«الشهيد آل سريح» يأخذنا في جولة في منزله الخربة: هل هذه عيشة مواطن سعودي؟
2019-04-24 - 1:11 م
مرآة البحرين (خاص): في شريط مصوّر قبل اعتقاله يظهر الشهيد عبدالله آل سريح (20 عاما) وهو يتجول في خربة. كانت تلك هي منزله حيث يعيش مع والدته واثنين من أخوته «هذا البيت لا يقينا من برد الشتاء ولا حر الصيف».
كانت تلك العبارة تختصر وضع آل سريح. فتى عاش 20 عاما في منزل متهالك مبني من الصفيح والخشب والصخور القديمة المتهالكة، على الرغم من أنه يقبع فوق أكبر آبار النفط في العالم.
يضيف آل سريح وهو يتجول بين غرف المنزل: «هل هذه عيشة مواطن سعودي؟ (...) تظاهرنا سلميا من أجل تصحيح هذه الأوضاع التي نعيش فيها (...) فكيف يتهموننا بالإرهاب والمشاكسة؟».
وتظهر والدة الشهيد آل سريح في الشريط المصور أيضا لتشكو معاناتها «أعيش في هذا المنزل مع أبنائي الثلاثة (...) وتمنحنا الحكومة إعانة قدرها 1000 ريال فقط (375 دولارا) بعد وفاة والدهم».
وتقول والدته ردا على اتهام ابنها بالإرهاب «تفاجأت بنشر صوره على التلفاز واتهامه بحمل السلاح، لقد تظاهر كغيره من أجل المطالبة بحقه وحق الوطن، وهو لم يحمل سلاحا».
لقد كان الشهيد عبدالله آل سريح، واحد من بين 37 شخصا تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم في مجزرة مروعة على طريقة داعش. لقد قطع السعوديون رأس الفتى لمشاركته في التظاهرات المطالبة بـ «الحقوق المشروعة» كما وصفها.
تقول منظمة العفو الدولية إن 14 شخصا من الذين تم إعدامهم الاثنين تم توجيه لهم اتهامات بارتكاب أعمال عنف مرتبطة بمشاركتهم في التظاهرات في المنطقة الشرقية بين عامي 2011 و 2012.
كان آل سريح واحد منهم وواحد من بين 6 أشخاص وجهت لهم اتهامات عن مشاركتهم في الاحتجاجات بينما كانوا قاصرين. لكن ذلك لا يعني أي شيء بالنسبة للسعوديين: لا احترام لحرية التظاهر ولا قيمة لقاصر أو كهل.
في شريط مصور يعود للعام 2012 قبل اعتقاله، يقول آل سريح لقد اتهموني بـ «التجمع الغوغائي، ائتلاف الممتلكات العامة، حيازة السلاح الناري بطريقة غير مشروعة والخروج عن النظام».
ويضيف «أنا أنفي كل التهم التي وجهتها لي وزارة الداخلية (...) كان خروجي مطالبا بحقوقي وحقوق أبناء وطني بطريقة سلمية، لم أتلف أي ممتلكات ولم أتبع أجندة خارجية».
ويقول «مطالبنا كانت شرعية (...) لقد فوجئت ببيان وزارة الداخلية بحقنا فأنا لم أقم بأي جرم بحق وطني، وأناشد منظمات حقوق الإنسان حول العالم بالوقوف إلى جانبنا فنحن بريئون مما ورد ببيان قائمة المطلوبين الـ 23».
لم يسمع العالم لقول آل سريح حيا ولن يسمع له شهيدا، فالنفط أغلى بكثير من دمائه، وصفقات السلاح المليارية تصم الآذان وتخرس الألسن.
بإمكان العالم أن يشاهد الفتى وهو يعلن بملء الفم أنه بريء من التهم التي وجهتها له حكومته، لكنك ستجد في ملفات الادعاء العام أوراقا طويلة لاعترافات آل سريح التي انتزعت منه تحت وطأة الصعق بالكهرباء والتعليق لساعات طويلة.
لقد رحل آل سريح ومن معه شهودا آخرين على ما يمثله النظام السعودي من وحشية مروعة، لكن الأكثر ترويعا أن قوائم إعدام الأبرياء وتقطيع أجساد المعارضين ستظل مفتوحة ما دامت جيوب النفط مفتوحة للغرب والشرق.