وزير الخارجية البحريني نجم لمؤتمر فاشل... "هرتلة" تصريحات أخفقت في الخروج ببيان مشترك
2019-02-17 - 4:41 ص
مرآة البحرين (خاص): فيما راح وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة يتفاخر خلال مؤتمر "وارسو" معلناً إسقاط القضيّة الفلسطينية من حسابات بلاده "تربينا على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى؛ لكن الآن لم تعد الأولى. لقد ظهر شيء آخر هو إيران"، كدلالة على تدشين عهد جديد يقوم على الصّفح والنسيان. كان وزير الخارجيّة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يفعل العكس تماماً. فقد حرص على زيارة متحف مجاور لقاعة الاجتماعات يجسّد المحرقة اليهوديّة في وقت لاحق من ذلك اليوم وقام بوضع إكليل من الزهور في نصب تذكاري يكرم أعضاء "الغيتو" اليهودي في وارسو عام 1943.
كانت ثمّة خشية لدى الوفد الإسرائيليّ أن تثير هذه الخطوة نوعاً من الحساسيّة. لكن الأمر "مرّ من دون أية مشاكل" كما يخبرنا الصحافي الإسرائيلي رفائيل أهرين، مراسل صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" وأحد أعضاء الوفد الإسرائيلي الذي رافق نتنياهو في زيارته للعاصمة البولنديّة. فيما كان المندوبون العرب يتبارون في تثبيت النسيان الكلّي لقضيّة تاريخيّة ما يزال شعبها يكابد تحت الاحتلال، كمدخل إلى المستقبل، كان الوفد الإسرائيلي يتبارى في استعادة التّاريخ البعيد جزءاً جزءاً بحقائقه وأساطيره كائناً ما كانت الحساسيّات. موقفان بالغا الدّلالة يعكسان تفكير كل من قادة العرب وقادة إسرائيل.
يروي رفائيل أهرين وهو الصحافي نفسه الذي استطاع انتزاع عبارة "في نهاية المطاف سنقوم بإنشاء علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية" من فم وزير الخارجية البحريني المزيد من التفاصيل لما أسماها "اللحظات المحورية" لوقائع ما جرى في ردهات مؤتمر وارسو. ويعيد في مقال يوم السبت (16 فبراير/ شباط 2018) تركيب مشهد اللقاء مع وزير الخارجية البحريني، وسؤاله، في الوقت الذي راح الأخير يمسك بيده. "بلدي بكامله يحبس أنفاسه من أجل اللحظة التي سيقيم فيها بلدك علاقات رسمية معنا"، قلت لوزير الخارجية آل خليفة، عندما صافحني خلال سيره بعد أن اجتمع المندوبون في قاعة المؤتمرات من أجل "صورة عائلية". استمر في مسك يدي لكنه لم يجب في البداية. "هل سيحدث ذلك؟"، سألت بإصرار. "في النهاية"، أجاب متوجها نحو الخارج. "هل سيحدث ذلك قريبا؟" أجبت عن بعد، لكنه لم يكن مهتما بالإجابة.
ويقول رفائيل أهرين "العديد من الإسرائيليين يعتقدون بأن البحرين مستعدّة للتحدث علانية عن العلاقات مع إسرائيل".
يضيف "ليس سرا أن دول الخليج لا تحب الجمهورية الإسلامية، وأنها بشكل بطيء ولكن ثابت تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل. لكن وجود ثلاثة وزراء يقولون ذلك بعلانية نسبية هو أمر غير مسبوق. نتنياهو نفسه سرعان ما توجه إلى الصحافة بحماس بشأن تغيير هذا النهج، قائلا إن المسؤولين العرب كانوا على دراية تامة بأنهم يُراقبون خلال تفاعلهم معه علنا، لكنهم غير مهتمين كما في الماضي".
وينقل عن نتنياهو قوله إن العشاء كان "نقطة تحول تاريخية" في العلاقات الإسرائيلية العربية.
موقف آخر يذكره الصحافي رفائيل أهرين عن وزير الخارجية اليمني خالد اليمني. "عندما حان دور الزعيم الإسرائيلي ليخاطب المؤتمر، لم يعمل مايكروفونه؛ لذلك سمح اليمني له باستخدام مايكروفونه". ليخلص من ذلك بأنه "ربما يكون ذلك مثالا آخرا على التطبيع الزاحف بين إسرائيل والعالم العربي"، على حد تعبيره. الحقيقة أنه باستثناء التّطبيع الذي شاهدناه بالبث الحي لأول مرّة على شاشات الفضائيّات فإن أيّاً من أجندة المؤتمر الأخرى لم يكلل لها النجاح. لقد كان مؤتمراً فاشلاً باختصار أو لعله مؤتمر ببند واحد وهو التطبيع. فرغم الضّجيج الذي أثير من جانب كل من المسؤولين العرب والإسرائيليين حول أنشطة إيران في المنطقة إلا أن رفائيل أهرين يطلعنا بشفافيّة على أن أيّ شيء على هذا الصّعيد لم يتحقق. ويقول بأنه "لم يتم إصدار بيان مشترك في نهاية القمة نظراً إلى حقيقة أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية المشاركة لا تتشارك وجهة النظر ذاتها بشأن إيران. في الواقع، النص الذي أصدره المنظمون الأمريكيون والبولنديون في النهاية لم يشر إلى إيران بتاتا".
ويضيف "ذكر المندوبون بشكل متكرر طهران كمصدر لعدم الاستقرار في المنطقة، لكن القمة لم تصل إلى أي نتائج ملموسة"، وفق تعبيره.