القضاء البحريني: اشتموا الشيعة عادي
2019-07-08 - 11:39 م
مرآة البحرين (خاص): ليس مجرد حكم قضائي ذلك الذي أصدرته المحكمة أمس بحق المستشار القانوني لرجل الأعمال البحريني سمير ناس، بل هو أشبه بتشريع قد ينسحب أثره على الطائفة الشيعية، دون مبالغة، لعشرات السنين.
لقد بات منذ يوم أمس ازدراء المواطنين من أتباع المذهب الجعفري أمرا غير مجرم قانونا. فلم يجد القاضي في التعرض لشخص بصفته منتميا للمذهب الشيعي أي عمل مخالف للقوانين، بل وجده عملا يدعو للتفاخر.
ووفقا لمقررات القاضي صار بإمكان أي شخص أن ينعت المواطن البحريني بمذهبه تحقيرا كأن يقول: «تعال يا شيعي. تعال يا سني»... وغيرها من الأوصاف، فلا يوجد في ذلك ما يجعلك تخجل بل يدفعك للتفاخر.
إن لقب «شيعي» سيُضاف إلى قاموس المفردات التي تستخدمها العائلة الحاكمة وأدواتها والأجهزة الأمنية للقدح في أبناء المذهب الجعفري، كما تم استخدام مصطلح «الحلايلي» و«البحراني» لعشرات السنين في مواقع تحليل أموالهم وأعراضهم والتحقير منهم.
وبررت المحكمة حكمها بالقول إن نعت آخر أنه «ينتمي إلى طائفة من الطوائف ليس من شأنه أن يترتب على ذلك الازدراء بتلك الطائفة». ولكن السؤال: حتى وإن جاء النعت في سياق القدح أو الذم أو الطعن في وطنية الأشخاص كما جرى؟
ويضيف حكم المحكمة «إن نعت الفرد أنه ينتمي إلى طائفة ليس من شأنه الاستخفاف، بل يجب أن يكون فخورًا بتلك الطائفة ولا يخجل من أنه ينتمي إليها».
إنه تبرير سخيف يريد منه القاضي ومن خلفه العائلة الحاكمة التأسيس لشتم الشيعة على نحو علني، وإلا هل فات القاضي أن ينظر في سياق العبارات التي ساقها المستشار المصري بحق رجل الأعمال نادر علاوي؟ وكيف يكون نعت الشخص بمذهبه مدعاة للفخر عندما لا يوجد سبب لذلك أو عندما يكون مقترنا بسيل من السباب والتشكيك في الانتماء الوطني؟
ويمضي قرار المحكمة في تبريراته الواهية بالقول « كما قوله - أنت ممول من إيران - فتلك العبارة وجهت لشخص المجني عليه وليس الطائفة الشيعية، ولم يصدر من المتهم أي قول بأن الطائفة الشيعية ممولة من إيران كما ذكر في قيد وصف النيابة».
إن على البحرينيين أن يكذّبوا الفيديو الذي شاهده الجميع للمستشار وهو يقرن الانتماء المذهبي للمجني عليه بتلقي التمويل من دولة أجنبية، وأن يصدّقوا إضبارة النيابة العامة وتكييفات القاضي السخيفة.
وإذا سلّمنا جدلا أنه كان يقصد نادرعلّاوي فقط بقوله انت ممول من إيران ولا يقصد شتم أو التعرض لولاء الطائفة الشيعية، فمن كان يقصد عندما قال ردا على تذكيره بشرف الطائفة الشيعية «أنا حعلمكو مين أبوكو يا ولاد المتناكة (سوف أعلمكم من آباؤكم يا أولاد الزانية)؟
وعلى ذلك يعلّق المحامي عبدالله الشملاوي بالقول «إذا سرنا وفق القواعد المنطقية التي تقضي بأن قرائن الحال تحكم المقال فإن مقتضى الكلام ولازمه أنه بعد أن كرر كلمة شيعة واعترض الآخرون على إقحامها قال : حعلمكو مين أبوكم ياولاد،،، فالسياق يفرض هذا الفهم».
إن اليقين التام الذي كان عليه المواطنون من الطائفة الشيعية في البحرين من أن الأجهزة الأمنية والقضاء لن يقتصّوا من المستشار المصري منذ اليوم الأول للحادثة، يعطي انطباعا واضحا عن دور القضاء البحريني بوصفه أداة يتم توظيفها في المعركة السياسية التي تخوضها العائلة الحاكمة ضد الطائفة الشيعية.