الحوار الأخير بين العرب وعائلته: أبدا لم أقتل الحمّادي ولا أعرف حتى مكان الواقعة (مرآة البحرين)
2019-07-27 - 3:30 ص
مرآة البحرين (خاص): «لم أقتل هشام الحمادي، أبداً، وأنا راضٍ بقضاء الله». هذه كانت الكلمات الأخيرة للمعتقل علي محمد العرب الذي يواجه إعداماً وشيكاً، حيث تشعر أسرته بقلق كبير بعد لقائها به قبل ساعات في زيارة قد تكون هي الأخيرة.
تحدثت والدة المعتقل لـ «مرآة البحرين» عن لحظاتها الأخيرة مع نجلها المعتقل منذ عامين. الأم التي تعيش أقسى اللحظات، استعانت بأحد أبنائها لتتذكّر عام ولادتها له، تقول «آسفة لكنّي في وضع صعب، عقلي مشوش، لقد نسيت حتى تاريخ ولادة ابني».
«كانت الأجواء عند وصولنا سجن جوّ المركزي غير اعتيادية»، تقول عائلة المعتقل علي العرب، «تشديد أمني، وحضور كبير للضباط وأعداد من الشرطة، بعدها تعرضنا للتفتيش مرتين، مرة عند دخولنا مبنى السجن، ومرة قبل دخولنا للغرفة التي التقينا فيها ابني».
«أدخلونا على دفعات، كانت مدة الزيارة ساعة ونصف تقريباً، قال لنا علي إن الشرطة أخذتهم من زنزاناتهم بعد تناولهم وجبة الغداء، ثم تم نقله لزنزانة انفرادية، كما فعلوا مع أحمد الملالي، تم تقييد يديه ولم يفكوا القيد عنه إلا قبل دخوله الغرفة لنا».
وتقول «ابني كان يدرس المحاسبة في السعودية، وقد دخل عامه الخامس والعشرين قبل بضعة أشهر، أتّم أكثر من عامين في السجن معتقلاً».
تضيف الأم «كما أخبرنا في وقت سابق فإن لحظة دخوله لسجن جوّ بعد إصدار الحكم عليه كانت لحظة صعبة جدًا، فقد أعدّوا له بحسب تعبير حرّاس السجن حفلة من الضرب والإهانات لحظة وصوله هناك».
وتصف لحظات اللقاء «جلس قبالنا، وكان سعيداً أنّه يحتضننا دون حاجز زجاجي بعد كل هذه الفترة الطويلة من الفراق، وضع عينيه في عيني وقال لي بهدوء شديد أمّي لا تجزعي، الشهادة أمنيتي وقد تحققت».
«كان أقوى منّي بكثير، ظلّ متماسكاً واحتفظ بكل هذا الهدوء حتى آخر لحظات وداعنا، لم يذكر لي أن لديه وصية مكتوبة، لكن ربما قال لأحد إخوته ذلك لا أعلم، ما أعرفه هو إنّه يخاف عليّ من التأثر ولا يريدني أن أبكي».
«أنا كأمّ أشهد أنّ ولدي على محمد العرب تعرّض للتعذيب، لقد رأيته في أول زيارة بعد اعتقاله على كرسي متحرّك، لقد ذكر لنا أسماء من قاموا بتعذيبه».
كما تحدث الأخ الشقيق لعلي العرب لـ «مرآة البحرين» عن وضع شقيقه أثناء اللقاء الأخير، قال «لقد أكّد لنا رضاه التام بقضاء الله وقدره، وأن إحساسه أنّه سيتم إعدامه قريبًا».
«وصل للغرفة بلباس السجن الرماديّ اللون، وبعد أن تحدثنا قليلاً، صار في بالي أن أسأله في هذه اللحظات عن حقيقة ما تم اتهامه به، قلت له: أخي هل لك علاقة بمقتل هشام الحمّادي؟ ردّ عليّ: أبداً ليست لي علاقة بمقتله، أنا لا أعرفه ولا أعرف حتى الموقع الذي حدثت فيه الحادثة».
كانت الشرطيات يتلصصن على عائلة العرب من النافذة المفتوحة في غرفة الزيارة الصغيرة، يسمعن كل شيء وحولهم حرّاس مسلحون، كانوا يرون بوضوح أن علي لم يكترث بشيء مما يفعلونه، ربما كانوا يرغبون رؤية ردة فعل بشر يعيشون مثل هذه اللحظات القاسية مثلنا.
علي محمد العرب لم يختبر السجن سابقاً، تقول أمّه «هذه اول مرة يتم سجنه»، إخوته يقولون: سألناه عما إذا كان يوصي بشيء، وكان ردّه: «كلُّ ما أريده هو رضى ربّي».
لا تجد والدة علي العرب وإخوته كلمات أكثر يصفون بها تلك اللحظات الرّهيبة، يقول أحد إخوته «ماذا يمكنني القول أكثر، كل ما هناك رجل متماسك ونفسية هادئة، سلّم علينا وكان مليئا بمشاعر الرضا».
تقول منظمة العفو الدولية في بيان صدر لها في مارس 2018، بخصوص قضية أحمد الملالي وعلي محمد العرب وما تعرضا له بعد الاعتقال «أثناء الاحتجاز، تعرض الرجلان للتعذيب على أيدي ضباط الأمن، بما في ذلك عن طريق الصدمات الكهربائية والضرب. كما تم اقتلاع أظافر قدميّ علي محمد العرب».