بوكشمة: يزداد القطريون فخرا بينما يزداد البحرينيون تَغرّبا
بوكشمة - 2022-02-28 - 4:46 ص
بعد انتشار خبر تباحث قطر وإيران حول إمكانية حفر نفق تحت البحر يربط بين البلدين، تسارع البحارنة وخاصة المغردين منهم بالتندر والتذكير بأن هناك إعلامي فطحل سابق عصره اتهم الشيعة البحرينيين المعتصمين في دوار اللؤلؤة بأنهم حفروا خلال شهر نفق تحت البحر من دوار اللولو بالبحرين إلى بندر عباس بإيران!! توالت التعليقات ومنها إنه يجب الاستعانة بالبحارنة لخبرتهم في هذا المجال وتعليق آخر يقول إن الكذبة أصبحت حقيقة وآخر ينصح الصحفي الجهبذ بالمطالبة بتعويض عن براءة الاختراع وآخر اقترح للتوفير أن يحفروا من قطر إلى دوار اللولو ويستخدمون نفق الدوار لإيران.
بوكشمة يعلق إنه في الوقت الذي نجد إن البحرين تغرق في وحل مشاكلها السياسية والاقتصادية حتى إنها رمت كل ثقلها في حضن الكيان الصهيوني وامتهنت العهر بشكل علني وإنها تنام في فراش الصهاينة جهارا ونهارا وسلمت الخيط والمخيط للموساد للتجسس وليخيط ويبيط وتجري مناورات عسكرية مشتركة معه وتستضيف ضابط صهيوني وحتى وكيل خارجيتها يعترف أن التعاون مع أجهزة الاستخبارات والموساد قديم وهذا يعني ضلوع البحرين في عمليات الاغتيالات والتفجيرات في إيران. في ذات الوقت تخطو غريمتها دولة قطر بثبات وفي كل خطوة تمثل حصوة في عين الحسود (الحكم البحريني وخاصة ملك النفخة).
تصرفت دولة قطر بعقلانية وتعلمت من درس توريطها في المؤامرات على سوريا والعراق وليبيا واليمن وتعلمت من درس انقلاب الأشقاء عليها ومحاصرتها ومحاولة خنقها، حولت قطر الأزمة إلى فرصة علىَ عكس مملكة الغباء التي تتصرف بعصبية وانفعالية وتخبط. نضجت قطر وتركت تصرفات المراهقة في حين البحرين تنتكس مثل العجوز المتصابية التي تتشاقي وتعاكس الجميع وخاصة شعبها بسبب وبدون سبب. بينما نجد قطر حسنت علاقاتها مع جيرانها من خلال إبرام اتفاقيات اقتصادية إذ أنشئت شركة عملاقة لصناعة وتركيب الباصات في عمان بطاقة 700 حافلة سنوية وكذلك أبرمت مع الإمارات وعمان مشروع غاز الدلفين لنقل الغاز المكرر عبر الحدود وفي فبراير 2022 وقعت اتفاق مع الإمارات بخصوص نقل الغاز من خلال خط أنابيب بينهم.
وحتى السعودية تراجعت عن تعنتها وجبروتها ومدت يدها إلى قطر ووقع الطرفان 6 اتفاقيات في ديسمبر 2021م وفي 2022م أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي استحواذه على 25% من قنوات بي ان سبورت مقابل 50 مليار ريال سعودي مع نقل البطولات المحلية والعالمية ( لأول مرة البحرين لا تعمل ريتويت كعادتها في كل الأمور العدائية والخايبة).
وكذلك وقعت قطر اتفاقيات عديدة مع الكويت وعمان والسعودية والإمارات في حين أن البحرين بحاجة إلى حبل النجاة القطري الذي سينتشلها من وحل المشاكل الاقتصادية وحتى السياسية ( في 2011م تم الطلب من وزير خارجية قطر التوسط بين الحكومة والمعارضة) ولكن غرور وتعنت الحكم البحريني يدفعه بعيدا في موقف (افادي فيه تف عليه) إذ إن الإعلام المأجور يصعد دائما مع الشقيقة قطر وكذلك أجهزة الاستخبارات والإعلام والقضاء الموجّه حتى إنهم أضافوا تهم (التخابر مع قطر - التعامل مع العدوة قطر-استلام التمويل من قطر) الى الاتهامات الجزافية التي تنصب على المتهمين الأبرياء ولم يكتفوا بهذا وإنما يتحرشون بالجارة بإرسال بحارة بنغالية وبطل رياضي لمياهها الإقليمية وتوجيه جمعيات الغونغو الغبية لعمل مؤتمرات لحقوق العمال الأجانب وباتهام غبي بأن قطر تضطهد الأقلية الشيعية وأخيرا بإثارة موضوع فشت الديبل وهو الموضوع المنتهي والذي حسمته المحكمة الدولية. واللي يبط جبدهم أكثر أنهم دعوا قطر للحوار ولكن الأخيرة طنشتهم ولم ترد عليهم ولسان حالها يقول "من أنتم، عافكم الخاطر خلاص".
وهكذا كل يوم يزداد القطريون فخرا بدولتهم بينما يزداد تغرب البحرينيين سنة وشيعة عن بلدهم رغم تشابه النظامين القائمين بٍالحكم القبلي البعيد عن الديمقراطية والمشاركة الشعبية ولكن الفرق إن قطر جعلت لمواطنيها قيمة في بلدهم وخارجه بينما البحريني يشعر أنه غريب في بلده ولا قيمة له وحتى إذا تغرب فإنه مستهدف في أمنه ورزقه.
* "بوكشمة" رجال عادي وبسيط، عقله حصيف وقلبه نظيف وضميره عفيف، يشعر بالغصة وتخنقه العبره لما آل إليه حال بلاد المليون نخلة.