» تقارير
اغتيال سجين «الأمعاء الخاوية»:جلاد وأحد وكلاء النيابة العامة يغتصبون الاعتراف
2012-09-25 - 12:38 م
رئيس جهاز الأمن الوطني خليفة بن عبدالله آل خليفة
تكشف (مرآة البحرين) في هذا التقرير عن عملية اغتيال معنوي يقوم بها رجال المهمات القذرة، رجال جهاز الأمن الوطني ضد أحد الشباب الناشطين المعتقلين، بعد أن اقتربت مرحلة الإفراج عنه.
مرآة البحرين (خاص): المعتقل (م. ي. م) البالغ من العمر 30 عاماً، من أهالي إحدى بلدات القرى المجاورة للبلاد القديم. (م.م) يتوفر على نشاط ديني وسياسي معتدل يمتد لأكثر من عشر سنوات، واضطرت وزارة الداخلية في ذروة حركة اللجان النوعية التي أطلقها المناضل عبدالهادي الخواجة في العام 2004، إلى توظيف عدد من الشباب العاطل كان أحدهم (م.م) الذي عمل في وظيفة مدنية وتحديداً في وزارة الداخلية.
بسب مشاركته في ثورة 14 فبراير 2011 تم استهداف (م.م)، فاعتقاله في يوم 27 من شهر مايو الماضي إلى جانب عشرة شبان آخرين من البلدة، تم اتهامهم بتنظيم فعالية "الأمعاء الخاوية" التي ناصرت المناضل المضرب عن الطعام في ذلك الوقت عبدالهادي الخواجة، وهذه الفعالية كانت على الشارع الممتد من بلدتي السهلة الجنوبية والشمالية وصولاً إلى منطقة السلمانية وهو الشارع المعروف بـ"خط النار".
تعرض (م.م) ومن معه لتعذيب وحشي، وتم اغتصاب اثنين من المعتقلين في هذه القضية اغتصابا جنسياً، ووقع الجميع على أوراق اعتراف بعد جولات مورست خلالها بحقهم أنواع التعذيب والانتهاكات.
تمّ توقيف (م.م) ومن معه 60 يوماً، ثم جدد لهم 45 يوماً، وأيضاً تم التجديد لهم فترة التوقيف 45 يوماً أخرى، ليصل مجموع أيام توقيفهم إلى 137 يوما. وبعد الإفراجات التي حدثت مؤخراً لبعض المتهمين من الذين أطلق سراحهم مع استمرار محاكماتهم، صار من المتوقع بحسب المحامين أن يتم الإفراج عن متهمي قضية "الأمعاء الخاوية" مع استمرار محاكمتهم. لكن ما لم يكن بالحسبان ما خططت له وزارة الداخلية!.
في يوم 20 من شهر سبتمبر الماضي، تم استدعاء (م.م) من سجن الحوض الجاف إلى إدارة التحقيقات الجنائية، واختفى لمدة يومين تقريباً هناك، وباءت كل محاولات معرفة أوضاعه بالفشل، لتتم إعادته إلى سجن الحوض الجاف بعد فترة منهكاً، وجسمه مليء بآثار الضرب والتعذيب الوحشي، والأكثر من ذلك كانت نفسيته متعبة ومنهكة تماماً.
تم تعذيب (م.م) المتزوج منذ أعوام ولديه ثلاثة أبناء. وأجبر من الجلادين وبمعاونة أحد وكلاء النيابة العامة على الاعتراف بأنه اغتصب فتاةً في عام 2007 جنسيًا تحت تهديد السلاح ومن ثم سرقتها!
أنكر (م.م) التهمة، فتمّ تعذيبه فاعترف أمام الجلادين، أخذوه للنيابة العامة فأنكر أمام وكيل النيابة التهمة، فقال لهم الوكيل: ارجعوه، عادوا به لمبنى التحقيات، كانت وجبات التعذيب أكثر قسوة وضراوة على جسده، فعاد للاعتراف، حملوه للنيابة وهم يهددون بقتله إن عاد للإنكار، لكن (م.م) فعلها وأنكر أمام وكيل النيابة الذي خاطبه قائلاً: ليس أمامك إلا الاعتراف وقّع فقط، لكن (م.م) أصر على الإنكار، فتمت إعادته لمبنى التحقيقات لينال من التعذيب الشرس ما فاق كل صبره وجَلَده، صرخ بهم: من هي هذه الفتاة؟ فلم يجبه أحد، قال مجدداً: كل الفحوصات التي أجريتها عند توظفي لوزارة الداخلية كانت في يدكم، من الحمض النووي (D N A ) إلى دمي، إلى كل شيء، فلماذا لم تتهموني حينها، وتقولون لي الآن إن تحليل الحمض النووي أثبت أني اغتصبت فتاةً؟، تواصل الضرب، صمد (م.م).. لكنهم ابتزوه بما لا يستطع الصمود أمامه.. سنحضر زوجتك!، انهار أمامهم فهو يعرف قذارة هؤلاء الجلادين، وعادوا به منهكاً أمام وكيل النيابة العامة الذي ابتسم ابتسامة ساخرة عندما وقع (م.م) على أوراق الاعتراف أمامه.
هكذا، يستمر مسلسل استهداف النشطاء والميدانيين، خارج السجن، وداخل السجن، لا شيء خارج الاستهداف في مملكة القمع.
وللحديث بقية..