هل يخاف ملك البحرين مصير أنور السادات؟
2022-02-15 - 5:46 ص
مرآة البحرين (خاص): في العام 2014 سقطت نظريّة "الطاعة لولي الأمر" في البحرين سقوطا مدويّا. خرج مجموعة من الشبّان البحرينيين السنّة الّذين انضمّوا للقتال إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي في تسجيلات مصوّرة يهدّدون فيها ملك البحرين بالذبح ويصفونه بالطاغوت الكافر.
دعا المقاتلون المتشدّدون إخوانهم سنّة البحرين علنا إلى التمرّد ضد القبيلة الحاكمة وإقصائها عن الحكم، كما دعوا المنتسبين إلى الشرطة في البحرين إلى التوبة "حكام البحرين قد أشركوا بالله في الحكم".
بعد إسقاط جنسياتهم نشر المقاتلون البحرينيون تغريدات توعّدوا فيها بجز رأس الملك حمد بن عيسى آل خليفة واقتحام البحرين بالمدافع. قالوا إنهم عائدون للبحرين لا بالجوازات، بل بالسيف والدماء، ووصفوا العائلة الحاكمة بـ"الأغبياء".
أحدهم وجّه رسالة إلى عائلة آل خليفة الحاكمة قال فيها "جنود دولة الإسلام في العراق والشام ودولتنا ستتمدد وتتمدد حتى تزيل عروشكم التي بعتم دينكم من أجلها... والله لنمزقنكم أشلاء أشلاء، نتقرب بها إلى الله، والله لن نجلس حتى ندق آخر مسمار في نعوشكم".
من بين هؤلاء كان هناك ضبّاط في أجهزة الأمن البحرينية أبرزهم محمد عيسى البنعلي، الذي أعلنت وزارة الداخلية فصله عن العمل لاحقا!
البنعلي، المعروف بكنيته "أبو عيسى السلمي"، قال "إن حمد عيسى طاغوت كافر ورئيس وزرائه وولي عهده وحكومتهم... إنّهم يكفرون من باب تشريعهم مع الله ما لم يأذن به، ويكفرون من باب طاعتهم للمشرّعين، ويكفرون من باب توليهم الكفار الأصليين والمرتدّين، ويكفرون من باب الامتناع عن الشرائع واستحلال الحرام، ويكفرون من باب الاستهزاء بالدين والترخيص للمستهزئين وحمايتهم".
رُبّما قتل محمد البنعلي، وشقيقه القيادي الرفيع في تنظيم داعش تركي البنعلي، ورُبّما تلاشى تهديد التنظيم الذي ضمّ باعتراف رسمي ما لا يقل عن 100 بحريني، ولكن من ضَمَن للملك أن محمد البنعلي لن يخرج من جديد في صفوف جيشه وحرسه وقواته الخاصّة؟ من طمأن الملك حمد بأن عقيدة داعش هي الأخرى قد قوّضت في صفوف قياداته وحرسه الذين ربّاهم المشير على العقيدة الوهّابيّة؟
من خدع الملك بأن البنعلي لن يُبعث من جديد بين سنّة البحرين، وأنّه مات للأبد، حتّى يتجرّأ على احتضان رئيس وزراء الكيان الصهيوني في المنامة؟ كيف تأكّد بأنّه لا يوجد مواطن أو ضابط سنّي واحد في البحرين يردّد اليوم ذات كلام الضابط محمد البنعلي وهو يراه يعانق نفتالي بينيت؟
لم يحتج الرئيس المصري السابق أنور السادات جنودا متطرّفين عقائديا ليقوموا باغتياله في وضح النهار (1981)، وسط استعراض عسكري ضخم، نظّم (يا للمفارقة) احتفالا بانتصار أكتوبر على إسرائيل في حرب 1973 وعبور الجيش المصري قناة السّويس (احتلّت إسرائيل سيناء وغزّة والضفّة الغربية والجولان في حرب 1967)
في "خريف الغضب" كانت مشاعر كل المصريين بل كل العرب متأجّجة ضد السادات لسنوات طويلة. استقال وزير خارجيته وقاطعت الدول العربية مصر وأخرجتها من الجامعة العربية. قبيل مقتله اضطرّ السادات لسجن مئات الناس من بينهم شخصيات بارزة على رأسهم بابا الأقباط وكذلك الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، لمجرّد إبدائهم المعارضة على زيارته إسرائيل وتوقيعه اتّفاق سلام مع العدو الصهيوني.
في الخطاب الذي ألقاه بالكنيست الإسرائيلي (والمنشور حتى اليوم على موقع الكنيست) يقول السادات "ما الذي يمكن أن يكون أروع من التغلب على الكبرياء الكاذب من أجل هدف عظيم كالسلام".
دفع السادات دمه ثمن كبريائه الكاذب. يقال إنّه رفض ارتداء سترة واقية للرّصاص خلال حضوره العرض العسكري، وكان يبرّر ذلك بقوله "دول ولادي"! لكن أحد أولاده (خالد الإسلامبولي، 26 عاما) وثلاثة آخرين، تصدّوا له وجها لوجه، وبعيون ملؤها الغضب والنقمة على أفعال الخيانة والخنوع والذل، فرّغوا فيه وابلا من رصاص الكرامة!