من المقصود بـ «بيان النواب المجهول»: الغريفي أم خليفة بن سلمان؟
2019-05-10 - 12:54 م
مرآة البحرين (خاص): نشرت وكالة أنباء البحرين الخميس (9 مايو/ أيار 2019) بيانا على لسان نواب في البرلمان لم يسمهم، دانوا فيه قيام نواب آخرين بزيارة سماحة العلّامة السيد عبدالله الغريفي أمس.
معلومات أشارت إلى بدء التحضير لإصدار البيان باكرا، غير أن أحدا من النواب لم يقبل أن يوقّع باسمه على البيان الذي تضمّن هجوما غير مبرر على السيد الغريفي.
الصحافي جعفر الجمري علّق ساخرا «إلى بعض النواب: في المرة المقبلة يرجى وضع البراقع على وجوهكم إذا نويتم إصدار بيان خال من أسمائكم!».
ربما يعود بعض النواب تحت ضغط السلطات للإعلان عن أنفسهم في مواجهة الزيارة، غير أن إصدار البيان من غير أسماء كشف عن ضعف حجة الجهة التي تدفع النواب باتجاه تجديد خطاب التأزيم.
وتضمن البيان عبارات تخوين إلى السيد الغريفي. ويقول البيان «إن الزيارات الأخوية لا تتم مع من لا يحرك ساكنًا في الدفاع عن أمن وأمان ومصلحة الوطن والمواطنين، والشواهد على ذلك كثيرة» حسب تعبيرهم.
لغة اعتادت على استخدامها مراكز القوى داخل الدولة لسنوات طويلة، ولا شك أنه لا يروق لها أن يتعافى البحرينيون ولو على المستوى الاجتماعي من هذه اللغة.
وتساءل القيادي في المعارضة إبراهيم شريف: من هم هؤلاء النواب الفطاحل؟ ولماذا لا تكشف الصحيفة عن أسمائهم؟ ومن هو المتضرر من مثل هذه الزيارات بين أبناء الوطن الواحد؟ ولماذا يعمل البعض على تقويض أي حل سياسي أو إنساني حقوقي؟»
وكان النواب ممدوح الصالح، خالد بوعنق، إبراهيم النفيعي، محمود البحراني، غازي آل رحمة، عمار آل عباس، العضو البلدي السابق محمد المطوع قد قاموا بـ «زيارة أخوية» لمجلس السيد الغريفي كما وصفوها.
وجاءت هذه الزيارة بعد أسبوع من زيارة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة إلى الغريفي. ولا يبدو أن ردة الفعل التي صدرت عن نواب مجهولين منفصلة عن تلك الزيارة.
ويُعتقد على نحو كبير أن البيان يأتي في سياق تباين ملحوظ في وجهات النظر بين أقطاب العائلة الحاكمة. ولا يُستبعد أن يردَّ البيان بشكل غير مباشر على زيارة خليفة بن سلمان.
وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد رد على هذا الأسبوع أيضا على اتصال رئيس الوزراء بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مؤكدا ثبات البحرين على موقفها في التحالف الرباعي ضد قطر.
النائب في البرلمان كلثم الحايكي استغربت من النواب المستنكرين. وتساءلت «لماذا لم تستنكروا زيارة رئيس الوزراء للسيد (الغريفي)؟».
وفي ذات السياق كتب القيادي في وعد يوسف الخاجة يقول «قبل أيام زار رئيس الوزراء نفس المجلس،
أليس لدى النواب علم بذلك!!؟ وألا ينطبق مبررهم لإصدار البيان على الحالتين!!؟»
بالنظر إلى تلك التساؤلات الكبيرة، يمكن القول إن أحدهم استخدم مجلس النواب لتوجيه صفعة جديدة لخليفة بن سلمان، والتأكيد بأنه دائما لا يمثّل الموقف الرسمي، كما حدث في اتصاله بأمير قطر.