وداعاً سمر الحاج وشكراً لكِ.. ستذكُركِ البحرين دائمًا
2022-01-13 - 7:08 م
مرآة البحرين (خاص): رحلت اليوم الخميس 13 يناير 2022، سمر الحاج (1963 ـــــ 2021) ، اللبنانية التي ناضلت بالكلمة والحب لأجل شعب البحرين. رحلت الداعمة بصدق أهل المنامة ومطالبهم منذ العام 2011 حتى آخر يوم في حياتها، لم تطلب جزاءً ولا شكورا.
أمثال سمر الحاج، يجب ألا تنساهم الذاكرة البحرينية، ففي زمن القهر والظلم، تظهر لآلىء من رجال ونساء، يقفون مع المظلومين، يرفعون الصوت في هذا العالم الذي أصبح كغابة تحكمها الوحوش، وتغيب عنها أصوات العدل والإنصاف.
منذ الصباح نعتها صديقتها المحامية مي خريش قائلة "رحلت المناضلة التي لا تتأخر في الدفاع عن المظلوم وهي التي ذاقت طعم الظلم والتجني".
ولأنها ذاقت طعم الظلم والتجني، حينما تم اعتقال زوجها اللواء علي الحاج مدير جهاز الأمن الداخلي الذي اعتقل منذ العام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري، حتى أبريل 2009، كانت هي حاملة لواء الدفاع عن زوجها وعن ثلاثة ضباط آخرين تم اعتقالهم ظلمًا، وقد انتصرت بالإفراج عن زوجها وزملائه وتبرئتهم من تهمة شهداء الزور.
سمر التي ذاقت طعم الظلم والتجنّي والاستهداف، واصلت حمل لواء الدفاع عن المظلومين من أهل بلادها، وأهل فلسطين، وكذلك عن شعب البحرين الذي عرفها بمواقفها الثابتة غير المترددة في نصرتهم.
يمكن تذكّر الكثير والكثير من المواقف، فحينما أوغل النظام في قمع الشعب، رفعت صوتها قائلة "ليس هناك هوية للنظام البحريني، والشرطي الذي يدهس الناس في البحرين ليس بحرينيا بل هو مرتزق وداعشي ببدلة عسكرية".
وحينما تم اتهام أمين عام جمعية الوفاق بتهمة التخابر صرّحت "عندما يتهم الشيخ علي سلمان بالاستقواء بالخارج فهذه مهزلة المهازل"، بمرارة كانت تقول "تهمة التخابر يجب أن تطلق على من يتعامل مع إسرائيل".
لم تنسَ أبداً التضامن مع أكثر من يعانون بيننا، إذ أكّدت في أحد اللقاءات إنّ "أبناء الشهداء والمعتقلين هم وقود لاستمرار الثورة".
تعاملت الراحلة بحبّ و عدلٍ وإنصاف مع شعب البحرين ومطالبه السياسية. لم تدر ظهرها لهم لأن أغلبيتهم من غير طائفتها كما فعل غيرها. ويشهد لها كل النشطاء الذين تعاملوا معها، كيف كانت صادقة الودّ والدعم، لم تبخل يوماً بموقف ولم تتأخر عن المشاركة لنصرة الضحايا.
تحدثت عن التمييز الحاصل في البحرين دون تردد، وظهرت في مشاركات تلفزيونية كثيرة مناصرة لشعب البحرين، داعمة للشخصيات الوطنية التي تقدمت الحراك البحريني، لم تفرّق بين شيعيّهم وسنيّهم.
نعاها منتدى البحرين لحقوق الإنسان مذكرا بصوتها الصادق"بخالص العزاء لعائلة الناشطة اللبنانية الإعلامية سمر الحاج التي توفيت صباح اليوم بعد صراع مع المرض؛ لقد كانت صوتا صادقا في إدانة الانتهاكات الحقوقية ضد البحرينيين".
كتب عديدون وتذكروا المواقف الجريئة التي أطلقتها الحاج، فقد نعاها الرئيس اللبناني السابق إميل، واصفًا إياها بأنها "كانت رمزاً للنضال".
عضو المكتب السياسي لتيار المردة فيرا يمين، كتبت نعياً عبر منصة تويتر "حملت أوجاعك ومشيتِ تاركةً كثيرا من حبّ وفائضاً من صبر ونماذج من نضال وإيمان". الإعلامية اللبنانية سمر أبو خليل، نعتها "حزني كبير على امرأة اعتنقت النضال حتى الموت وعلى صديقة تبثّ الأمل وتتبنّى التفاؤل".
لقد أنارت سمر الحاج عتمة الوحشة والوحدة التي عاشها ويعيشها أهل البحرين، ولكل ذلك لن ينساها الناس، سوف يتذكرونها ويترحمّون عليها دائما.
وداعاً سمر الحاج، وشكراً لك.