ماذا سيحدث لو أن احتجاجات السترات الصفراء حدثت في البحرين؟
2018-11-30 - 11:42 م
مرآة البحرين (خاص): منذ يوم السبت الماضي 24 نوفمبر/تشرين الأول تعمّ الفوضى أنحاء فرنسا إثر احتجاجات غاضبة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والضرائب وتكاليف المعيشة بالإضافة إلى شكاوى أخرى تتعلق بسياسات ماكرون. وكان الشانزليزيه، الواجهة الحيوية الأبرز في العاصمة باريس، هو ما شهد أكبر هذه الاحتجاجات وأكثرها عنفاً.
يقول المتظاهرون أنَّهم يعملون ويكافحون في العمل والحياة، ويشعرون أنّهم يتحملون وطأة المشكلات الاقتصادية الفرنسية، بينما تحصل الشركات والأغنياء على إعفاءات ضريبية.
الاحتجاجات التي شارك فيها مئات الآلاف من الفرنسيين، أدّت إلى قطع الطرقات وتعطيل الشارع الحيوي الرئيسي في العاصمة واعتداءات وحوادث طعن، ولقي شخصان مصرعهما، كما حدثت مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الأمن وأصيب أكثر من 600 شخص بينهم العشرات من منتسبي الشرطة والشرطة العسكرية وجهاز الإطفاء. وأقام المحتجون متاريس ورشقوا أفراد الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة وهم يرددون شعارات تطالب الرئيس إيمانويل ماكرون بالاستقالة.
وهدد المتظاهرون بتعطيل الطرق السريعة والطرق المؤدية إلى مستودعات النفط، بما في ذلك (كاليه) الواقعة بالقرب من نفق شانيل، وفقا لوكالة أنباء رويترز.
آلاف الفرنسيين شاركوا في الاحتجاجات التي أدّت إلى قطع الطرقات وتعطيل الشارع الحيوي الرئيسي في العاصمة
انتشر 5 آلاف ضابطٍ في باريس، وأقاموا حواجز معدنية حول الشانزليزيه للحيلولة دون وصول المتظاهرين إلى مبانٍ حيويةٍ مثل المكتب الرئاسي والجمعية الوطنية، لكن المحتجين أشعلوا النيران ومزَّقوا لافتات الشوارع، والحواجز المُقامة، وخلعوا حجارة الأرصفة وقذفوها على أفراد الشرطة فيما كانوا يرددون هتافاتٍ مناهضة لماكرون.
سميت باحتجاجات السترات الصفراء، نسبةً إلى السترات شديدة الوضوح التي يرتديها المتظاهرون، والتي يتوجب على جميع قائدي السيارات في فرنسا حملها في سياراتهم بموجب قانون عام 2008، وارتدائها عند خروج السيارة عن الطريق في حالة الطوارئ.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي فإن أغلب الفرنسيين يدعمون احتجاجات حركة السترات الصفراء.
أما الرئيس ماكرون فقد اعترف بأن حكومته تواجه احتجاجات كبيرة، وأنه "يمكن الخروج من هذه المحنة عبر الحوار وشرح وجهات النظر والقدرة على إيجاد التوازن والحل الواقعي".
إضرام النيران في الحاويات احتجاجاً على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون وزيادة أسعار المحروقات
السؤال الآن ماذا لو أن هذه الاحتجاجات حدثت في البحرين، ولنقل لذات السبب وهو ارتفاع أسعار المحروقات وفرض الضرائب وارتفاع تكاليف المعيشة؟ دعونا نتابع سيناريو المواجهة من قبل الدولة كيف سيكون:
-
سيتم قمع الاحتجاجات بالنار والرصاص وقتل العشرات باستخدام الرصاص الحي والانشطاري والغازات الخانقة، وإذا لزم الأمر، سيتم الاستعانة بقوات درع الجزيرة لإخمادها.
-
ستنكر الحكومة أن هناك أي احتجاجات سياسية، وستؤكد عبر تصريحاتها الرسمية وإعلامها الرسمي وقنواتها أن ما تشهده البحرين هو ليس احتجاج شعبي، بل إرهاب، تقوم به ثلّة من الخونة والمخربين والخارجين عن القانون والمتآمرين من أجل النيل من سلامة الوطن ووحدته وأمنه.
-
ستوقع الحكومة بين الشارعين السني والشيعي المشاركين في الاحتجاجات بتصوير الحراك بأنه طائفي ويستهدف زعزعة نظام الحكم والإطاحة به من أجل استيلاء الشيعة على الحكم وتحويل البحرين لنظام ولاية الفقيه تابعة لإيران. وستوظّف لهذه المهمّة رجال الدين التابعين لها وخطباء الجمعة المؤتمرين بأمرها والإعلام الرسمي بكل أدواته وأبواقه، وسيتم تأليب الرأي العام على المحتجين وتخوينهم، بعد أن كان داعماً لهم مشاركاً معهم.
-
ستقوم الحكومة باعتقال مئات المحتجين ومداهمة البيوت في القرى والمناطق التي تشهد احتجاجات واعتقال الأطفال والشباب والكبار والنساء وستجبرهم تحت وطأة التعذيب الذي لا يحتمل من الاعتراف بارتكاب أعمال إجرامية لأهداف إرهابية لخدمة أجندات خارجية (إيران، قطر،...).
-
ستعلن عبر وزارة الداخلية في أجهزتها الرسمية القبض على خلية إرهابية كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية تتضمّن تفجير منشآت حيوية وقتل وترويع الآمنين وقتل رجال الأمن وقطع الطرق وتعطيل مصالح الدولة والإضرار بها، وأن هذه الخلية يجري تمويلها والتخطيط لها من ايران وقطر.
-
ستصدر السلطة أحكامها بإعدام العشرات، والسجن المؤبد للمئات مع إسقاط جنسيتهم، وستستفيد من ذلك في شحذ المزيد من الأموال من الدول المجاورة.
لو حدثت مثل هذه الاحتجاجات في البحرين، سيتم إلباس الجنود السترات الصفر كما فعلوا في سترة 15 مارس 2011، ويتم تفجير الرؤؤس كما فعلوا بأحمد فرحان. هل تتذكرون السترات الصفر في سترة؟! بدلاً من المحتجين البحرينيين الذين كانوا يرتدون علم البحرين في احتجاجات 2011، ارتدى منتسبو الداخلية السترات الصفر، وأخفوا وجوههم، ثم راحوا يستبيحون القرى بأسلحتهم التي تتسابق ذخيرتها الحيّة على أجساد المحتجين ورؤوسهم.
بين سترات المحتجين الصُفر في فرنسا، وستراتنا، تستباح ألف قرية مثل (سترة).