بو كشمه: شعار العلمانيين الجديد
بوكشمة - 2018-11-08 - 12:42 م
قبل أن يرشف بو كشمه رشفته الأولى من استكانته في قهوته العتيقة باغته صاحبه الحجي بسؤال غريب "لماذا انتم العلمانيون بعضكم عندما ينتقل للضفة الأخرى ينقلب على عقبيه ويتنكر إلى كل ماضيه ويضرب عرض الحائط كل المبادئ وأول من يصوب طلقات رشاشه الجديد عليهم هم رفاق الأمس" فرد بو كشمه "كلامك مرسل ولا دليل عليه".
رمى صاحبنا القحفية بعصبية وقال "بذكر لك كم واحد بس عد وراي أولهم اللي احتشد الناس له من كل حدب وصوب في الانتخابات أمام منافسه الشرس حاملين تفاح وبس وصل انقلب وذاك المحامي اللي دعمناه في المدينة رغم إننا مقاطعين وثالثهم رئيس جمعية حقوق الإنسان وفجأة خلع العباية ولبس عباءة حماية السلطة ليكون شوكة في حلق حقوق الإنسان، نسيت يوم ادعى بكل وقاحة إنه دخل الدراز المحاصرة ولم يوقفه أحد ولم يسأله أحد. وأكمل وهو يزبد بعد رابعهم ذاك اللي قلبته الأحداث من علماني لأخواني يحرض على الفتك بالشباب لأنهم عملاء للحرس الثوري الإيراني وقال إنه بيدخل الانتخابات نكاية فقط بالمعارضة وذاك اللي حامل راية المشاركة ويتهجم على رفاق الأمس بس يستاهل لما رفضوه ونسيت تلك اللي ادعت إن الحسينيات فيها أسلحة وتنكرت لكل أهلها ورفاقها ولمذهبها.
وهنا أراد أن يوضح بو كشمه ولكن صاحبه استرسل والحنق واصل مداه "أنت ما تقرأ الجرائد الصفراء شوف أغلب الكتبة اللي يقفون ضد الشعب وضد الوطنيين وضد بقية رفاقهم ممن وقفوا مع الشعب هم من العلمانيين والوطنيين مناضلي السبعينيات والستينيات نسيت أبو سلندر سترة ونسيت (عقربة الرمل موكلي) و(عدو المنعم) وما (عندنا أباتشي يا على سلمان ) وغير وغير.
رد بوكشمه بحسم لكي يوقفه "أخذتنا بشراع وميدار اسمع يا ولد عمى ما ذكرته عن الأنفار صحيح ولكن هذا ينطبق على الجميع فقطار النضال في طريقه لوجهته البعيدة يمر بمحطات عديدة البعض ينزل وآخرون يصعدون والقلة من يتحمل مشاق الطريق وما ينطبق على الوطنيين عامه ينطبق على العلمانيين شكلك نسيت بعض أصحاب العمائم اللي يهرولون نحو القصور والدواوين بعدما كانو رافعين شعار هيهات منا الذلة وهنا هدأ الحجي وقال "بس عندي موضوع محيرني في التسعينات عندما رفعنا شعار البرلمان هو الحل ودفعنا ثمنه 40 شهيدا ومئات من الجرحى والمبعدين وآلاف المعتقلين، بعض جماعتكم كانوا في مجالسهم الخاصة يتطنزون علينا وعندما تم انتزاع البرلمان بفضل تضحياتنا صار البرلمان هو غايتهم الأولى والأخيرة وحتى الآن بعد الردة وهي أسوأ من التسعينات فلا زالوا جماعتكم العلمانين يرفعون شعار "البرلمان هو الحل".طبعا هالمرة ما في تضحيات فقط غنائم رغم أن الموالاة تقر بأن البرلمان هو خاش باش ولا خير يرتجى منه.
وهنا رد أبو كشمه: صل على النبى ولد عمك المشاركة حق مثلها مثل المقاطعة وهم لم يطرحوا شعار "البرلمان هو الحل" ولم نقرأه في أدبيات أو نسمعه من ألسنة أياً من العلمانيين اللي ناوين يدخلون المعترك الانتخابي، ثانيا هم أحسن وأولى من غيرهم من الجهلة.
وهنا غمز الحجي بعينه قائلا: "مو ضرورى يعملون الشعار كوبي بيست ولكن هم يطبقونه قولاً وفعلاً بس خبروهم إنهم متأخرين 30 سنة في شعارهم عن من يطلقون عليهم متأخرين عن العصر صاحبكم تروتسكي قالها قبلى "الليبراليون سوف يخونون الثورة و يدعمون القيصر ضد العمال والفلاحين" سمعت تروتسكي مرجعكم مو مرجعنا وببشرك إذا نجح واحد منهم وإذا وصلوا بالخطأ بيقصصون جناحاتهم، و قالوها الأولين "بتخفق من رجيلها ولا بياخذها سيد علي" ضحك بخبث وواصل بصوت أعلى "يقولون البرلمان هو الحل..ههه يا فاهمين يا متعلمين يا بتوع المدارس ههه.
وهنا حاول بوكشمه ختم الموضوع لأن ما عنده دفاع عن ربعه "خلنا من هالسالفة واطلب لنا واحد باقله واثنين شاي كرك" .
* "بوكشمة" رجال عادي وبسيط، عقله حصيف وقلبه نظيف وضميره عفيف، يشعر بالغصة وتخنقه العبره لما آل إليه حال بلاد المليون نخلة.