ملك البحرين للأوقاف الجعفرية: هذولا عيالكم.. تصرفوا
2020-03-07 - 9:34 ص
مرآة البحرين (خاص): ماذا يعني أن يوجه ملك البحرين إدارة الأوقاف الجعفرية للتكفل بمصاريف المواطنين البحرينيين في الخارج؟.
يعني أن ملك البحرين ينظر إلى هؤلاء العالقين من خلال طائفتهم فقط، ويتعامل معهم وفق ذلك، فهم ليسوا أبناء البحرين، بل أبناء الطائفة الشيعية من البحرينيين، لقد قدّم الملك طائفة هؤلاء على بحرينيتهم، ومن خلال هذا التقديم للطائفة والتأخير للوطن، يمكننا أن نفهم لماذا صمت طوال أسبوعين من معاناة هؤلاء العالقين، حتى ساءت أوضاعهم المادية والمعنوية، وحتى بادرت جهات أهلية خليجية بجمع التبرعات لدعمهم بشكل أخجل الدولة التي كفّت يدها عن مواطنيها حتى اليوم، نطق الملك أخيراً، ليلقي الحمل والمسؤولية على إدارة الأوقاف الجعفرية. وعلى خلاف أمير الكويت الذي قال يوماً عن مواطنيه الشيعة: "هذولا عيالي"، يقول ملك البحرين اليوم للأوقاف الجعفرية عن مواطنيه الشيعة: "هذولا عيالكم، تصرفوا".
يعني أن موضوع هؤلاء المواطنين ليس شأناً بحرينياً عاماً، بل شأنا شيعيا فقط، مثلهم مثل مآتم الشيعة ومساجدهم وأوقافهم وقضاياهم المذهبية الخاصة، إن معاناة هؤلاء المواطنين شأن يخصّ الطائفة فقط، ولذا معاناتهم تقع تحت مسؤولية الجهة الموكل إليها إدارة شؤون الطائفة، لا تحت مسؤولية الدولة، وبهذا يكون صندوق الأوقاف هو المسؤول عن تحمل مصروفاتهم، لا الدولة.
يعني أن الخطابات الطائفية التي زلزلت مواقع التواصل الاجتماعي طوال الأسبوعين الفائتين كانت تنطق بما في قلب الملك، وهي والإرادة الملكية على قلب واحد ضد البحرينيين العالقين في مشهد، هي ليست خطابات مبتورة عن سياق عام لدى السلطة، وليست استثناءً وقحاً وقبيحاً من ثلّة طائفية مريضة، وليست خروجاً عن النصّ، بل تنطق من خلال منظومة عامة يعلم الجميع أن هذه البلد تسير وفقها، ومن خلال نسق يأتي من أعلى هرم في السلطة مفاده أن: قيمتك كمواطن تحددها طائفتك فقط.