شر البلية ما يُضحك… خليفة بن سلمان يوجه خطاب للعالم في اليوم العالمي لحقوق الإنسان
2018-12-10 - 4:24 م
مرآة البحرين (خاص): أقدم رئيس وزراء على وجه الأرض يُحاضر في العالم بشأن حقوق الإنسان! سيكون الأمر أشبه بمزحة لو أن الصحف البحرينية الحكومية لم تقم بنشر نص رسالة خليفة بن سلمان التي وجهها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
يقول خليفة بن سلمان الذي لم تعرف البحرين غيره رئيسا للحكومة منذ استقلالها، إن «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تم إقراره قبل 70 عامًا يشكل نقلة نوعية (...) من أجل عالم تسوده الحرية والعدالة والمساواة».
لاحظوا جيدا، خليفة بن سلمان يتحدث عن قيم «الحرية، العدالة والمساواة». هل يشعر البحرينيون فعلا أنهم يملكون الحرية، مثلا، في التعبير، التظاهر، تشكيل المنظمات؟ هل يعرف خليفة بن سلمان، الذي يقول إن القانون لا يطبّق عليه ولا على ضبّاطه، معنى تحقيق العدالة بين الناس؟
عن أي مساواة يتحدث خليفة بن سلمان والبحرين تشهد واحدة من أكبر عمليات الفصل العنصري، وواحدة من أشد تجارب التمييز بين فئات الشعب؟ وهل توجد في البحرين مساواة والعائلة الحاكمة تتصرف وكأنها تملك الأرض ومن عليها؟
من يقرأ ذلك الخطاب يعتقد أنه يقرأ لأحد المدافعين الكبار عن حقوق الإنسان في منطقة الخليج الملتهبة مثل المعتقل البحريني نبيل رجب أو المعتقل الإماراتي أحمد منصور. إنه يظّن أنه ليس أمام رجل شهدت البحرين في عهده 3 عقود من فرض قانون أمن الدولة وقتل العشرات في السجون تحت التعذيب ومثلهم من المتظاهرين وآلاف المعتقلين لأنهم طلبوا المشاركة في القرار.
كادت الدهشة أن تقتل القارئ لولا أن الرجل عاد ليُعبّر عن حقيقة ما يؤمن به تجاه قضايا حقوق الإنسان. لقد عاد خليفة الذي نعرفه ليؤكد على «حق الإنسان في الأمن والعيش بسلام في مناخ من الاستقرار»، مضيفا «إن هذا الحق يمثل مطلبًا ملحًا لا يمكن التنازل عنه أو التفريط فيه».
نعم هذا خليفة الذي نعرفه. خليفة الذي يستخدم الأمن ذريعة لضرب من يعبّر عن رأيه ويطالب بحقوقه الاقتصادية والسياسية المشروعة. هذا الرجل الذي عرفته البحرين في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وعرفت صديقه الوفي إيان هندرسون.
خليفة الذي يعتقد أن حقوق الإنسان دائما ما تستخدم بهدف الفوضى، عاد ليُذكرنا بذلك بالقول إن «قضايا حقوق الإنسان يجب أن تظل بعيدة عن أي محاولة لتسييسها أو اتخاذها ذريعة للتدخل في شؤون الدول؛ لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار».
وعاد ليحذّر من «أي انحراف بالمبادئ العالمية لحقوق الإنسان واستغلالها كوسيلة لاختراق المجتمعات وانتهاك خصوصيتها الثقافية والحضارية وتهديد السلم الأهلي للشعوب».
نعم خصوصيتنا الثقافية أن تبقى رئيسا للوزراء مدى الحياة. إنها الخصوصية التي تقول إن «الشيوخ أبخص»، وتحتها يمكن لك أن تشتري أو تسرق ما شئت، وتحتها سيُعتبر كل من يُطالب بتغييرك مجرد عابث بالسلم الأهلي أو الأمن الوطني.
ولم تكن أقل منها مزحة، قولك أن البحرين بقيادة ابن أخيك حمد بن عيسى «حرصت على ترسيخ المبادئ التشريعية والقانونية التي تصون وتحفظ حقوق الإنسان»!
منذ أن جاء ابن أخيك للسلطة وبينكما «ما صنع الحداد»، لكن يبدو أن الشيء الوحيد الذي تجتمعان عليه هو أنه ليس من حق الإنسان البحريني إلا السحل والتعذيب والسجن والإعدام، هذه هي رسالة الواقع في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.