براين دولي: على إدارة بايدن التحرك لإنهاء عقد من الآلام في البحرين

احتفل ملك البحرين في العام 2016 بالانتهاء من تنفيذ توصيات تقرير بسيوني على الرغم من عدم حصول ذلك فعليًا
احتفل ملك البحرين في العام 2016 بالانتهاء من تنفيذ توصيات تقرير بسيوني على الرغم من عدم حصول ذلك فعليًا

براين دولي - موقع هيومن رايتس فيرست - 2021-11-24 - 11:12 م

ترجمة مرآة البحرين

قبل عشرة أعوام تحديدًا، كنت أجلس في قصر ملكي بحريني وأشهد حدثًا غير اعتيادي. كان محامٍ دولي، عيّنه ملك البحرين للتحقيق في ردّ فعل الحكومة على انتفاضة مؤيدة للديمقراطية في أوائل العام 2011 ، يعلن النتائج التي توصل إليها في جلسة علنية للغاية.

 كان هناك المئات من الأشخاص في قاعة ضخمة، وكُنّا نستمع إلى الخبير القانوني الدولي شريف بسيوني وهو يخبر المجتمعين أنّه نعم، اعتقلت قوات أمن الملك الأشخاص وعذبتهم بشكل خاطئ. لم تكن هذه على الأرجح النتيجة التي توقعها الملك عندما فوّض بالدراسة، وجلس على عرشه في صمت محرج، يتأمل حذاءه، عندما ظهرت الحقيقة المروعة.

أكد تقرير بسيوني، أي تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق (BICI)، ما وثّقته منظمة هيومن رايتس فيرست ومنظمات غير حكومية دولية أخرى طوال العام 2011 - أنه تم اعتقال آلاف الأشخاص في حملة القمع التي شنّتها الحكومة ضد الاحتجاجات، وكان هناك تعذيب ممنهج أثناء الاحتجاز، وقُتِل العشرات في الشوارع.

ارتبك مسؤولون في الحكومة البحرينية عند الكشف عن هذه الحقائق. ردّ الملك أخيرًا، مؤكدًا لنا أنه "شعر بالحزن" عندما علم أن قواته الأمنية ارتكبت هذه الأعمال، وأنّه يجب ألّا تتكرر مرة أخرى. وقال إنه سيتم استبدال المسؤولين المتورطين ومحاسبتهم. ولمنع تكرار مثل هذه الكارثة، تعهد بتنفيذ كافة التوصيات الواردة في التقرير.

تضمن التقرير روايات مفصلة عن تعذيب عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان، بمن في ذلك عبد الجليل السنكيس، الأكاديمي والناقد السلمي للحكومة. ووثّق [تقرير بسيوني] أنه "في 17 آذار/مارس 2011، دخلت قوات الأمن منزل الشاهد وسحبته من سريره، وصَوّبت الأسلحة إلى رأسه". وفي مركز الشرطة، تعرّض للتهديد والترهيب، بما في ذلك "ابنتك تتعرض للاغتصاب".

وفصّل التقرير تعذيب الحكومة البحرينية وإهانتها للسنكيس: "لقد تعرض للإيذاء اللفظي والتحرش الجنسي [...]. وضُرِب بالأيدي والأحذية". وأجبره عناصر الشرطة على "لعق أحذيتهم وتنظيفها بوجهه. وقد وضع رجل مسدسًا في فمه وقال: "أتمنى لو أستطيع أن أفرغه في رأسك"".

وأضاف التقرير أن عناصر الشرطة "أخذوا عكازيه الخشبيين بعيدًا وجعلوه يقف على ساق واحدة لفترات طويلة. ركلوه على ساقه السليمة حتى سقط على الأرض. وكان يُضرَب بحذاء وبالهراوات كل ليلة، وأصيب نتيجة لذلك بجروح في ضلعه الأيسر. وقد تم الضغط بعكازه على أعضائه التناسلية، وكان يُجبَر على ترديد النشيد الوطني كلما فُتح الباب الرئيسي" وغير ذلك من الإهانات.

ووثّق التقرير أيضًا تعذيب المدافع البارز عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة، الذي اعتُقِل في 8 أبريل/نيسان 2011. كسروا فكه واحتاج إلى إجراء عملية جراحية كبيرة لأربعة عظام مكسورة في وجهه.

في المستشفى، "عُصبت عيناه طوال الوقت، وظلّ مقيد اليدين إلى الفراش ... هدّده عناصر الأمن في المستشفى بالاعتداء الجنسي والإعدام. كما وجّهوا تهديدات جنسية إلى زوجته وابنته ... بعد ثمانية أيام من الجراحة، بدأوا بضربه بشكل منتظم ليلاً. شتمه حراس مُقَنّعون وضربوه على رأسه ويديه، ما تسبب بحصول تورم. أدخلوا عصا في شرجه. كما تعرض للضرب على أخمص قدميه"، وللإذلال بطرق أخرى.

لم تتحقق وعود الملك العلنية بالإصلاح. كان على الخواجة والسنكيس مواجهة محاكمة جماعية غير عادلة مع مجموعة من المعارضين الآخرين. حُكِم على كِليهما بالسجن مدى الحياة وهما لا يزالان يقبعان في السجن. وقد أضرب السنكيس عن الطعام منذ شهور بعد أن صادرت إدارة السجن أبحاثه الأكاديمية حول اللغة والثقافة البحرينية.

منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011، سُحِقَت المعارضة السلمية في المملكة، وأُجْبِرَت الصحيفة الوحيدة المستقلة على الإغلاق. استُؤنِفَت عمليات الإعدام. وبعد دعوة المنظمات غير الحكومية الدولية لحضور العرض الكبير في القصر، استُبعِد جميع باحثي حقوق الإنسان تقريبًا، بمن فيهم أنا، من البلاد.

مع تدهور سجل البحرين في مجال حقوق الإنسان بشكل أسوأ مما كان عليه قبل عشر سنوات، فشلت واشنطن إلى حد كبير في الضغط على البحرين لتحسينها. وفي حين  تحدث بعض أعضاء الكونغرس، ولا سيما جيم ماكغفرن (النائب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس)، بإصرار ضد الانتهاكات في البحرين، فشلت سلسلة من الإدارات الأمريكية [المتعاقبة] في ممارسة الضغط العام اللازم لإحراز تقدم. والأسوأ من ذلك أن الولايات المتحدة تواصل تزويد النظام بالسلاح.

بعد عقد من الآلام، حان الوقت لكي تحث إدارة بايدن علنًا حليفتها العسكرية، البحرين، على إطلاق سراح السنكيس والخواجة وغيرهما من المعارضين السلميين الذين ما زالوا في السجن. رشّحت الإدارة ستيف بوندي ليكون سفيرًا لها في البحرين. قبل أن يؤكد مجلس الشيوخ الأمريكي حصوله على هذا المنصب، يجب على أعضائه الإصرار على أنه والإدارة، سيلتزمان بالضغط من أجل إطلاق سراح المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين.

النص الأصلي