ما بعد مضيق هرمز.. استهداف إمدادات الطاقة البديلة في الخليج
2019-05-18 - 8:12 ص
مرآة البحرين (خاص): بغض النظر عما إذا كان الفاعل إيران أو جماعة متحالفة معها، إلا أن ما تعرضت له السعودية والإمارات في الأيام القليلة الماضية، كان مفاده أن إمدادات الطاقة في الطرق البديلة لمضيق هرمز باتت في مرمى الاستهداف.
على مدى سنوات كثيرة مضت، دائما ما كانت إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز مع تصاعد التوتر بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، المضيق الذي يعتبر الشريان الحيوي لحوالي 30 بالمئة من إمدادات الطاقة في العالم، ولذلك عملت السعودية والإمارات على خلق مسارات بديلة لمضيق هرمز الذي يقع تحت السيطرة الإيرانية بالكامل.
وتمتلك السعودية والإمارات خطوط أنابيب لنقل النفط والغاز لا تمر بمضيق هرمز وهي:
1- خط بترولاين (خط أنابيب شرق-غرب): هو خط سعودي عامل تبلغ طاقته الاستيعابية 4.8 مليون برميل يوميا ما هو مستغل منها بالفعل 1.9 مليون برميل يوميا بينما تبلغ طاقته غير المستغلة 2.9 مليون برميل يوميا.
2- خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام: خط إماراتي عامل سعته 1.5 مليون برميل يوميا، يُستخدم منها نصف مليون برميل بينما تبلغ الطاقة غير المستغلة مليون برميل.
3- خط أبقيق-ينبع لسوائل الغاز الطبيعي: خط سعودي عامل تبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف برميل يوميا، وهي مستغلة بالكامل.
4- خط الأنابيب العراقي في السعودية: خط سعودي تحول لضخ الغاز الطبيعي.
* تبلغ الطاقة الإجمالية لجميع هذه الخطوط 6.6 مليون برميل يوميا، يُستغل منها 2.7 مليون برميل بينما تصل السعة غير المستغلة إلى 3.9 مليون برميل.
وميناء الفجيرة الذي استهدفت قباله 4 سفن قبل أيام هو أحد مرافئ خط أنابيب النفط الخام القادم من حقول حبشان في أبوظبي، أما خط شرق - غرب السعودي الذي تعرض لهجوم بطائرات مسيّرة فينقل النفط الخام من الحقول الشرقية إلى ميناء ينبع شمالي باب المندب.
وفيما يتعلق بمضيق هرمز الذي يقع بين إيران وسلطنة عمان ويربط الخليج بخليج عمان وبحر العرب، والذي لا يتجاوز الممر الممر الملاحي فيه 3 كيلومترات عرضاً، فقد عبر من خلاله 18.5 مليون برميل يوميا وفق أرقام رسمية صادرة من معلومات الطاقة الأمريكية (2016) وهو ما يشكل نحو 30 بالمئة من الخام وغيره من السوائل النفطية التي جرى شحنها بحرا في 2016.
ما حدث الأسبوع الماضي كان أخطر من استهداف أي سفينة أو ناقلة نفط في مضيق هرمز نفسه، لقد كان استعراضاً للقوة واستهدافاً لـ"ما بعد مضيق هرمز". لقد كان استهدافا لكل إمدادات الطاقة في منطقة الخليج بما فيها الخطوط البديلة للمضيق.
والأخطر من ذلك كله أن تلك الهجمات جاءت فعلاً بعد 3 أيام فقط من اتخاذ هذه الدول احترازات بشأن الملاحة البحرية بعد تحذيرات أمريكية من هجوم محتمل على السفن التجارية في المنطقة من قبل إيران.
لم تكن الهجمات التي حدثت في منطقة الخليج إعلان حرب، هي كانت رسائل ما قبل الحرب، الرسائل التي تقول إن أي حرب على إيران ستعني وقف إمدادات الطاقة من منطقة الخليج بالكامل وستكون نتائجها كارثية على الجميع، وهي الرسالة التي استوعبتها الولايات المتحدة لتسارع إلى نفي نيتها شن حرب على إيران وهو ما نتمناه جميعاً في هذه المنطقة.