همروجة الكذب الرنّان في البحرين ورّط وسائل إعلام دولية مع « لواء قاسم سليماني»

2020-09-21 - 10:19 ص

مرآة البحرين (خاص): يعلّق أهل بلاد الشام على اختلاط الأشياء وضجيجها وجعجعتها، تعبيراً مميزاً هو "همروجة"، وهو تعبير مأخوذ من أصل عربي فصيح، فالهَمْرَج في اللغة العربية هو اللّغط والاختلاط والالتباس.
وهذا بالضبط ما حدث يوم أمس الأحد 19 سبتمبر 2020، إذ صبّح أهل البحرين على مانشيت مزلزل رنّآن لصحيفة أخبار الخليج وأسفله تقرير توحي صياغته وكأن كاتبه ينقل معلومات عن وزارة الداخلية، أعلنت الصحيفة عن إحباط ما قالت إنه «مخطط إرهابي ضخم كان يستهدف تفجير عدد من المنشآت العامة والأمنية في البحرين».
وذكرت إن تحريات وزارة الداخلية «كشفت عن شروع عدد ممن وصفتهم بالعناصر الإرهابية بإيران في تشكيل تنظيم جديد باسم: سرايا قاسم سليماني».
هذا نموذج واحد من نماذج إعادة إنتاج الكذب الممتد منذ العام 2011 حتى الآن، كذب مصدره واحد، هو أضابير وزارة الداخلية التي تتحول إلى ملفات تحقيق في النيابة العامة، ويوقع في خانة الاعتراف فيها مواطنون تم اعتقالهم وتعذيبهم بوحشية، وثقتها تقارير منظمات عالمية لحقوق الإنسان.
الجديد هذه المرة أن صحيفة أخبار الخليج وهي واحدة من أدوات الكذب الرسمية، كشفت واقع وسائل إعلام المنطقة خصوصا وسائل إعلام حلفاء البحرين.
همروجة كذب واحدة، ولم تقعد بعدها الدنيا عند وسائل الإعلام الرئيسية في المنطقة، بلبلة وضجيج الخبر الرنّان طاف في كل مكان، بدءاً بقنوات العربية والجزيرة، والإخبارية السعودية، بعدها راح مراسل رويترز الكسول ينقل الخبر ليتردد صداه في أنحاء العالم عبر مختلف وسائل الإعلام ، التي راح العديد منها يحاصر وزارة الداخلية البحرينية بطلبات التعليق والتصريح، لتضطر الوزارة بعدها للاعتراف بأن: الخبر قديم وأن التفاصيل جرى نشرها بشكل غير دقيق.
وقالت الداخلية في تصريح رسمي «بناء على ما تلقاه الإعلام الأمني بوزارة الداخلية من تساؤلات واستفسارات بشأن ما نشرته صحيفة أخبار الخليج في صدر صفحتها الأولى الأحد 20 سبتمبر 2020 بعنوان: إحباط مخطط إرهابي كبير. نود توضيح أن القضية المشار إليها ، تعود إلى بداية العام الجاري 2020 وهي منظورة حاليا أمام المحكمة المختصة ، ومن ثم فإنها ليست بجديدة ، كما أن نشر تفاصيل القضية بشكل غير دقيق وبهذا الأسلوب ، يؤثر على سيرها أمام المحكمة وكان الأحرى بالصحيفة مراعاة الإطار الزمني الصحيح والواقعي وفي هذا السياق فإننا نهيب بكافة وسائل الإعلام الالتزام بالمعايير المهنية المعمول بها في هذا المجال».
وأضافت وزارة الداخلية أن «طريقة العرض الصحفي ، أحدثت حالة من اللبس والبلبلة محليا وإقليميا ، مؤكدين أن الأجهزة الأمنية ملتزمة بأداء واجباتها في حفظ أمن الوطن»
لم تذيّل الوزارة تصريحها بأنها «تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية» وهي العبارة التي كان يجب أن ينتهي بها البيان، لكن أخبار الخليج ليست سوى أداة من أدوات صناعة هماريج الكذب، لذلك لا حساب ولا عقاب، القانون في البحرين ليس مسطرة واحدة يقاس بها الجميع.
المضحك أن أخبار الخليج قامت بنشر تعليق وزارة الداخلية وتوضيحها، لكن التقرير بقي يطوف العالم باسم رويترز، والجزيرة، والعربية، وسي إن إن عربية.