعه القدر بعد أشهر برحيل والده الحاج مكي حسن مكي في فبراير الماضي.
يحلّ عيد الأم في البحرين، وأمهات بلا أبنائهن الذين سجنوا أو غادروا البلاد مجبرين نحو المنافي، يحلّ عيد الأم هذا العام، وقلوب سجناء ومنفيّون فارغةٌ إلا من الألم والذكريات الحزينة.
منذ العام 2011 سجّلت البحرين وفيات عديدة لأمهات عجزت قلوبهنّ عن تحمّل الظلم الذي زرعته العائلة الحاكمة في البلاد طولاً وعرضا، ففي أبريل العام الماضي (2021) توفيت والدة المعتقلين السياسيين الشيخ عبد الجليل المقداد و يوسف المقداد، وهما قد فقدا والدهما وأختٌ لهما قبل ذلك.
وفي أكتوبر 2021 توفيت السيدة سلوى السيدة سلمان المحفوظ والدة المعتقل السياسي حسن مكي حسن من منطقة سار، وبعد خمسة أشهر وتحديداً يوم 24 فبراير توفي والده الحاج مكي حسن الذي لم يره طوال أربع سنين سوى مرة واحدة، رأى ابنه على جنازة الأم.
لقد غاب عن المعتقل حسن والديه، ولم يشفع كل هذا للحصول على أي استثناء إنساني للخروج من السجن والعيش مع من تبقى من أسرته.
لم ينس البحرينيون صباح يوم الخميس 14 ديسمبر/كانون الأول 2017 حينما توفيت السيدة هاجر والدة المحكوم بالإعدام محمد رمضان بعد حوالي 6 أشهر من دخولها في غيبوبة. ولا زال ابنها تحت خطر الإعدام حتى الآن.
في العام 2015 شاهد البحرينون دموع القيادي المعتقل عبدالجليل السنكيس وأخيه عبدعلي السنكيس، حينما خرجا لتشييع والدتهما التي توفيت يوم الخميس 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2015.
في العام 2014 توفيت والدة المعتقل يونس الفتلاوي، وقد منعت الجهات الأمنية المعتقل من حضور عزاء وفاة والدته، حيث باءت محاولات أسرته مع هذه الجهات لإخراجه خلال فترة العزاء بالفشل.
في العام 2013 أعلن تيار الوفاء الإسلامي وفاة والدة زعيم التيار عبدالوهاب حسين التي نقلت للمستشفى العسكري بعد تدهور صحتها بشكل كبير.
في العام 2012 فجع رئيس مركز حقوق الإنسان نبيل رجب بوفاة والدته بينما كان هو معتقلاً آنذاك. وفي نفس ذلك العام توفيت بدرية علي والدة المعتقل أحمد مشيمع، توفيت كمدا بعدما رأت الشرطة لحظة اعتقال ابنها وهم يضربون رأسه بعنف في مكيّف المنزل، لم تتحمل كل ما رأته وغادرت مقهورة الفؤاد هي الأخرى.