خطة ترامب للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيف)

تشاي فيلدمان - موقع ذا ناشيونال إنترست - 2019-07-03 - 5:38 م

ترجمة مرآة البحرين

بعد أيام قليلة من كشف صهر الرئيس دونالد ترامب وكبير المستشارين، جاريد كوشنر، عن الخطة الأميركية للسلام الاقتصادي في البحرين، تحدث ترامب عن الموضوع خلال مؤتمر صحفي في نهاية قمة مجموعة العشرين (أوساكا) في اليابان. قال الرئيس الأميركي إنه لن يكون هناك اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني في حال لم يتم التفاوض بشأنه في عهده. ورأى أيضًا أنّ هناك "فرصة جيدة جدًا" بأن ينجح اقتراحه في حل النزاع المستمر منذ عقود.

تعرض المؤتمر في البحرين للسخرية بشكل موحد من قبل خبراء الشرق الأوسط. ولكن مع مرور الوقت، قد يثبت الاجتماع أنه قد حقق غرضًا مفيدًا. ذلك لأن الاستعدادات للمؤتمر قدمت درسين مهمين. وهناك تطور واحد على الأقل في أعقاب المؤتمر، لم تتم الإشارة إليه، غير أنه مهم، يُحّسن الاحتمالات،  حتى لو بنسبة قليلة جدًا، وفي حال تم إطلاقه قريبًا، فقد تحصل الخطة السياسية لترامب على الأقل على جلسة استماع [في الكونجرس].

الدرس الأول من البحرين هو أنّه لا يمكن للمال وحده أن يحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بغض النظر عن مدى الرّبح [النّاتج عن الصفقة]. تم توضيح هذه النقطة قبل المؤتمر، وخلاله وبعده -حتى من قبل أولئك الأكثر دعماً لهذا الجهد، مثل وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة. وأشار المشاركون العرب مرارًا وتكرارًا إلى أطر الدولتين، لا سيما مبادرة السلام العربية لعام 2002 كشرط مسبق للتطبيق الناجح للحوافز الاقتصادية. كانت هذه الإشارة لتكون مهمة في حال كانت دائرة ترامب الوثيقة لا تزال تحمل آمالاً في إمكانية رشوة الفلسطينيين لقبول صفقة تتجاهل تطلعاتهم الوطنية؛ هذا الوهم  انتهى أخيرًا في البحرين.

الدرس الثاني من البحرين هو أنه لا يمكن للفلسطينيين أن يكونوا في في موقف قوي لقبول العملية  في حال رأوا فيها تقويضً لقضيتهم. في الواقع، أثبتت الفترة السابقة للمؤتمر بشكل قاطع أن تغييب خطة سياسية تلبي الحد الأدنى من متطلبات الفلسطينيين -دولة مستقلة على أساس خطوط العام 1967 مع مبادلات إقليمية وعاصمتها القدس الشرقية- حتى الجهود المشتركة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لم تستطع إقناع الفلسطينيين بحضور المؤتمر، ناهيك عن قبول الحزمة الاقتصادية المُقَدّمة هناك.

يبدو أن أيًّا من التطورات والاعتبارات المذكورة أعلاه قلّلت من طموح ترامب لإثبات قدرته على النجاح حيث فشل جميع أسلافه؛ لذلك، لن يكون مفاجئًا أن يكون المؤتمر الذي عقد في البحرين، بعد فوات الأوان، نقطة تحول بالنسبة لترامب وكوشنر. قد يكونا قد تعلّما أنّ الطريقة الوحيدة لمنع جهود السلام الخاصة بهما من ملاقاة فشل ذريع هي إطلاق خطة سياسية لحل النزاع. يجب أيضًا أن تكون خطة سلام ترامب منصفة بما فيه الكفاية للفلسطينيين، حتى لا يُنظَر إلى القادة العرب الذين يحاولون تشجيع مشاركتهم [الفلسطينيين] على أنّهم يخونون قضيتهم.

يجب على ترامب كشف النقاب عن هذه الخطة قبل الانتخابات الإسرائيلية في 17 سبتمبر/أيلول. لماذا؟ لأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك أعلن عن كونه سيدخل السباق لإقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. باراك معارض قوي لإطار الدولتين، ويعتقد أنه في غيابه [إطار الدولتين]، ستنتصر حقيقة الدولة الواحدة، ما يقوض الحلم الصهيوني بإقامة دولة يهودية وديمقراطية.

جهود باراك، لتشكيل ائتلاف موحد ونشط  خارج عن المألوف لمواجهة ائتلاف نتنياهو اليميني بقيادة الليكود، ستفشل في غياب سياق سياسي ملموس. نشر خطة ترامب السياسية سيمنح باراك فرصة لتحويل الانتخابات إلى استفتاء على المخطط باعتباره السبيل الوحيد لإنعاش حل الدولتين ووقف الانزلاق المستمر إلى كوابيس واقع الدولة الواحدة. ويفترض هذا، بطبيعة الحال، أن يقترح فريق ترامب خطة سياسية أحادية الجانب، ولكن ليس إلى الحد الذي تستوجب به الرفض الفلسطيني الفوري وتحرم الزعماء العرب من أي نقاط مُقنِعة للحوار، يتمكنون من خلالها من إقناع الفلسطينيين بتجنب رفض مماثل.

هل سيشجع ترامب استفتاءً مماثلًا؟ الإجابة سوف تتأثر بقرارين عليهم اتخاذهما: أولًا، يتعين على الرئيس منح الأولوية لطموحه الشخصي في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على تقاربه الشخصي مع نتنياهو. ثانيًا، يجب أن يكون ترامب مستعدًا لتزويد الفلسطينيين بصفقة لن يتمكنوا من رفضها بشكل انعكاسي حتى لو كان من غير المُرَجّح أن تلقى هذه الصفقة الترحيب من قبل أهم عنصر في القاعدة السياسية للرئيس: الجماعة المسيحية الإنجيلية، التي تضم ما بين اثنين وعشرين إلى خمسة وعشرين مليون عضو. هل سيتحمل الرئيس مخاطرة مماثلة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية المُقبِلة؟ على الأغلب لا. ولكن مرة أخرى، ولكن مرة أخرى، كم كانت احتمالات أن يصبح دونالد ترامب أول رئيس أمريكي يطأ أرض كوريا الشمالية؟

 

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus