أكبر مرجع ديني بحريني يعلن معارضته لصفقة القرن بشأن فلسطين وأي خطوات ممهدة لها

خطاب الشيخ عيسى قاسم في عاشوراء
خطاب الشيخ عيسى قاسم في عاشوراء

2019-05-28 - 2:59 ص

مرآة البحرين: أعلن أكبر مرجع ديني بحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم معارضته لصفقة القرن بشأن القضية الفلسطينية، معبرًا عن رفضه لأي خطوات ممهدة لها، ورأي أنّه لا ولاية لأحد ليقوم مقام فلسطين وأهلها في هذه الصفقة، وانتقد بشدّة الأنظمة العربية المتورطة في العمل من أجل هذه الصفقة.
وفي بيان أصدره آية الله قاسم اليوم الاثنين 27 مايو 2019، قال فيه «لا لصفقة ترامب وإسرائيل، صفقةُ القرنِ: صفقةُ مَن مع مَن؟، نعرف أنَّها صفقة أمريكا وإسرائيل من جهة -ومن تخطيطهما وهم المروّجون لها، والجادّون في الإسراع بتنفيذها».
وتساءل « لكن أين الطرف الآخر في هذه الصفقة؟، أين الفلسطينيون وهم أوَّل المعنيين بالقضية والأرض التي تدور حولها الصفقة؟ والمعركة التي التهمت من نفوسهم ما التهمت وحوّلت حياتهم إلى أصعب حياة، ويرون أنَّ مصيرهم مرتبط بها؟، إنَّهم رافضون للصفقة، ويتبرأون ممَّن يعمل على تنفيذها، وتسهيل الطريق أمامها، ويتجاوز إرادتهم وموقفهم المضاد لها».
واقل إنّ «رأيُ الأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة هو الرفض والشجب والمواجهة لكل من يرفع صوته مع هذه الصفقة، والحكم عليها من الأمّتين أنها تصفية ظالمة للقضية الفلسطينية، ومؤامرة خطيرة على الأرض والإنسان والمقدّسات، والحاضر والمستقبل«.
واعتبر آية الله قاسم صفقة القرن « صفقة ذلٍّ، وخزيٍّ، وعارٍ، لُبُّها المساومة على إنسان الأمَّة، وأرضها، ومقدَّساتها، ودينها، ووحدتها، بل ووجودها بلقمة بطن، وكسوة ظهر، وحفنة مال، بينما المساوَم عليه لا يعدله شيء، ولا يرقى إليه ولا يقاربه ثمن، وكلّ المال وكلّ الدنيا والحياة يُبذل ثمنًا رخيصًا في سبيله.
بعد رفض الفلسطينيين والأمّتين العربيَّة والإسلاميّة، من هو الطرف الثاني الأصيل أو الوكيل أو الولي القائم مقام الفلسطينيين في صفقة القرن؟».
وأكد أنّه «لا أصالة في القضيّة تتقدم على أصالة الفلسطينيين من حيث جامع العروبة، ولا أصالة لأيِّ نظامٍ عربيٍّ في حدوده الرسمية المعروفة في عرض أصالة النظام الفلسطيني فيما تعلّقُه بالأخصِّ بشأنه، ولا وكالة لأحد في هذه الصفقة المرفوضة فلسطينياً، ولا ولاية شرعية ولا قانونية لأيِّ نظامٍ ممَّن يتحدثون عن الفلسطينيين في هذه القضية».
وتابع «وأكثر من هذا كلّه إنَّ القضيةَ قضيةُ أمّةٍ بكاملها، لا يمتلك الكلمة فيها إلا من يملك تمثيلها بكاملها -في حربها، وصلحها، والشأن العام لها- كما هو الثابت في حق رسول الله صلى الله عليه وآله يقيناً، ومن يكون خليفة من بعده شرعًا».
وشدد على أنّ «صفقةُ القرنِ لها طرفٌ واحدٌ هو ترامب وإسرائيل ومتعاونون ومنفّذون من أنظمة عربية، يقف تعاونهم هذا في قيادة صريحة لإرادة الأمة التي يأبى لها دينها وكرامتها وغيرتها أن تذل هذا الذل، وتسحق ذاتها من أجل الأعداء، وأن تكون لساناً وسيفاً على إخوة الدين والدم والأرض والتاريخ من أحرار فلسطين ومجاهديها والمقاومين الشرفاء من أهل الغيرة من أبنائها لصالح إسرائيل».
وأشار إلى أنّ «صفقة القرن جريمة يلحق عارها كل متعاون وداعم لها. وكلٌ له من عارها وخزيها وهوانها بقدر ما يسهم فيها ويفتح الطريق أمامها».
معتبرًا «صفقة القرن ما هي إلا واحدة من جرائم ومؤامرات ارتكبت في حق القضية الفلسطينية أحبطتها الإرادة الإيمانية للأمة ووعي أبنائها وصمودهم وشراسة مقاومتهم، لن تجد هذه الصفقة إلا الفشل الذريع، ولن تحقق إلا العار والشنار لمن يلهث وراءها».
وختم بالقول «كوني أمة الإسلام كما أنتِ بالإسلام، الأمة الواعية التي لا تُستغفل، والعزيزة التي لا تُذَل، والعملاقة التي لا تُشترى بالمال، والشُجَاعة التي لا ترعبها القوة».