» تقارير
حسين الهنان: من صفوف التحصيل الديني إلى سجن الحوض الجاف
2012-09-29 - 8:06 ص
مرآة البحرين - أحمد رضي: منذ انطلاق ثورة 14 فبراير/ شباط 2011، قام النظام الحاكم باعتقال العديد من أبناء الوطن بدوافع مذهبية أو سياسية، حيث شملت حملة الاعتقال التعسفي والمداهمات الليلة مختلف شرائح المجتمع (رجال دين، ساسة، أطباء، طلبة ومعلمين وأكاديمين، مهندسين، مهنيين وغيرهم). ومن هذه الكفاءات الشابة الواعدة، يأتي الشيخ حسين الهنان (24 عاماً)، وهو رجل دين من سترة يمارس مهامه الدينية والاجتماعية كشاب مقبل على الحياة بطموح وأمل واعد. ولم يتوقع يوماً أن يكون وراء قضبان السجن، نظراً لعدم استقراره في البحرين، وتكرار سفره للخارج للدراسة الدينية.
وقد تم اعتقاله بتاريخ 6 مارس/ آذار 2012 في الساعة الثالثة فجرا بعد قيام رجال الأمن ومدنيين ملثمين بمحاصرة المنطقة المحيطة بمنزله ومداهمته وتسلق جداره ومحاولة كسر الباب. وأثناء عملية التفتيش قام رجال الأمن بترويع أهله بالقوة المسلحة، ومن ثم اعتقاله مع أخيه الشاب (حسن) ولم يقوموا بإبراز إذن النيابة العامة بالقبض عليه أو تفتيش منزله!
تم اقتياده الشيخ حسين لمبنى التحقيقات الجنائية بالعدلية بسيارة مدنية وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين، مع تعريضه لأشكال من الإهانات الحاطة بالكرامة. وطوال يوم كامل (3:30 فجراً وحتى 6:00 المغرب) قام الملازم الأردني عيسى المجالي بالتحقيق معه بتهمة حرق دورية أمنية بجزيرة سترة تمت بتاريخ 3 مارس/ آذار، وأثناء التحقيق تعرض الهنان للاعتداء بالضرب على ظهره وإيقافه لساعات طويلة بغية تعذيبه، وتهديده بالتعذيب الشديد إذا أنكر التهمة الموجهة له.
وكان أثناء ذلك يسمع صرخات الشاب علي موسى المؤمن نتيجة التعذيب، وبالتالي تم إجباره على توقيع ورقة الاعتراف مكرهاً دون الإطلاع عليها. كما قام رجال الأمن بتصويره وتهديده بالتعذيب في حالة إنكاره لأقواله بالنيابة العامة، وتم منعه من شرب الماء والأكل والصلاة طوال فترى احتجازه.
وتم جلبه لمبنى النيابة العامة (6:00 المغرب) ووضعه بغرفة انفرادية منفصلا عن الآخرين، وأثناء مواجهته للاعترافات أمام وكيل النيابة (الطابق الثاني) أجبر على توقيع إفادة الاعتراف مكرهاً مع تهديد متواصل من قبل رجل الأمن فريد إسماعيل، ودون السماح له بحضور محامي للدفاع عنه. وبعد ذلك تم أخذه لمسرح الجريمة المزعوم وإجباره على تصوير وتمثيل حرق دورية أمنية بمنطقة سترة، واستمر العرض لساعات طويلة حتى الثالثة فجراً. ونتيجة الإعياء والتعب والضرب المتواصل تعرض الهنان لأزمة صحية جعلته يبقى لمدة يوم في مستشفى القلعه التابع لوزارة الداخلية قبل إيداعه بسجن الحوض الجاف.
وحتى هذه اللحظة لا يزال الهنان معتقلاً بسجن الحوض الجاف منذ 6 أشهر، فيما تجاوزت مدة إيقافه الفترة القانونية المقررة. وفي السجن تعرف على باقي المجموعة المتهمة بذات التهمة.
ويعاني الهنان حالياً من ظروف احتجاز سيئة، كما يتم التضييق على أوقات الزيارة العائلية والاتصال بالإضافة لعدم وجود عناية صحية كافية لمتابعة علاجه الطبي أو حتى عرضه على الطبيب الشرعي. والمثير في الأمر بأنه لم يتم السماح له بتوكيل محامي دفاع إلا بعد ثلاثة شهور من اعتقاله، كما لم يسمح له بلقاء محاميه إلا دقائق معدودة قبل جلسات المحكمة، وتم تمديد فترة إيقافه لست مرات متتالية وسط غياب الضمانات العادلة للدفاع عن نفسه.
الشيخ حسين الهنان طالب علوم دينية، يشتاق لعودته لصفوف الدراسة بالخارج، وخدمة دينه ووطنه عبر المساهمة الجادة في البناء الفكري والثقافي للمجتمع. وجل ما يطالب به هو الإفراج العاجل عنه وإسقاط التهم المنسوبة له ظلماً، والرجوع لأسرته لكونه متزوجا وله بنت (8 شهور) يحرص على تربيتها في بيئة مستقرة اجتماعياً.
اقرأ أيضا
- 2024-11-25هل تُقفل السلطة ملفات الأزمة في ديسمبر 2024؟
- 2024-11-13صلاة الجمعة.. لا بيع أو شراء في الشعيرة المقدّسة
- 2024-11-13ملك المستعمرة أم ملك البحرين: كيف تتعامل المملكة المتحدة مع مستعمرتها القديمة؟ ولماذا لم تعد تثير أسئلة حقوق الإنسان على فارس صليبها الأعظم؟
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة