في ذكرى استقلال البحرين.. شيء من شذوذ العائلة الحاكمة
2019-08-15 - 6:46 ص
مرآة البحرين (خاص): اليوم هو الرابع عشر من شهر أغسطس/ آب، لا يمر ذلك التاريخ المطموس لاستقلال البحرين، إلا وتحضر معه الجملة الشاذة أخلاقياً وسياسياً التي أطلقها ملك البحرين في قعر دار البيت البريطاني في 2013، عندما استشهد باستنكار والده لاتخاذ بريطانيا قرار الانسحاب من البحرين في 1971: "لماذا؟ هل طلب منكم أحد الذهاب؟". هل ثمة ما هو أكثر شذوذاً من هذا؟ أن تقول لمستعمرك وهو يوشك أن يمنحك استقلالك وحريتك: لماذا ترحل؟ هل طلب منكم أحد الذهاب؟ هل فعلها أحد غير ملك البحرين؟!.
ليس غريباً أن تتجاهل العائلة الحاكمة في البحرين تاريخ استقلال البحرين الحقيقي، وأن لا تعتبره مناسبة وطنية تستحق الاحتفاء ولا تدرجها في قائمة الأعياد والمناسبات الرسمية، وتستبدل اليوم الوطني بيوم جلوس والد الملك الحالي في 16 ديسمبر وتعتبره عيداً وطنياً، ليس غريباً هذا الشذوذ ما دامت ترى في انسحاب المستعمر شيئا يخالف رغبتها، ويخالف طلبها، هل فعلها أحد من قبل؟!.
يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة لوند- السويد، البحريني عبد الهادي خلف "كانت القوى الوطنية، في مختلف أجيالها وتشكيلاتها، تعتبر اتفاقيات الحماية البريطانية استعمارا وانتهاكا لحق الشعب في تقرير مصيره. اعتبر مناضلو الحركة الوطنية في البحرين إعلان الاستقلال نصراً يمكنهم البناء عليه"، لكن من جهة أخرى، كانت العائلة الحاكمة في البحرين تعتبر اتفاقيات الحماية معاهدات صداقة بين بلدان مستقلة وذات سيادة. وهي، مثلها في ذلك مثل بقية مشيخات الخليج العربي الخاضعة لحماية بريطانيا، رأت في ذلك الانسحاب تخليا عن تعهدات والتزامات امتدت لأكثر من قرن ونصف. ولهذا شاركت البحرين حكام تلك المشيخات في محاولاتهم لإقناع بريطانيا بالعدول عن قرارها، بل وعرضوا عليها أن يتحملوا تكاليف بقاء معسكراتها وجنودها في المنطقة". هل رأيتم حكومة بلد مستعمَرة تعمل على إقناع مستعمرها بالعدول عن قرار الانسحاب؟ هل هناك ما هو أكثر شذوذ من هذا؟ لعل هذا يكشف شذرا من معاناة البحرين بجعل مصيرها محكوما بهكذا نظام حاكم ذليل خانع متخاذل هزيل، حتى مع المستعمر.