محمد بن سلمان نكث وعوده للإعلام الغربي بتقليل أحكام الأعدام.. هذا ما تقوله الأرقام
2019-04-24 - 11:24 م
مرآة البحرين (خاص): قبل عام وخلال حواره مع مجلة التايم أطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعداً في أبريل 2018 بتقليص أحكام الإعدام إلى الحد الأدنى، فماذا تقول الأرقام بعد عام من هذا الوعد؟
لقد رفعت السعودية عدد أحكام القتل المنفذة منذ 2019 وحتى يوم أمس 23 أبريل 2019 الذي قتلت فيه 37 سجيناً، إلى 107 إعدامات، من بينهم أطفال ونساء ومتظاهرون ونشطاء ومعاق، وأفراد ذوو خلفيات متنوعة.
هذه الأرقام تبيّن تضاعف الأحكام المنفذة عن نفس الفترة خلال السنوات الماضية، حيث كانت السعودية قد نفذت 48 حكما بالقتل خلال ذات الفترة في 2018، فيما نفذت 33 حكما خلال العام 2017، ونفذت 86 حكماً في 2016، و 68 حكماً خلال 2015.
أرقام توضح مدى العنف الدموي المتصاعد والمنهج المتوحش الذي تطبقه السلطات السعودية في عهد سلمان بن عبدالعزيز وابنه، تجاه المواطنين بمختلف تلاوينهم حين يجرؤون على المطالبة بحقوق مشروعة وبأساليب سلمية كالتظاهر ورفع الهتافات، أو الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب متابعة المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان للكثير من المحاكمات في السعودية بشكل عام، ومحاكمات بعض ضحايا الإعدامات التي نفذت في 23 أبريل 2019، فإنها تؤكد ابتعاد نظام القضاء في السعودية وبشكل كبير عن شروط ومبادىء المحاكمات العادلة.
وقد صدرت العديد من النداءات الدولية التي طالبت الحكومة السعودية بإعادة المحاكمات، نتيجة للعيوب العميقة في المحاكمات، وعدم استقلال القضاء.
إضافة إلى ذلك، فإن النسبة الأكبر من الـ 37 الذين تم قتلهم وإعدامهم بالأمس، لم يواجهوا تهما من الأشد خطورة، بل إن بين التهم ما يتعلق بممارسة حقوق مشروعة، ما يجعل قرابة 70% من أحكام القتل المنفذة منذ بداية العام 2019 تتعارض مع القانون الدولي الذي يحظر تنفيذ أحكام القتل بناء على جرائم ليست من الأشد خطورة.
وكان 41 حكماً قد نفذ بناء على تهم تتعلق بالمخدرات. إلى جانب ذلك، توزع المحكومون بالإعدام منذ بداية 2019 على جنسيات مختلفة، حيث مثل الأجانب 44% منهم.
ويتزامن تضاعف وازدياد مستويات الإعدام مع مرور عام على إطلاق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعده في أبريل 2018 بتقليص أحكام الإعدام إلى الحد الأدنى، وذلك خلال حوار أجرته معه مجلة التايم قال فيه «لقد حاولنا تقليل (عقوبة الإعدام). هناك بعض المجالات التي يمكننا تغييرها (أو تخفيضها) من الإعدام إلى السجن مدى الحياة. لذلك نحن نعمل من خلال الحكومة وكذلك البرلمان السعودي لبناء قوانين جديدة في هذا المجال. ونعتقد أن الأمر سيستغرق عاماً، وربما أكثر قليلاً، لإنهائه. نعم، بالطبع إنها مبادرة. لكننا لن نخفض الإعدام بنسبة 100%، ولكن سنخفضه بشكل كبير».
ولا يزال 3 أطفال على الأقل يواجهون أحكاما بالإعدام في السعودية، وهم علي النمر، وداوود المرهون، وعبد الله الزاهر، وقد تقطع رؤوسهم في أي لحظة، كما لا زالت النيابة العامة تطالب بالإعدام بحق مدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء في قضية المدافعة عن حقوق الإنسان إسراء الغمغام، وهم زوجها السيد موسى الهاشم، وأحمد المطرود، وعلي العويشير، وخالد الغانم، إلى جانب الشيخ سلمان العودة، والباحث حسن فرحان المالكي، والشيخ عوض القرني والدكتور علي العمري. وترى المنظمة أن هؤلاء قد يواجهون مصيرا مماثلا، مع إصرار الحكومة السعودية على تنفيذ أحكام الإعدام بناء على تهم لايرقى بعضها للسجن فضلا عن الإعدام، ومحاكمات غير عادلة، واعترافات منتزعة تحت التعذيب، رغم التنديد الأممي والمطالبات الدولية.
كل هذا يتطلب إجراءات دولية فورية تضمن الإسقاط الفوري لأحكام ومطالبات الإعدام، لكن حتى الآن مرّ يوم دون أن تتحدث أية دولة غربية واحدة عن المجزرة التي حدثت أمس على يد السلطات السعودية.