وزير الدّفاع "الإسرائيلي" بنيامين غانتس: جسر أبراهام

وزير دفاع الكيان المحتل خلال زيارته للبحرين
وزير دفاع الكيان المحتل خلال زيارته للبحرين

بنيامين غانتس - جلف دايلي نيوز - 2022-02-06 - 5:28 م

ترجمة مرآة البحرين: سعت أجيال من الملوك، ذوي الرّؤية، في البحرين والمملكة العربية السعودية إلى إيجاد طرق لرعاية وتقوية العلاقة بين المملكتين. وقد أظهروها عبر رابط مادي -جسر الملك فهد، الذي افتُتِح في العام 1986.
أدّى بناؤه إلى تنظيم التّجارة، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، ودعم الدّفاع الإقليمي. وليس من المفاجئ إذًا، أنّ يجري التّخطيط حاليًا لبناء إضافي هو "جسر حمد، في جزء من برنامج "رؤية 2030"، الّذي وضعه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتطوير المملكة.
إنّ زيارة مملكة البحرين العظيمة هذا الأسبوع شرف كبير بالنّسبة لي -وهي الزّيارة الأولى الرّسميّة لرئيس مؤسسة الدّفاع الإسرائيلية إلى الدّولة الخليجيّة. ومع أنّني لم أجلب معي مُخططًا لمهندس معماري، غير أنّني أتيت وبجعبتي نيّة بناء جسر مفاهيمي بين إسرائيل ومملكة البحرين- وهو "جسر أبراهام".
وبما أنّنا نناقش "مسعى خاصًا بالبنية التحتية" ، فلننظر إلى وحدات البناء. إذ قبل عام واحد فقط، وضع القادة الشّجعان لكلّ من البحرين والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والولايات المتحدة وشركائنا، اتفاقيات أبراهام- الوثيقة التي أعادت تشكيل الأمل في الشرق الأوسط. قطعة الورق تلك، الّتي تحمل خربشات وآمال القادة، خلقت علاقات جديدة بين الناس وفتحت الأبواب للنّمو الاقتصادي والسّياحي والتّبادلات العلميّة والأكاديميّة.
اتخذ جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة خطوة شجاعة. إذ وقّعت إسرائيل والبحرين، وهما دولتان صغيرتان تتمتّعان بروح كبيرة، خلال هذه الفترة الزّمنيّة القصيرة، ثماني مذكّرات تفاهم تتعلّق بالتّمويل والزّراعة والطّيران وغيرها من المجالات المدنيّة، وهي ستعود بفوائد كبيرة على كلا البلدين. قبل عام واحد فقط، لم تكن رحلات طيران الخليج إلى تل أبيب إلّا مجرّد حلم -وآمل الآن أن أراها ملأى بالزّوّار.
لا تتعلّق إنجازاتنا فقط بالمعاملات. نحن نُكَوّن رابطة روحيّة وثقافيّة، تنطلق من إرث المملكة المُتمثّل بالتّسامح والتّكامل مع مجتمعها اليهودي الصّغير لكن المزدهر، وقد امتدّت إلى ما وراء حدود الجزيرة. شهدنا مثالًا قويًا مؤثرًا على ذلك الأسبوع الماضي -لقد تأثّرت بشدّة عند سماعي بأنّ مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي أقام احتفالًا في ذكرى الهولوكوست. ولكوني ابن أحد النّاجين منها، أرى أنّ هذه البادرة مؤثّرة للغاية في التّعبير عن التّقارب المتزايد بين شعبينا.
خلال زيارة هذا الأسبوع، اتّخذنا خطوة تاريخية، وأضفنا طبقة أخرى إلى علاقتنا. وبمباركة جلالة الملك، وقّعنا، وزير الدّفاع البحريني النعيمي وأنا، على مذكرة تفاهم مهمة للتّعاون الدّفاعي البرّي بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل. تضفي هذه الاتفاقية طابعًا رسميًا على علاقتنا الدّفاعية، وتؤسّس إطارًا قويًا يمكننا من خلاله تطوير التّعاون الأمني ​​في المجالات ذات الاهتمام المُشتَرَك.

وانطلاقًا من التّعاون في مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتيّة، والالتزامات العسكريّة، إلى مجموعات العمل المهنيّة والّتبادلات الصّناعية - تُمَكّننا مذكّرة التّفاهم بيننا من ضمان أمن دولتينا والدّفاع عن مصالحنا المُشتَرَكة، مع سعينا إلى تحقيق الاستقرار على نطاق واسع في المنطقة.
يُعَزّز هذا الاتّفاق علاقاتنا ويقرّ برؤيتنا المشتركة للسّلام. ومع أنّنا نتشارك هذه الرّؤية مع أصدقائنا، ومع حليفنا الأقوى، وهي الولايات المتحدة، إلا أنّ كل القوى في المنطقة لا توافقنا الرّأي. ولقد أصبحت شراكتنا، في هذا الإطار، أكثر حيويّة من أي وقت مضى.
أصبحت منطقتنا تزداد تقلّبًا، فالميليشيات المُنَظّمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والمُجَهّزة بالتّمويل والأسلحة المتطوّرة، تشنّ الهجمات على المنشآت المدنية، وتستهدف أرواح الأبرياء. إنّ هذه التّصعيدات خطيرة، وهي تُعَرّض سلام المنطقة وأمنها للخطر.
وكما أنّ دولة إسرائيل تحتفظ بالحق في ضمان أمن مواطنيها وأملاكها وأراضيها، كذلك نقف إلى جانب شركائنا وندعم حقّهم في الدّفاع عن سيادتهم وأمنهم.
بإمكاننا، انطلاقًا من هذا الموقف، السّعي لتحقيق السّلام -وفي حالة إسرائيل، يعني ذلك توسيع التّعاون مع جيراننا، وتعزيز العلاقات مع المُوَقّعين على الاتفاقية [اتفاقيات أبراهام]، والسّعي إلى شراكات جديدة، ومدّ أيدينا إلى الفلسطينيين.
وفي الوقت الّذي أتحضّر فيه لمغادرة المملكة، وأتأمّل ناطحات السّحاب الرّائعة، والمناظر الطّبيعية الخلّابة، أتصوّر الجسر، وأرى دولتين ترسمان مستقبلهما المشترك.
لقد حان الوقت الآن لنعمل معًا لضمان ازدهار شعبَينا في سلام واستقرار. حان الوقت الآن لـ "جسر أبراهام" -جسر السّلام والصّداقة والأمن بين دولة إسرائيل ومملكة البحرين.
قد يقودنا هذا الجسر، في أحد الأيّام، في المستقبل غير البعيد، إلى وجهات جديدة.

النص الأصلي