هل تجبر البحرين مترشحا عن «الإخوان المسلمون» على الانسحاب من الانتخابات إرضاءً للإمارات؟

المرشح أنس بومطيع
المرشح أنس بومطيع

2018-11-13 - 12:04 م

مرآة البحرين (خاص): الإخوان المسلمون في البحرين وجدوا نفسهم أمس، الاثنين (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018)  في مواجهة مباشرة مع الإمارات لأول مرة. مواجهة نجمت عن مواقف معلنة منذ العام 2012 عندما كانت الجماعة تعيش عصرها الذهبي.

لقد أثار إعادة نشر تغريدات سابقة للمرشح أنس بومطيع (قريب من الجماعة) غضب مغردين إماراتيين. كانت تغريدات بومطيع تؤيد بقوة حزب الأمة الإماراتي ، وهو الفرع الإماراتي لجماعة الإخوان المسلمون، وتدين خطوة اعتقال مناصرين له من أكاديميين ونشطاء.

ونشر بومطيع تغريدات تضمنت تقارير حقوقية تدين سلطات الإمارات على خلفية اتهامات لها بممارسة التعذيب بحق المعتقلين، إلى جانب تغريدات يصفهم فيها بـ "الحكام الظالمين" وأخرى يستنكر فيها استضافة الإمارات للمصري أحمد شفيق.

وحاول بومطيع التراجع عن التغريدات، ونشر توضيحا حاول فيه التبرؤ من التغريدات بعد تعرضه لهجوم من إماراتيين وبحرينيين مناهضين للجماعة. لأنه عرف أن نار الإمارات تقترب من لحيته، انقلب بومطيع ليقول «من العيب أن يزايد البعض علي في حبي لبلدي ولدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة».

ومن أجل أن ينفذ بجلده عاد من جديد للاسطوانة المشروخة بمهاجمة المعارضة البحرينية «لا يمكن أن ننسى أبداً وقفتها في دعم مملكتنا الغالية في أزمة 2011  حينما واجهنا المؤامرة الانقلابية»، لا يعلم بومطيع أن حكّام الخليج لا يشترون، اليوم، بضاعة من إخواني.

تحت وسم #مرشح_بحريني_يتطاول_على_الامارات كتب إماراتيون يهاجمون بومطيع ويطلبون من البحرين سحب ترشحه بسبب تعديه على حكام الإمارات. مذكرين بمواقف الإمارات الداعمة لحكّام البحرين.

وتعتبر الإمارات أحد أهم المؤثرين في صناعة القرار البحريني منذ أن دخلت قواتها إلى جانب قوات سعودية للمشاركة في قمع تظاهرات شعبية اتخذت من دوار اللؤلؤة فبراير 2011 مركزا لها. كما ساهمت الإمارات في برنامجين للمنح، حيث منحت بموجبهما البحرين أكثر من 5 مليارات دولار لمواجهة أزمتها المالية.

ولا يستبعد أن تجبر السلطات بومطيع على الانسحاب من الانتخابات التشريعية التي تشهدها البلاد نهاية الشهر الجاري إذا ما تصاعدت ردود الفعل عليه، خصوصا وأن البحرين أجبرت جماعة الإخوان المسلمين على الانكفاء إرضاء للتحالف في مواجهة قطر الذي يضم الإمارات، السعودية ومصر إلى جانب البحرين.

وسيكون من المفارقة أن تتخذ البحرين موقفا يرضي الإمارات بسبب تلك التغريدات، بينما نشر بومطيع تغريدات طائفية يصف فيها الغالبية الشيعية بالحيوانات ولم تحرك ساكنا لمحاسبته.

إن من شأن التحرك غير المستبعد للبحرين ضد بومطيع أن يظهر حجم التأثير السياسي الإماراتي على حكام آل خليفة، وحجم الازدراء الذي تدعمه السلطات بحق الطائفة الشيعية. وبلا أدنى شك، ستكون تلك رسالة جديدة للإخوان المسلمين أن عليهم أن يعودوا لجحورهم حتى يأفل عصر المجنون محمد بن زايد.