مرآة البحرين (خاص): حتى الآن لا تبدو الصورة واضحة بشأن مآلات اعتقال الكاتب إبراهيم الشيخ المحسوب على جمعية المنبر الإسلامي ذراع الإخوان المسلمين في البحرين. هل اعتقل بسبب نفوذ المذيع المجنس محمد العرب داخل الدولة، أم أن اعتقاله كان بداية النهاية لجماعة الإخوان المسلمين في البحرين.

تاريخيا لم تتشكل جماعة الإخوان المسلمين في البحرين كجماعة مناوئة للنظام أو ساعية للحكم نيابة عن آل خليفة، بل إن أحد أبناء الأسرة الحاكمة (عيسى بن محمد آل خليفة) كان أحد مؤسسي هذه الجماعة، كما أن الإخوان المسلمين كانوا دائما عوناً للنظام في أبرز المحطات وأصعبها، فيما كانوا يتقاضون مقابل هذه الخدمات، مناصب وهبات لا تعد ولا تحصى.

إلا أن العداء الإماراتي للإخوان المسلمين والذي تبعه عداء مشابه في السعودية أثّر على البحرين التي لم تعد تستطيع الاستمرار دون المال الإماراتي والسعودي، لذلك فقد ركبت البحرين موجة العداء للإخوان المسلمين، وقامت بتقليم أظافر الجماعة شيئاً فشيئاً، حتى إنها استغنت عن الوزير الإخواني صلاح علي، وكان واضحا فشل الجماعة في انتخابات 2014 ومن بعدها في 2018.

إلا أن البحرين لم تقف عند هذا الحد، وقامت بوضع جماعة الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب، فيما زاد الخطاب العدائي لهذه الجماعة في البحرين بعد مقاطعة قطر.

ومنذ مقاطعة قطر لاحظ المتابعون كم أن هذه الجماعة (جماعة الإخوان المسلمين في البحرين) تحاشت الهجوم على الدوحة ولم تنساق ضمن الحملة التي تقدمتها حكومة البحرين بدعم إماراتي وسعودي لا منتهي، وهو ما عرّضها لانتقادات مستمرة، فيما كان شخص مثل وكيل وزارة التربية والتعليم محمد مبارك جمعة المتبني لآراء السعودية والإمارات في المنطقة، والذي اعتاد على تخوين جمهور المعارضة واتهامهم بالتبعية لإيران" قد استبدل تلك الاتهامات بأخرى مثل "الإخونجية وأتباع قطر".

قد يكون لتحريض محمد العرب دور في اعتقال إبراهيم الشيخ، وقد يكون مقال الشيخ هو الحجة التي من خلالها بدأت ساعة الصفر في القضاء على الإخوان المسلمين، وما يزيد من الاحتمال الثاني هو اعتقال النائب السابق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد خالد لأنه كتب تغريدات مساندة لإبراهيم الشيخ بعد اعتقاله.

لا أحد يعلم حجم هذه الحملة أو مداها، لكن بالتأكيد فإن العصر الذهبي لجماعة الإخوان المسلمين في البحرين انتهى ونجمهم أفل.