التعليق السياسي: عقال النائب (كوهيجي)
2020-04-03 - 12:02 م
مرآة البحرين (خاص): حركة استعراضية تافهة وخاطئة، استعراضية لأنها تمت بشكل تمثيلي أمام كاميرات الإعلام، وتافهة لأنها بلا قيمة ولا مضمون، وخاطئة لأنها تُعطي عكس معناها العرفي.
وفق ذلك كله، تحمل مضمونًا فيه تزلف وتوحش، تزلف للسلطة السياسية وتوحش للناس، وهذا مضاد تمامًا لمفهوم النيابة الشعبية الذي يفترض أن تكون مراقبة للسلطة السياسية لا مادحة ومتزلفة، وممثلة ومدافعة عن الناس لا مهددة بقطع رقابهم.
لكن من أين جاء خطاب التوحش لهذا النائب الذي يُعرّف نفسه في سيرته الذاتية بأنه رئيس لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمركز المنامة لحقوق الإنسان؟
يقول النائب في سيرته الذاتية أنه في الدور الثاني من انتخابات دائرته الأولى بالمحرق تعرض لحملة "تطرقت لإدعاء بعض المشاكل الأسرية التي واجهها الكوهجي وإنكار نسب".
ما الذي تخبرنا به (ويكيبيديا) عن (كويهج) التي ينتسب إليها سعادة النائب، تقول
"اشتهرت قرية كوهيج بمدارسها الدينية، ولهذه القرية الفضل في نشر العلم والدين في بلاد فارس كلها، وقد زار هذه القرية الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب".
(محمد عبدالوهاب) لعلها كلمة السر التي تفسر تهديدات سعادة النائب بقطع الرؤوس، يمكن الاعتراض بالسيرة التاريخية لمؤسس الوهابية، بأنه لم يزر فارس، لكن وجود هذه القصة، يعطي دلالة على أن هذا المكان حاضنة لهذه الثقافة التي تفاخر ولو على سبيل الإدعاء بزيارة هذا المصلح لها.
اعتماد النائب (كوهيجي) على حركة العقال، يبدو أنها تعبر عن حنين إلى ثقافة الصحراء وبداوتها التي جاءت منها شريعة قطع الرؤوس، وعلى رأس هذه الثقافة كان عقال محمد بن عبدالوهاب. إنه حنين للبداوة في توحشها لا البداوة في قيمها النبيلة.
العقال يعني الربط والإحكم ومنه جاء العقل، لكن عقال النائب (كوهيجي) مفلوت من غير ربط ولا عقد ولا إحكام ولا حكمة، هكذا تكون الخفة حين يفقد البرلمان قوته وشخصيته وقدرته على الرقابة والتشريع، لا يستطيع أن يمنح من تحت قبته رجولة الموقف وحكمة العقل واتزان الفعل.