من هو محيي الدين خان الذي تتهمه البحرين بتسريب الأشرطة إلى قناة "الجزيرة"؟ دليل إدانة الأجهزة الأمنية البحرينية
2019-07-18 - 2:32 ص
مرآة البحرين (خاص): ألقت الحكومة البحرينية باللائمة على القيادي في حركة "العدالة" الوطنية، محيي الدين خان، أحد قدامى المقاتلين في أفغانستان، في تسريب أشرطة الفيديو التي حوت اعترافات المجموعة الإرهابية، إلى قناة "الجزيرة". وعلى عكس ما يُتصوّر فإن هذا الاتهام يمثّل إدانة كاملة إلى الجهاز الأمني البحريني وعلاقته المشبوهة مع هذه المجموعات وليس تبرئة له. يمثل "خان" أحد أبرز الأوجه البحرينية التي برزت خلال الأعوام من 2011 إلى 2013 والتي تولّت عمليّة التعبئة وتحريض الشباب على السفر للقتال مع التشكيلات والفصائل الإسلامية المتشددة في سوريا والعراق. وكان نشاطه علنيّاً تماماً يجري على مرأى ومسمع الدولة البحرينية. مع ذلك لم يسأله أحد أو يستجوبه أو يحاسبه. بل استمرّ في موقعه على رأس جمعية مرخصة من الحكومة كأمين عام لجمعية "العدالة"، إحدى جمعيات ائتلاف "الفاتح" التي اصطفت مع الحكم واعتمد عليها في تشويه الحركة المطلبية.
"مرآة البحرين" تعيد نشر مقالة كتبها محيي الدين خان نفسه في 8 سبتمبر/ أيلول 2013 وقام بنشرها على حسابه في "تويتر". وفيها يتحدث عن تفاصيل الرحلات المتكررة لابنه إبراهيم (18 عاماً) إلى القتال في سوريا في صفوف تنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي قتل في إحدى معاركه. إذ يقول "مكث شهرا ورجع للبحرين في منتصف رمضان وبقي مع عائلته حتى منتصف شوال، ثم سافر مرة أخرى، وأخبرنا أن هذه المرة لن يعود حتى النصر أو الشهادة". فأين كانت وزارة الداخلية البحرينية عن محيي الدين خان طيلة الفترة من 2011 إلى 2019 قبل أن يقرّر مؤخراً فقط مغادرة البحرين إلى تركيا؟ وماذا فعلت له عندما كتب هذه المقالة التي تتضمّن اعترافات كاملة بأمور تجرمها القوانين البحرينية؟ وأينها في تلك الفترة عن ابنه الذي كان يذهب إلى القتال في سوريا ويرجع ثم يذهب ويرجع والكثير من الشباب الذين كان يقول لهم خطيب جامع النصف الشيخ عادل الحمد "استغلوا إجازة الصيف بالذهاب إلى الجهاد في سوريا"؟ (هذا عنوان أحد خطبه التي تحتفظ "مرآة البحرين" بتسجيل لها كاملاً وكذلك جميع خطبه التحريضية المتطرّفة منذ 2011 إلى 2013). نترك للقاريء أن يقرّر بنفسه بعد قراءة مقالة محيي الدين خان التي لحسن الحظ ما يزال رابطها فعّالاً على موقع "تويتر".
إبراهيم خان من النفير إلى الشهادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد المجاهدين
قبل سنة كان إبراهيم يطلب مني الذهاب لسوريا وكنت أماطله لأرى صدق نيته، أتأكد هل رغبته هذه صادقة أم حماس مؤقت ونزوة عابرة. ظل لأشهر يردد رغبته في الذهاب وعندما رأيت صدق عزيمته، قلت له مازلت بحاجة لتعديل بعض الأمور في نفسك لتكون مستعدا، واتفقت معه على أنه إذا غير من نفسه في هذه الجوانب فسوف أسمح له في الذهاب.
رأيت منه تغيرا ملحوظا في وقت قصير وهذا يدل على صدق نيته. عندها سمحت له بالذهاب كاد يطير من الفرح.
تتعجب من الشاب يطير فرحا لحتفه، وكان شرطي عليه أن لا يدخل للداخل حتى يتدرب بدنيا وعلى الأسلحة ليكون عنصرا فاعلا بين أقرانه لا عالة عليهم.
مكث شهرا ورجع للبحرين في منتصف رمضان وبقي مع عائلته حتى منتصف شوال. كان وقتا جميلا قضته العائلة معا، وأخبرنا أن هذه المرة لن يعود حتى النصر أو الشهادة.
وفي آخر أسبوع كنت أراه قلقا، كان يشرد ذهنه أحيانا يفكر بالرجوع في أسرع وقت.
وفي المطار عند توديعه كانت عيناه تشع من الفرح، وكأنه كان على إحساس بلقاء ربه.
وصل لسوريا ورتب أموره وكنت على اتصال معه بشكل يومي تقريبا. كان يستشيرني في كثير من الأمور، وقبل ذهابه لأريحا أخبرني أنه سيذهب لغزوة وانقطع عني ليومين ثم رجع فتواصلت معه وفي يوم الاثنين الماضي أخبرني أنه سيذهب لمدة ثلاثة أيام للرباط في أريحا ثم يعود.
خلال الحديث الذي دار بيننا، وضعته على وسائل التواصل وأمنيته في الشهادة شعرت أن شيئا سيحدث وزاد شعوري عندما قال لي "أبوي أنت وأمي راضيين عني" فقلت له لو لم نكن راضين عنك ما كنت الآن هناك، وكان فرحا
ذهب لأريحا الاثنين الماضي للرباط ويوم الثلاثاء سمعنا عن المعركة الشرسة هناك ويوم الأربعاء ازدادت المعركة ضراوة.
تفاصيل المعركة:
هذا تلخيص لمكالمات من عدة جهات شخصيا وعن طريق أشخاص توضح ماحدث قبل استشهاد إبراهيم يوم الأربعاء الماضي، أسأل الله أن أوفق في نقلها.
كان خمسة من الشباب ومنهم إبراهيم على جبل وكان الجيش السوري يقصفهم بعنف فاضطروا للنزول إلى منتصف الجبل وتخندقوا.
قام العدو برمي أسفل الجبل بعيارات ثقيلة مما أدى لخلق غبار كثيف انعدمت فيه الرؤية على المجاهدين، وهم في انتظار انقشاع الغبار. التف العدو من خلفهم وكان الشباب يعتقدون أنهم إخوة لهم فقدموا للمساعدة ولكنهم تفاجأوا بالعدو. فقام العدو برشهم فقتل ثلاثة من الإخوة فورا وجرح إبراهيم وأما الخامس فلم ينتبهوا له. وكان إبراهيم يتشهد ويكبر فقام العدو برميه بطلقات كثيرة لإسكاته.
وعندما أراد الذي قتل إبراهيم تغيير خزان الرشاش عاجله الأخ الخامس بطلقات فأرداه سريعا، وهو الذي سمع إبراهيم يتشهد. انحاز المجاهد ثم رجعوا بعد خمس ساعات.
أخبروني أن إبراهيم كان مازال ينزف بغزارة رغم مرور خمس ساعات على استشهاده وأنه كان ينزف خلال نقله وحتى عند وضعه في القبر. يقول الشباب لم نر كمية من الدماء تخرج من ميت بهذه الغزارة المستمرة والمفروض أن جسمه قد نشف.
شهد المجاهدون أجمعين أن رائحة جميلة كانت تخرج من جسمه مع الدماء وكانت سبابته مرفوعة، وكان جسمه طريا دافئا بعد هذه الساعات الطويلة.
أحد المجاهدين قال لي إن إبراهيم كان صائما في اليوم الذي قبله والحرب في أوجها، وأحسبه كان صائما اليوم مع صديقه أبو سفيان حافظ القرآن الذي كان صائما معه وقتلا سويا.
قبل مقتله بعشرة أيام سقط على مقرهم برميل متفجر ولم ينفجر، وعندما خرج من المقر سقط برميل متفجر على بعد 3 أمتار ولم ينفجر! فقلت له إن أجلك لم يأتِ بعد.
اللهم تقبل عبدك إبراهيم في الشهداء واجعله شفيعا لنا،
الناس شهود الله في الأرض، وأثلج صدري ما كتبه أصدقاؤه والمجاهدون عنه.
صدقت الله فصدقك.
محيي الدين خان