بوكشمة: خلطات بيغاسوس للجميع

بوكشمة - 2022-02-24 - 12:41 ص

مرة أخرى يستغرب بوكشمة من استغراب المعارضين والموالين من اختراق هواتفهم والتنصت عليهم باستخدام برنامج بيغاسوس الصهيوني (طبعا هذا قبل التطبيع لأن التعاون مع الكيان الغاصب من زمان وفي مختلف المجالات وخاصة الاستخباراتية والعسكرية) وبالعكس فإن بوكشمة يحسد هؤلاء ويعتبرهم محظوظين لأنهم ما لحقوا على أيام هندرسون وبوب وغيرهم، ويتذكر بوكشمة علاقته مع التجسس من أيام الطبعة.
في الستينات كان التجسس دايركت أي وجه لوجه فأينما تذهب تلاحقك القراريص (المخبرين) فمثلا قروص في الشغل وقروص في القهوة طبعا يسهل تميزهم من شكلهم وحركاتهم إذ عادة يكونون من الساقطة والخائبة وأغلبهم أميين أو ضعيفي التعليم لذا ينقلون صيدهم الثمين شفهياً ولذا يزيدون ويؤلفون من عندهم حتى يبينوا إخلاصهم وتفانيهم وإنهم مصحصحين على الآخر ومرة قدم قروص خايب إخبارية على اثنين بأنهم من خط الشعارات على الطوف (الجدار) في إحدى المناطق فتم القبض عليهم ولكن إمهاتهم أخذوا شهادة الصف الثالث الابتدائي للأول وفيها دويحات حمرة في كل المواد عدا الرياضة والرسم وكما جلبوا شهادة من المستشفى للمتهم الثاني بأنه عامل عملية الدودة الزائدة في نفس وقت التهمة .
ويقول بوكشمة كان سابقاً التركيز مثلا على الكتب والمجلات التي يقرأها المواطن الهدف وهل يعلق صورة الزعماء القوميين أمثال جمال عبدالناصر والشيوعيين أمثال لينين وماركس وجيفارا وماو وغيرهم و نوع الإذاعات التي يستمع إليها ومنها صوت العرب. في البداية كان الهدف القوميين والناصرين والبعثيين (اللي خرجوا عن التقاليد وهم عملاء مصر وسوريا والعراق) وبعدها انضم إليهم الماركسيين (الشيوعيين والكفرة أعداء الإسلام وعملاء الاتحاد السوفيتي والصين وكوبا ) بعد الاستقلال في السبعينيات تطور التجسس وفي نهايته بعد الثورة الإيرانية انصب التركيز على الشيعة (المجوس عملاء إيران) وبعض التقدميين من الطائفتين (العلمانيين عملاء الغرب).
كان القراريص آنداك يستقلون سيارات كريسدا وفيها أريل ( هوائي لهاتف السيارة) وعندهم كشافات مضيئة لكي تمكنهم من قراءة الشعارات السياسية المكتوبة على الجدران وبعضهم عندهم كاميرا لتصوير الشعارات وبيوت المطلوبين حتى يتمكنوا من اعتقالهم. ويستزيد بوكشمة قائلاً بعض هؤلاء القراريص (الجواسيس) موظفين رسميين وبعضهم يعملون بالقطاعة (مهمة واحدة أو فريق واحد أو فترة معينة في مواسم التصيد) أو بالقطعة العشوائية المحوشه (الخردة حسب الصيدة) وبعضهم قنطراز( فريق معين أو مجموعة أهداف أو هدف واحد كبير) وفي الثمانينات تطور التجسس على الهواتف الثابتة إذ تستطيع أن تسمع كحة الطرف الثالث أو تنفسه أو حتى تثائبه وكان المستهدفين يستخدمون كلمات ومصطلحات غريبة للمواربة وفي التسعينات تطور التجسس وتم الاستغناء عن أكثر القراريص العفنين وتم رميهم في سلات المهملات، وتم استبدالهم بالعمالة المحلية (أول عملية بحرنة) أي الشباب والصغار من نفس الفريق(الحي) إذ يتم ترهيبهم وابتزازهم لكي يقوموا بمهمات استخباراتية معينة.. أما بعد موقعة الميثاق (وهي الخديعة التي تشبه موقعة صفين التي تم رفع فيها المصاحف) تطور التجسس التقني بزرع أجهزة التنصت وكاميرات التصوير بالتعاون مع الكيان الصهيوني (بالخش) لتزويدهم بأحدث التقنيات الحديثة في التجسس على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر.
في الختام يستنكر أبو كشمة أن يخرج النشطاء ويستنكرون استخدام نظام تجسس بيغاسوس (كان في البداية يعتقد أنها خلطة من خلطات السوس المستخدم في السلطات والسندويش) ويقول لهم التجسس قديم بقدم القبيلة الغازية واحمدوا ربكم كانوا يراقبونا بواسطة ناس نشم أنفاسهم وريحة آباطهم وحلوقهم العفنة ونصبح ونمسى على أشكالهم الكريهة وأنتم يتجسسون عليكم بدون ما تحسون وبلطافة ونظافة وثانيا كان كلفة القروص سابقا بضعة دنانير واللحين نظام البيغاسوس يكلف أرقام فلكية. لذا يطالب أبوكشمة أن يدفع فرق كلفة التجسس الى كل مناضلي البحرين العتق، وثالثاً يحمدون ربهم إذ تم تحقيق المساواة في التجسس بين المعارضين والمواليين وحتى الطبالة والعقارب منهم.

* "بوكشمة" رجال عادي وبسيط، عقله حصيف وقلبه نظيف وضميره عفيف، يشعر بالغصة وتخنقه العبره لما آل إليه حال بلاد المليون نخلة.