"كورونا" يفتك بالبحرين: 35 ألف إصابة و124 وفاة... والناس يدفنون موتاهم تحت ستار الظلام
2020-07-18 - 1:03 ص
مرآة البحرين (خاص): تحت ستار الظلام، دفنت البحرين المزيد من ضحايا وباء كورونا مساء يوم أمس، في جو خيّم عليه الحزن والخوف.
في المشهد الحزين الذي التقطته كاميرات الفيديو لأوّل مرّة، وبثّه حساب إخباري متخصّص، ظهر مجموعة من الرجال في إحدى المقابر وهم يشاركون في تشييع جثامين أعزّائهم. بالحسرة والألم على وجوههم، صلّى الرجال الملثّمون على الجثامين وهي معزولة داخل سيّارات نقل الموتى، بلا طلّة أخيرة ولا وداع!
وتوفّي 4 مرضى يوم أمس و6 يوم أمس الأول، في البلاد التي يفتك بها المرض منذ أشهر دون توقّف. 35 ألف إصابة بارتفاع بلغ 5000 خلال أسبوع واحد فقط. و124 وفاة بارتفاع بلغ 20 وفاة خلال الأسبوع ذاته.
85% من وفيّات كورونا في البحرين (104 حالات وفاة) وقعت خلال شهر ونصف فقط
ووسط هذه الأرقام المفزعة في هذا البلد الصغير، يظل السؤال المحيّر: لماذا مات كل هذا العدد في ظرف زمني قصير جدا بالنسبة لكل أمد الوباء (85% من الوفيّات وقعت خلال شهر ونصف من أصل 5 أشهر (30% من إجمالي عمر الوباء في البحرين))؟ ما الذي يحدث داخل المستشفيات ومراكز العزل، وهل هناك ثمّة سياسة جديدة في التعامل مع الحالات التي تدخل غرف العناية؟
على صعيد دول الخليج، تسجّل البحرين ثاني أكبر معدّل وفيّات بالنسبة لعدد السكّان (71 وفاة لكل مليون نسمة)، وذلك بعد الكويت، وعلى صعيد العالم فنحن لا زلنا ثاني أكبر دولة بعد قطر في معدّل الإصابات بالنسبة لعدد السكّان (بين الدول ذات الثقل السكّاني الذي يزيد عن 100 ألف).
مؤشر الحالات اليومية... يرتفع كثيرا ويهبط قليلا ثم يرتفع أكثر!
مؤشّر الأرقام في البحرين بقي في تصاعد ولكن بشكل متأرجح. ترتفع الأرقام كثيرا ثم تهبط قليلا لترتفع أكثر بشكل جنوني طوال شهرين. هذا الأسبوع كان متوسّط عدد الحالات 518، مرتفعا عن الأسبوع الماضي (502)، في حين بلغ أعلى متوسّط أسبوعي للحالات 563 نهاية يونيو/حزيران الماضي.
مجموع المرضى البحرينيين هذا الأسبوع كان 1621 (حوالي 45% من مجمل الحالات). في الإحصاءات التفصيلية التي بدأت تنشرها وزارة الصحّة لأوّل مرة، تبيّن اكتشاف 40 حالة قادمة من الخارج، 955 تم فحصهم بعد ظهور أعراض، 1720 مخالطين، 774 اكتشفوا عبر حملات الفحص العشوائية.
90 مريضا يصارعون الفيروس القاتل في غرف العناية القصوى، بينما تجاوز عدد فحوصات كورونا التي أجرتها الدولة 700 ألف فحص.
رسم بياني يظهر تراجع عدد الحالات القائمة (في وقت واحد) بشكل ملحوظ
مؤشّر واحد فقط بدأ بالهبوط تدريجيا هو مؤشّر الحالات القائمة، إذا تراجع إلى 4152 بعد أن كان قد وصل إلى 5723 منتصف يونيو/حزيران الماضي.
وبينما تتزايد الشكوك حول إمكانية إحياء موسم عاشوراء الديني، وسط تأكيد رجال دين معروفين على أنّهم لم يدعوا لإقامته، قررت السلطات الاستمرار في إغلاق المساجد ومنع العبادات الجماعية. وفي تطوّر متّصل، فرضت الحكومة على المسافرين (القادمين للبلاد) التكفّل بقيمة الفحص الطبي الإجباري.
هذا ولم يعقد الفريق المكلّف بالتصدّي لوباء كورونا أي مؤتمر صحافي هذا الأسبوع على غير عادته، في حين عقدت اللجنة التنسيقية اجتماعها يوم أمس الخميس برئاسة ولي العهد، دون الخروج بأية قرارات أو تفاصيل، رغم أنّها ناقشت "آخر مستجدات التعامل مع فيروس كورونا".
الحالات التي كشفتها الوزارة بيّنت مدى التجاوزات للإجراءات الاحترازية، سواء وسط العوائل أو محال العمل. جد ينقل الفيروس إلى 13 فرد من عائلته منهم أحفاده. عامل أجنبي ينقل المرض إلى 7 من زملائه في العمل، ويُكتشف صدفة (فحص عشوائي). مخالطة في العمل بين بحريني مصاب وزملائه تنشر الفيروس في 5 منازل.
بحريني يحضر مجلس عزاء عائلي ويتسبب بإصابة 26 من أفراد العائلة بالفيروس، بما فيهم أجداد وأحفاد من 9 منازل مختلفة. بحريني ينقل الفيروس لزوجته وزوجته تنقله لزميلتها في العمل وهكذا إلى 11 فردا من عائلة الزميلة وعاملة منزلية (في 4 منازل مختلفة).
إجمالي حالات كورونا في البحرين حتى 14 يوليو 2020
وسط هذا الجو المحزن والكئيب، شكّك مواطنون في أداء الحكومة وأسلوب تعاملها مع الوباء، ووصفوه بالمتردّد والمتهاون، وتساءلوا ما إذا كانت أصلا تريد لأسباب غير معلنة أن يستمر هذا الوضع لوقت أطول، في حين دعا البعض إلى إجراءات أشد مثل حظر تجوال جزئي، لحفظ الأنفس.
14 مليون إصابة وحوالي 600 ألف وفاة بفيروس كورونا في العالم حتى اليوم. الضغوطات أجبرت أخيرا الرئيس الأمريكي ترامب على لبس الكمّامة خلال ظهوره العلني، في حين أظهرت الفحوصات عدم تشافي الرئيس البرازيلي (الذي استهان بالمرض بشدّة) من إصابته بالفيروس حتى الآن.
ورغم أن الحكومة في البحرين أصدرت قرارا يلزم المواطنين بارتداء الكمّامة في كل الأماكن وفي كل الأوقات وفرضت عقوبات على المخالفين، لكن ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، لا زال لا يعترف بهذه القرارات ولا بغيرها. هكذا ظهر رأس الدولة في زيارته للجيش يوم أمس الأوّل، عارٍ من كل كمّامة!
ملك البحرين خلال زيارته مقر القيادة العامة لقوة دفاع البحرين - 15 يوليو 2020