"الأرض الموعودة": لماذا دعمت الولايات المتحدة حكام البحرين في العام 2011؟

قمع المعارضة في البحرين في العام 2011 (أرشيف)
قمع المعارضة في البحرين في العام 2011 (أرشيف)

باراك أوباما - كتاب "الأرض الموعودة" - 2020-11-25 - 11:15 م

ترجمة مرآة البحرين 

في داخل البيت الأبيض، ناقشنا كثيرًا التحديات طويلة الأمد التي تواجه شمال أفريقيا والشرق الأوسط. مع فشل الدول البترولية في تنويع اقتصاداتها، تساءلنا ما الذي سيحدث في حال نضبت عائداتها النفطية. أسفنا للقيود المفروضة على النساء والفتيات -التي أعاقت قدرتهن على الذهاب إلى المدرسة أو العمل، أو حتى في بعض الحالات، قيادة السيارة. لحظنا النمو المتوقف وتأثيره غير المتناسب على الأجيال الشابة في الدول الناطقة باللغة العربية: فالأشخاص الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين يشكلون حوالي 60  بالمائة من السكان ويعانون من معدلات بطالة [تبلغ] ضعفها في بقية العالم.

والأهم من ذلك كله، قلقنا بشأن الطبيعة الاستبدادية والقمعية لكل حكومة عربية تقريبًا -ليس فقط على مستوى الافتقار إلى الديمقراطية الحقيقية، ولكن أيضًا لحقيقة أن أولئك الذين كانوا في السلطة بدوا غير خاضعين للمساءلة تمامًا أمام الشعب الذي حكموه. حتى مع اختلاف الظروف من بلد إلى آخر، أحكم غالبية هؤلاء الزعماء قبضتهم [على السلطة] من خلال صيغة قديمة: المشاركة والتعبير السياسيين المُقَيّدين، والتخويف والمراقبة من قبل الشرطة أو أجهزة الأمن الداخلي، والأنظمة القضائية غير الفاعلة، وعدم كفاية إجراءات الحماية القانونية، وانتخابات مزورة (أو غير موجودة)، وجيش مُحَصّن، ورقابة شديدة على الصحافة، وتفشي الفساد. كان عدد من هذه الأنظمة قائمًا لعقود من الزمن، متماسكًا من خلال النداءات القومية، والمعتقدات الدينية المشتركة، والروابط القبلية، والعلاقات العائلية، وشبكات المحسوبية. كان من الممكن أن يكون خنق المعارضة المقترن بالجمود الواضح كافيًا لإبقائها [الأنظمة] مستمرة لبعض الوقت. لكن على الرغم من أن وكالات استخباراتنا ركزت بشكل أساسي على تتبع أعمال الشبكات الإرهابية، ولم يكن دبلوماسيونا دائمًا متفقين مع ما كان يحدث في "الشارع العربي"، إلا أنه بإمكاننا رؤية مؤشرات على تنامي الاستياء بين عامة العرب -والذي، نظرًا للنقص في المنافذ الشرعية للتعبير عن مثل هذا الكبت، يمكن أن يجلب المتاعب. أو، كما قلتُ لدينيس بعد عودتي من زيارتي الأولى للمنطقة كرئيس: "في وقت ما، في مكان ما، ستنفجر الأمور".

ما الذي يجب فعله بهذه المعلومات؟ هنا تكمن المشكلة. على مدى نصف قرن على الأقل، ركزت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بشكل خاص على الحفاظ على الاستقرار، ومنع الاضطرابات في إمداداتنا النفطية، ومنع القوى المعادية (السوفييت أولًا، ثم الإيرانيين) من توسيع نفوذها. بعد الحادي عشر من سبتمبر / أيلول، حلّت مكافحة الإرهاب في الصدارة. وفي سعينا وراء كل من هذه الأهداف، جعلنا المستبدين حلفاء لنا. على الرغم من كل شيء، كان من الممكن توقع [تصرفاتهم]، وكانوا ملتزمين بالسيطرة على الأمور. لقد استضافوا قواعدنا العسكرية وتعاونوا معنا في جهود مكافحة الإرهاب. وبالطبع، أنجزوا الكثير من الأعمال مع شركات أمريكية. اعتمد الكثيرون من جهاز أمننا الوطني في المنطقة على تعاونهم، وفي كثير من الحالات، أصبحوا متشابكين تمامًا مع أجهزتهم. في كثير من الأحيان، يظهر تقرير للبنتاغون أو وكالة المخابرات المركزية، يوصي بأن تولي سياسة الولايات المتحدة مزيدًا من الاهتمام لقضايا الحكم وحقوق الإنسان عند التعامل مع شركائنا في الشرق الأوسط. لكن بعد ذلك، سيقدم السعوديون نصيحة أساسية تمنع تحميل عبوة ناسفة على طائرات الشحن المتجهة إلى الولايات المتحدة، أو ستثبت قاعدتنا البحرية في البحرين أنّ دورها حاسم في إدارة نزاع تأجج مع إيران في مضيق هرمز، وستحال هذه التقارير [تقارير البنتاغون والمخابرات المركزية الأمريكية] إلى ذيل قائمة الأولويات. لدى حكومة الولايات المتحدة، قوبِل احتمال أن يؤدي نوع من انتفاضة شعبية إلى إسقاط أحد حلفائنا تاريخيًا بالتسليم: بالتأكيد، من المحتمل أن يحدث ذلك، بالطريقة ذاتها التي سيضرب بها إعصارٌ سيئ ساحل الخليج أو ستضرب بها هزة كبيرة كاليفورنيا. ولكن نظرًا لعدم قدرتنا بالضبط على تحديد الزمان أو المكان، وبما أنه لم يكن لدينا الوسائل لوقفه بأي حال، فإن أفضل شيء نفعله هو إعداد خطط الطوارئ والاستعداد لإدارة نتائجه.

أحببتُ أن أعتقد أن إدارتي قاومت مثل هذه القدريّة. بناءً على خطابي في القاهرة، استخدمت المقابلات والملاحظات العامة لحث حكومات الشرق الأوسط على الاستماع لأصوات المواطنين المطالبين بالإصلاح.

 

ص 633-634 من كتاب "A Promised Land" للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما