المعتقلة هاجر منصور: مخنوقة مخنوقة مخنوقة
2019-09-14 - 6:34 م
مرآة البحرين (خاص): "مخنوقة ماما .. مخنوقة جداً.. مخنوقة مخنوقة.. "
اختلطت كلمات المعتقلة البحرينية (هاجر منصور) بدموعها وهي تجيب على سؤال عن حالها خلال تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية من السجن، لم تجد هاجر إجابة تعبّر عن وضعها وحالها أكثر من كلمة (مخنوقة)، ردّدتها مختلطة بدموعها ولوعتها حتى اختنق صوتها وكلماتها. خلال التسجيل الذي لم تتجاوز مدته نصف دقيقة، كررت هاجر كلمة (مخنوقة) ثمان مرات، وكأن مرّة واحدة لا تستوعب حجم الاختناق الذي تعانيه وتعيشه..
الخنق، لا القتل، هو ما تمارسه السلطات البحرينية للنيل من معارضيها السياسيين، إنه أكثر من قتل يحدث مرّة واحدة، الخنق قتل يومي بطيء من الداخل، السجن وحده ليس كافياً ليشفي غليل السلطة المشبعة بالحقد، بل العزل والتضييق والمحاصرة والمنع والحرمان حتى من أبسط الجوانب الإنسانية، سيما فيما يتعلّق بممارسة الشعائر الدينية التي تمثّل حاجة روحية كبيرة وخاصة عند المعتقلين.
مخنوقة هاجر من حرمانها من إحياء الشعائر الدينية بشكل جماعي ومنع الكتب الدينية المستخدمة لإحياء هذه الشعائر، لم يسمح للسجينات السياسيات التجمع لإحياء عاشوراء المقدّسة عند الشيعة والتي يكفل الدستور البحريني حق الاحتفاء بها، ولم يسمح لهنّ بإدخال الكتب الدينية المستخدمة لإحياء هذه المناسبة، تقول هاجر أنها لم تشعر بعاشوراء هذا العام إلا من خلال لون ثيابها (السوداء).
مكتوم نفسها مضيّق عليها محاصرة مراقبة "تحتجز في زنزانتها 23 ساعة يوميا، لأكثر من 6 أشهر لم تحظ هاجر منصور (50 عاماً) بزيارة عائلة في سجنها بعد فرض حواجز زجاجية تمنعها من احتضان أطفالها ومعانقة أمها البالغة 91 عاما"، هكذا قالت ابنتها دعاء الوداعي في مقال نشرته في جريدة الإندبندنت البريطانية.
تضييق كبير يمارس ضد هاجر التي تقضي عامها الثالث في السجن، تقول إنه بين الـ 70 سجينة الموجودات معها في ذات الطابق في سجن مدينة عيسى للنساء، يتم محاصرتها والتضييق عليها ومراقبتها حتى أثناء المكالمات الهاتفية.
السلطات البحرينية أفرجت في 8 أغسطس المنصرم عن 4 سجينات سياسيات «أميرة القشعمي، وفاتن حسين، وحميدة جمعة، منى حبيب» بعد قرار من القاضي بإكمال باقي مدة حبسهن (6 أشهر) في تنفيذ عقوبة بديلة، لكن هاجر لم تحصل على مثل هذا الحكم كباقي زميلاتها.
تكمل هاجر تنفيذ عقوبة بالسجن لمدة 3 سنوات على خلفية تهمة غريبة: التخطيط لزرع (قنبلة وهمية)، فيما يؤكد زوج ابنتها الناشط السياسي أحمد الوداعي مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، أن اعتقال والدة زوجته يأتي في سياق الانتقام من نشاطه السياسي في الخارج.